تأليف: يوسف بن محمد العتيق
صدر هذا الكتاب (فارس الثقافة والأخلاق أ. حمد بن عبد الله القاضي) عن ملتقى الوراق بالرياض وهو من تأليف أ. يوسف بن محمد العتيق، وقد أحسن المؤلف بهذا الوصف للقاضي فهو أديب يجري الأدب في منطقه كالسلسبيل، له ذوق عالٍ، واختيار بارع، حيث غلبت عليه حرفة الأدب، فهو قارئ له، ومستمتع به، ومعطاء فيه، أفاد واستفاد ثم نهض بمستوى (المجلة العربية) عندما كان رئيساً لتحريرها حتى استقال منها وبعد أصبحت على رأس الهرم، وتستمر - إن شاء الله - في مستواها.
إن في عطاء القاضي صدق الطموح، له فضل على الأدب، عرفته أستاذاً قديراً، فأعجبت بطرحه وعلمه وأسلوبه والأسلوب كما يُقال: الأسلوب هو الرجل، هذا ما تمثله شخصية الأديب حمد القاضي، فهو شخصية مشرقة في الأدب، كرّس نفسه لخدمته فجاء متميزاً فهو وجه مشرق في الأدب السعودي.
إنني أمام كتاب يضم بين دفتيه أكثر من خمسين موضوعاً عنه، سارت مساراً واحداً، وتنوعت بكلمة واحدة وهي الثناء العادل لا المفرط في قاضينا، والله إذا أحب عبداً، حبب إليه خلقه كما جاء في الحديث، وقد جاءت المقالات عنه بأقلام مفكرين ومسؤولين وأدباء وكتاب يتبوؤون علماً وأدباً فهذا هو معالي الوزير والأديب والشاعر القصيبي يقول عنه: فارس المجلة العربية ترجّل، وطوبى لمن يترجل قبل أن تعثر فرسه به أو يعثر هو بها.. وقانا الله شر هذا المصير، لا أتصور (المجلة العربية) بدونك، ومع ذلك أنا أدرك أن الحياة تسير في دورتها المعتادة بوجوه جديدة، وأفكار جديدة إلا أن ذهني - وهو يتمرد عليّ عندما يشاء - لا يزال يصرّ على ربط (المجلة العربية) بحمد القاضي. وقد قال معالي الوزير الحقيقة ثم يسترسل في حديثه العذب قائلاً: (لابد لي أن أشكرك على ما لقيته فوق الحب من رعاية خاصة، فقد فتحت في المجلة صدرها وتقبلت بلا مضض (صوت من الخليج) ولم تعبأ أن جاء منكراً أو جميلاً، ثم استدرجتني بحيلة لطيفة إلى البقاء فيها عبر الاستفتاء الشهير.. من لأبي عبد الرحمن بن عقيل يفصله إذا انشغلت براجمه من تجبير ما ينبغي أن يجبر؟).
هذا الكتاب الذي خلّد ذكره، ومجد أدبه لا يحكي سيرته ومسيرته بل هو ينظر في الأريب (حمد القاضي) من كل الوجوه، وجميع الزوايا، والطبعة التي بين يديّ هي الأولى ويدور في حدسي أن طبعات هذا الكتاب ستكون كثيرة - إن شاء الله - وقد بذل فيه مؤلفه ومعده الأستاذ يوسف بن محمد العتيق جهداً جهيداً ووقتاً حميداً، وفكرة هذا الملتقى الوراقي الذي أصدر الكتاب الكريم تقديم الأدباء في المملكة العربية السعودية، ثم يتلو ذلك جمع أجمل ما قيل في المحتفى به بين دفتي كتاب.
إن هذا الكتاب ليس يطرق جوانب عامة في سيرة المحتفى به الأديب حمد بن عبد الله القاضي، بل ويتصدى لجوانب كثيرة ذات أهمية، ولو تصدى لها باحث لاستطاع أن يستخرج منه سيرة حيّة، ودراسة أدبية لنزين بها رفوف المكتبة العربية السعودية، هذا وقد بدت لي من خلال محطات عدة في مسيرة هذا الكاتب وعطائه منها : شخصيته الإدارية الناجحة، ودبلوماسيته الصاعدة، وإنسانيته الرائعة وهذا ما يشهد ويجمع عليه من عرفوه، فوصفوه بسعة الصدر، وهو حينما يناقش المسألة لا يغضب حتى لو وصلت المسألة درجة الجدال، وطيبة القلب الذي يحملها بين جنبيه.
وختاماً: ما الذي يفرح القاضي؟ والجواب عند القاص والكاتب الفاضل (عبد الله الناصر) حيث قال في موضوعه بهذا الكتاب: (لن أنسى أبداً ذلك المشهد الذي اختلجت فيه وجنتاك وسقطت دمعة من عينه حينما وجدتها في ذلك الفندق الهاجع فوق ذرى جبال الأوراس بالجزائر، حيث أذهلك الفرح حينما رأيتها في بهو الفندق بين يدي بعض ساكنيه متسللة إلى ذلك الصقع النائي البعيد فأخذك العجب وهزتك النشوة بأن تصل إلى هناك.. يومها طلبت من مشرفها العام المرحوم حسن بن عبد الله آل الشيخ أن يصدر أمراً ببعث ثلاثمائة نسخة إلى الجزائر بشكل شهري كهدية للمكتبات العامة، والجامعات والمراكز الثقافية).
وأخيراً: معالي الأديب عبد العزيز الخويطر - حفظه الله - كتب فيه كتابة جميلة جاءت تحت عنوان: (لسان عفّ وقلم نزيه) وبها أقول قطعت جهيزة قول كل خطيب.
باحثة وكاتبة سعودية
الرياض 11524 ص.ب 54753
فاكس 2177739
Bcnt-alaasha@hotmail.com