تساءلت كثيراً كيف بقيت مدن ومحافظات ومناطق المملكة طوال هذه السنوات تبحث عن طريق يقربها بمواطنيها (المثقفين والأدباء والشعراء وغيرهم) وجاءت الإجابة سريعة من المثقفين أنفسهم دون توجيه أي لوم أو عتب بأنهم (مبعدون) عن الساحة الثقافية أو أي نشاط أو فعالية تقام هنا أو هناك... فكان في السابق جميع ما يقام من معارض أو منتديات وحتى المهرجانات تركز في أولوياتها على (التقنية - الاقتصاد - الترفية أو أي مجال آخر دون أن يكون (للثقافة) أي ذكر سوي المناسبات (الصغيرة) في معارض للكتب لا قيمة لها للمثقفين أو (مهرجانات) للغناء والطرب هدفها الترفية فقط.
وقبل أيام انتهت فعاليات (المعرض الدولي للكتاب في الرياض العاصمة) إلا أن صداه لازال يدوي وإيجابياته الثقافية تركت لدى المواطن والمقيم (المثقف وغير المثقف) قصة وحالة من الترقب والتحفز دائما لإقامة أو حدوث أي مناسبة (ثقافية) مثيرة ليتم إقامتها في أي مدينة أو محافظة سعودية.
وهذا يأخذنا إلى الحدث الثقافي الذي يترقبه الجميع الذي سينطلق بعد أيام قليلة في محافظة (عنيزة - باريس نجد) كما أطلق عليها الأديب والرحالة العربي (الريحاني). نعم لقد بدأ العد التنازلي للمهرجان الثقافي الثاني الذي تبدأ فعالياته في الفترة ما بين (25-29 من الشهر الحالي (للرجال) و(3-6 من الشهر الرابع (للنساء).
ويعتبر هذا المهرجان الثقافي الثاني الذي يقام على أرض محافظة عنيزة بعد المهرجان الأول الذي أقيم في العام الماضي، ومن خلال المواقع الإلكترونية وبقية وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة التي بدأت تتنافس وتتسابق على الاستعداد لبث ونشر فعاليات وأنشطة المهرجان الثقافي الثاني وكذلك المثقفون من الشباب وغيرهم الذين بدؤوا مناقشة اهتماماتهم بفعاليات وأنشطة المهرجان الثقافي الثاني في عنيزة.
وفي حديث خصني به سعادة محافظ عنيزة والمشرف العام على المهرجان المهندس مساعد السليم قال فيه: (تتشرف محافظة عنيزة أن يتكرم أميرنا العزيز بافتتاح المهرجان الثقافي الثاني في الفترة المذكورة سابقا.. وكما هو معلوم أن محافظة عنيزة هي (أرض الثقافات والمثقفين) منذ قديم الزمن ولازالت تستقطب في كل مناسبة (ثقافية) نقيمها آلاف المثقفين من جميع محافظات القصيم ومناطق المملكة الأخرى بل من الدول المجاورة).
وعندما سألته عن المهرجان الثقافي الثاني, أجابني سعادة المحافظ: (اسمع يا دكتور محسن) إقامة هذا المهرجان دليل واضح أن بلادنا الغالية تحت هذه القيادة الحكيمة تدعم الثقافة والمثقفين والمهرجان في نظري (حدث تاريخي ثقافي) يتم من خلاله تكريم الثقافة وروادها وهذا ما سيحصل حيث قررت اللجنة العليا للمهرجان تكريم نخبة من أبناء عنيزة الذين ساعدوا في صناعة تاريخها المجيد وإقامة المهرجان الثقافي في محافظة عنيزة هو دعم للثقافة في بلادنا العزيزة.
إن إقامة (معارض للكتاب أو مهرجانات ثقافية) في جميع محافظاتنا السعودية دليل قوي على تحول المجتمع السعودي إلي مجتمع ثقافي وإن بلادنا بدأت في احتضان الثقافة حيث بدأت تبرز أسماء فكرية وثقافية لها ثقل مهم في الفعاليات التي تقام في المملكة العربية السعودية.
ما شاهدته في (معرض الكتاب الدولي في الرياض) يدعو إلى التفاؤل إلى أن السعوديين (من الجنسين) عرفوا طريقهم إلى الثقافة, ومن هنا ندعو الجميع لتشجيع (الثورة الثقافية) التي يقودها خادم الحرمين الشريفين وحكومته المخلصة.
د.محسن الشيخ آل حسان - الرياض
farlimit@farlimit.com