Al Jazirah NewsPaper Tuesday  17/03/2009 G Issue 13319
الثلاثاء 20 ربيع الأول 1430   العدد  13319
وسط حضور أكاديمي وإعلامي وثقافي كبير شهدته محافظة جدة
تدشين كرسي «الجزيرة» للدراسات الصحفية بجامعة الملك عبدالعزيز

 

جدة - مكتب «الجزيرة»

برعاية معالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز الأستاذ الدكتور أسامة بن صادق طيب، وبحضور رئيس التحرير الأستاذ خالد بن حمد المالك، ومشاركة زملاء المهنة في الإعلام ووكلاء الجامعة وعمداء الكليات وأساتذة الجامعة والطلاب والطالبات وعدد من المثقفين، تم في قاعة الاحتفالات ومركز المؤتمرات بالجامعة، صباح يوم السبت الماضي، تدشين كرسي جريدة (الجزيرة) للدراسات الصحفية في احتفال أقامته الجامعة بهذه المناسبة.

بدئ الحفل بكلمة لسعادة الدكتور عبدالملك بن علي الجنيدي عميد معهد البحوث والاستشارات في الجامعة تضمنت لمحة موجزة عن جامعة الملك عبدالعزيز ومسيرتها الطويلة في نشر العلم والتعليم في المملكة، والتي امتدت أكثر من 43 عاماً؛ حيث جاء إنشاؤها كأول مشروع تعليمي أهلي في عام 1487هـ ثم حظيت بدعم جلالة الملك فيصل - رحمه الله -؛ فاحتضنها كجامعة حكومية بالمملكة.

وأضاف الجنيدي أن معهد البحوث والاستشارات بالجامعة انطلق إلى تبني مشاريع الكراسي العلمية، وذلك منذ عام 2004م؛ حيث وضعت ضمن استراتيجياته المضي قدماً في الارتقاء بالخدمات والمعلومات وتفعيل الجوانب التي تهتم بالتحصيل العلمي والإبداع.

بعد ذلك قدم الدكتور عبدالرحمن زمخشري المشرف على كرسي صحيفة (الجزيرة) عرضاً تفصيلياً للحضور عن خطة العمل بيّن من خلاله أن كرسي جريدة (الجزيرة) له أهمية بالغة في دعم الجريدة في مواجهة تحديات المنافسة التي يشهدها سوق العمل الصحفي في المملكة وفي العالم العربي والعمل على دعم تطويرها من أجل استمرار ظهورها بشكل مميز وأكثر جذباً وتشويقاً للقراء مع تسخير إمكانات وخبرات جامعة الملك عبدالعزيز وإبرازها كمركز خبرة وطني وكشريك استراتيجي مميز يسهم في حل مشكلات قطاعات متخصصة في المجتمع السعودي.

كما أوضح أن رسالة كرسي (الجزيرة) هي: تبني منظومة علمية متكاملة لإثراء المعرفة والقدرة لجريدة (الجزيرة) على التميز في خدمة المجتمع السعودي. أما الأهداف فمن أبرزها التعرف على اتجاهات وآراء القراء في المنطقة الغربية، وخصوصاً في منطقة مكة المكرمة، نحو جريدة (الجزيرة) والكشف عن الجوانب الإيجابية والسلبية تجاه الجريدة في الوضع الحالي، وتقديم مقترحات وتوصيات لزيادة نسب قراء جريدة (الجزيرة) في المنطقة الغربية، والمساهمة في تطوير جريدة (الجزيرة) من حيث الشكل والمضمون.

كما وضع الدكتور زمخشري مقترحاً من الفريق الأكاديمي لكرسي (الجزيرة)؛ لصياغة تصورات متكاملة عن تصميم صفحات الجريدة، ولفت إلى أن هناك مقترحات دراسية وبحثية لـ(الجزيرة) ستتم خلال السنوات المقبلة، منها دراسة مدى تلبية جريدة (الجزيرة) لاحتياجات ورغبات وميول واتجاهات القراء في المنطقة الغربية، وذلك في السنة الثانية ودراسة العوامل المؤثرة في استقطاب الوكالات والمعلنين من المنطقة الغربية، وذلك في السنة الثالثة، ودراسة العلاقة بين الإعلام والإعلان في المؤسسات الصحفية السعودية، وذلك في السنة الرابعة.

وفي نهاية عرض خطة العمل أوضح الدكتور زمخشري أن هناك عوائد لجريدة (الجزيرة) من مخرجات الكرسي تتمثل في التالي: زيادة نسبة توزيع الجريدة في مدينة جدة، القدرة على منافسة الجرائد التي تصدر في المحافظة، زيادة الدخل الإعلاني للجريدة من المنطقة الغربية، ظهور الجريدة بشكل مميز من حيث الشكل.

واختتم الدكتور زمخشري كلمته بثنائه وثقته بالفريق الأكاديمي لكرسي جريدة (الجزيرة)؛ حيث يتولى الإشراف عليه، وهم: د.عاطف نصيف (قسم الإعلام) باحث مشارك، سعد الثمالي (قسم الإعلام) باحث مشارك، د.رائد العطار (قسم الإعلام) باحث مشارك، أ.عبدالبديع عيطة (قسم الإعلام) باحث مشارك.

بعد ذلك ارتجل الأستاذ خالد بن حمد المالك رئيس تحرير (الجزيرة) كلمة قال فيها:

بداية أود أن أقول إنني كلما جئت إلى هذه الجامعة تذكرت بداياتها عندما انطلقت الفكرة كجامعة أهلية طموحة وموعودة بالنجاح، وكلما جئت إلى هذه الجامعة مشاركاً في ندوة أو مشاركاً بالحضور والاستماع إلى آخرين تذكرت تلك البدايات المشجعة لانطلاق أول جامعة أهلية في هذا الوطن الغالي.

كانت الفكرة خلاقة وجميلة تظهر عزيمة المواطن على أن تتبوأ المملكة الريادة في نوعية الجامعات والتخصصات، وكان هناك مَن شكك في قيام جامعة أهلية في زمن كانت الإمكانات المادية والبشرية ومستوى التعليم متواضعة في ذلك الحين، لكن الإرادة والتصميم والعزيمة والشعور الوطني والمسؤولية مكنت أولئك الرجال من أن يوجدوا على الأرض هذه الجامعة، وأن تتطور وأن تتقدم بأكثر مما كان مخططاً لها. وكانت الجامعة في بداياتها لا يتجاوز عدد طلابها المئة طالب وطالبة، لكنها تطورت وبدأت الانطلاقة من جامعة أهلية إلى جامعة يدعمها الملك فيصل كرئيس للجنة التأسيسية لإنشائها، ومن ثم تحويلها إلى جامعة حكومية؛ لتصل إلى ما وصلت إليه اليوم؛ حيث تعد الجامعة الأولى في عدد طلابها وطالباتها؛ حيث بلغ عدد طلابها وطالباتها أكثر من مائة ألف طالب وطالبة، ولتتحول فروعها إلى جامعات أخرى في جازان وتبوك وغيرهما من المدن، بل إن الجامعة التي اعتمدت في بداياتها على انضمام كليتي الشريعة والتربية في مكة المكرمة مثلاً لتدعماها أصبحت جامعة الملك عبدالعزيز تقدم إلى المجتمع والوطن جامعات أخرى.

ولا يزال هناك بقية من الكليات المنضوية تحت إدارة هذه الجامعة في عدد من مدن المملكة، وبالتأكيد نحن على موعد - إن شاء الله - مستقبلاً لكي تكون هذه أيضاً جامعات تخدم المواطنين.

لا بد أن نذكر عن هذه الجامعة ما يشير كثيراً إلى تميزها؛ فهي الجامعة التي سبقت غيرها في التعليم عن بُعد، وهي الجامعة التي كانت مفتوحة للانتساب لتعويض مَن فقد القدرة على التواصل المبكر مع التعليم العالي أو أولئك الذين لم يجدوا مقاعد للدراسة في الجامعات أو لديهم ظروف وظيفية أو غيرها تحول دون الانضمام إلى الجامعة.

أما بشأن المرأة فقد كان لجامعة الملك عبدالعزيز الأسبقية في احتضانها وتعليمها والاهتمام بشأنها، وهناك تخصصات وكليات في جامعة الملك عبدالعزيز لا يوجد نظير لها في جامعات أخرى، دون التقليل من دور الجامعات الأخرى التي لديها هي الأخرى الكثير من التميز والنجاحات والإسهامات في تطوير التعليم العالي في مجالات وتخصصات أخرى.

وإذا جاز لي أن أتذكر بدايات هذه الجامعة، فلا بد لي أن أذكر أيضاً أنني حينها كنت موظفاً في وزارة التجارة والصناعة، ويومها كان جميع الموظفين، ولا أستثني أحداً من موظفي الوزارة، يدفعون من مرتباتهم الشهرية لدعم إنشاء الجامعة، وكانت مرتباتهم متواضعة في ذلك الحين، حيث كانت هناك جهود موفقة تبذل في كل مدن المملكة من المحبين لهذه الجامعة؛ فكان الحماس منهم للحصول على موارد مالية منتظمة للجامعة بشكل شهري، حتى وإن تواضعت. ولعل الملك فيصل بحكمته وقراءته للمستقبل أدرك حينها أن قيام الجامعة، اعتماداً على الموارد المتواضعة التي تأتي من المواطنين وذوي الاهتمام بالشأن التعليمي، لا يمكن معها أن تتطور الجامعة أو تتقدم وأن تصل إلى ما وصلت إليها إلا إذا أصبحت حكومية، وهو ما حدث بالفعل.

ولحسن الحظ أننا استمعنا اليوم إلى أعداد السعوديين وأعضاء هيئة التدريس والخبراء الذين هم اليوم يقودون هذه الجامعة في مختلف التخصصات، بينما كانت في بداياتها تحتاج إلى مثل هذه العناصر وإلى هذه الكفاءات وإلى هذه القدرات؛ لكي تقوم بدورها في خدمة الوطن والعلم، ومع مرور الزمن تطلب الأمر أن تلحق كل الكليات في محافظة جدة وما حولها التي تُعنى بتعليم المرأة، والتي كانت تابعة لغير وزارة التعليم العالي؛ لتشكل هذا الرقم الكبير لطلابها وطالباتها، وذلك أمر جميل وينظم العمل التعليمي في جامعة الملك عبدالعزيز.

وفي الختام أود أن أشير إلى أن حماس جريدة (الجزيرة) واهتمامها بأن يكون لها كرسي في هذه الجامعة انطلق من الشعور بالمسؤولية أولاً، والحرص على أن تكون هناك شراكة حقيقية بين هذه الجامعة الكبيرة وبين صحيفة (الجزيرة) ثانياً. ونحن نعلم أن رسالة الصحافة وتطورها لا يمكن أن يتحقق بتهميش دور الجامعات في تطوير العمل الصحفي، كما أننا ندرك أيضاً أن مشوار تطوير الصحافة السعودية لا يزال طويلاً وشاقاً ومضنياً، وأنه من دون إشراك الكفاءات المتعلمة المتخصصة في جامعاتنا لن تتمكن الصحافة من أن تتطور باعتمادها على الاجتهادات أو ما يسمى المواهب وكذلك الخبرات، ولكن هناك مجموعة من العوامل يجب أن تتعاون مع ما سبق لتحقيق النقلة التي يجب أن تتحقق في الصحافة السعودية؛ حتى تؤدي هذه الرسالة التي ينبغي أن تستمر. ومن الخطأ أن نتصور أننا وصلنا في صحافتنا إلى درجة الكمال وإلى ما ينبغى أن تكون عليه.

وأنا على يقين بأن ما استمعنا إليه اليوم عن خطة عمل كرسي (الجزيرة) للدراسات الصحفية خلال مدة عمر هذا الكرسي في الجامعة للسنة الأولى أو السنوات الثلاث الباقية، من الأستاذ المشرف والأساتذة الباقين، سوف يحقق ل(الجزيرة) الكثير من النجاحات، والذي بقدر ما هو إنجاز لـ(الجزيرة) سيكون أيضاً جزءاً من التاريخ المشرف لهذه الجامعة، وسيكون أيضاً خدمة للوطن والمواطن.

و(الجزيرة) وجامعة الملك عبدالعزيز لم تدخلا في حسابات مادية في إقامة هذا الكرسي، وإنما انطلقنا معاً من شعور بالمسؤولية ورغبة صادقة في أن تكون صحافة المملكة، بدءاً من صحيفة (الجزيرة)، كما تتمناها جامعة الملك عبدالعزيز بكل منسوبيها، وكما تتمناها جامعات المملكة الأخرى؛ ولهذا انطلقنا إلى بقية الجامعات نضع كراسي بحثية ل(الجزيرة)، في: جامعة الملك سعود، جامعة الإمام محمد بن سعود، جامعة الملك فيصل بالدمام، جامعة القصيم، مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وفي الطريق مستقبلاً سيكون لنا كرسي في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بالرياض. ومع ما تكلفه هذه الكراسي مجتمعةً من مبالغ مالية كبيرة إلا أننا ندرك تماماً أن الصحف عليها ألا يكون هدفها الوحيد الربح، وإن كان هذا حقاً مشروعاً لمن استثمر أمواله في المؤسسات الصحفية، ولكن ينبغي أن يستقطع الجزء الأكبر من هذه الأرباح لتطوير الصحافة وخدمة المجتمع، وهذا ما تسعى إليه مؤسسة (الجزيرة) وملاكها ومجلس إدارتها وأسرة تحريرها وإدارتها.

ونحن فخورون بتنفيذ مشاريع الكراسي العلمية على الرغم من أننا متأخرون، ولكن أن نبدأ متأخرين خير من ألا نبدأ أبداً، وقد راعينا عدم التكرار في اهتمامات وتخصصات كراسي (الجزيرة) في الجامعات السعودية؛ فكل كرسي من الكراسي يحمل فكرة مختلفة عن الآخر، وتصوراً مغايراً عن الكراسي الأخرى؛ ونحن بذلك أصبحنا أمام منظومة كبيرة من الأفكار والرؤى والتصورات التي ستفضي في النهاية - بإذن الله - إلى عمل مميز نفخر به جميعاً.

وفي الختام أود أن أذكر الحضور بظاهرة في بلدنا، وهي أننا في كل مناسبة علمية أو ندوة ثقافية لا نجد - للأسف - إلا عدداً ضئيلاً مجاملاً يحضرها ويستمع إليها، سواء في جامعاتنا أو مؤسساتنا العلمية أو أنديتنا الأدبية وأين ما تكون هذه المشاركات العلمية، بينما في خارج المملكة تجد أن هناك سباقاً للحضور وتضيق الصالات وقاعات المحاضرات بالكثير ممن يحضر، وأنا من واقع التجربة فيما أشارك فيه وفيما أحضره من مناسبات لغيري أجد أنها ظاهرة تؤدي بالجميع إلى الإحباط، وفي المقابل نجد أن الحضور للحفلات الغنائية أو المباريات الرياضية تضيق بهم الصالات ويدفعون أثماناً عالية للحضور، ولعل هذه الصورة تتغير في المستقبل، وإن كنت غير متفائل بذلك. ولعل الدكتور عبدالله المناع، وهو معنا الآن وقد كانت له مشاركات منبرية خلال الأيام القليلة الماضية بمعرض الكتاب في الرياض وفي ضحوية حمد الجاسر، قد لاحظ هذه الظاهرة كما لاحظها من قبل.

بعد ذلك بدأت الأسئلة والمداخلات بين رئيس التحرير والحضور، وكانت البداية مداخلة من الأستاذ بخيت الزهراني:

نحن سعداء بحضورك هذه المناسبة، وهذه بادرة طيبة لجريدة (الجزيرة) تشكر عليها وهي تدل على نهج قيادات (الجزيرة). وأنا في الحقيقة ألقي باللوم على الصحف؛ لأننا احتفينا بالرياضة كثيراً وبأكثر مما احتفينا بالثقافة والعلم؛ فمعظم الصحف تصدر ملاحق رياضية لهذه المناسبة أو تلك، فهل قامت الصحف بإصدار ملاحق متخصصة لمثل هذه المناسبة؟ هل التلفاز لديه تغطية لهذه المناسبة؟ نحن عندما نشكو من جانب ونلقي باللوم على ضعف الإقبال على الجانب الآخر فإن هذا يعني أن الإعلام هو المقصر أولاً وأخيراً.

المالك:

الاهتمام بالشأن الرياضي موجود في كل صحف العالم، ونحن هنا نتحدث عن الثقافة والفكر، والعلم لا يحتاج إلى إصدار صحفي لنذكره بمواعيد المحاضرات مثلاً؛ فالناس في أي دولة يبحثون عن الكتاب، وفي كل زيارة لهم لهذه الدولة أو تلك ينتقلون من مكتبة إلى أخرى بحثاً عن الكتاب. لكن المشكلة - كما أراها - تأتي من عدم الاهتمام بالكتاب، وبالثقافة عموماً؛ حيث تنقطع العلاقة بالكتاب مع حصول الشاب على شهادة تخرجه في الجامعة.

الدكتور حسن الزهراني:

في البداية نهنئكم على هذا الكرسي، وهناك مَن يزعم أن الصحافة الورقية في غرفة الإنعاش حالياً. في ظل وجود الصحافة الإلكترونية هل هذا صحيح، وما رأيكم بحكم خبرتكم في هذا المجال؟

المالك:

الصحافة السعودية صحافة محلية؛ وبالتالي لا أعتقد أن هذا الضيف الجديد سيشكل خطورة عليها، والحديث عن خطورة الصحافة الإلكترونية موضوع بحث طويل، وهناك مؤتمرات تُعقد بين حين وآخر، ولم يظهر لها أن الصحافة الورقية ستتوقف خلال فترة زمنية قصيرة؛ لأن القياس يأتي من حجم الإعلان، والإعلان لا يزال متواضعاً جداً في الصحافة الإلكترونية. وفي العام الماضي كنت في جنوب إفريقيا أحضر مؤتمراً إعلامياً يناقش هذه القضية وغيرها، وكان الموضوع الأول عن التوزيع المجاني للصحف الورقية، وكانت بعض الصحف قد بدأت في ذلك. والموضوع الثاني عن الصحف الإلكترونية التي يقول أصحابها إنها نحجت، ولكن الموضوع يحتاج إلى مزيد من الوقت؛ حتى يثبت ويتأكد لنا صحة ذلك.

الدكتور عبدالإله ساعاتي:

نرحب كل الترحيب بأستاذنا الكبير خالد المالك رائداً من رواد الصحافة، ولا شك أن (الجزيرة) تتطور كثيراً، وأحب أن أشيد بالقائمين على المؤسسة لهذا التوجه نحو إنشاء كراسي علمية، وبالنسبة للصحافة الإلكترونية فلدينا مثال في صحف عالمية مثل الواشنطن بوست. والملاحظ الآن أن الإعلان زاد في الصحف الإلكترونية وقل في الصحافة الورقية؛ فالظاهرة ظهرت في الولايات المتحدة، وسوف تأتي إلينا، فلا بد أن نكون على استعداد وتهيؤ. ومرة أخرى أشكر الأستاذ المالك؛ ف(الجزيرة) هي الأولى في التوزيع، ونشكركم على توضيح أرقام المبيعات.

المالك:

في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كرسي (الجزيرة)، وهو عن الصحافة الإلكترونية، بحيث تكون الكثير من الدراسات والأبحاث التي يتبناها في هذا المجال. أما عن عملية التوزيع فصراحة نحن عانينا كثيراً وطويلاً من إحجام الصحف عن أن تفصح عن أرقام توزيعها، وإذا تحدثت صحفنا عن الأرقام فقد كانت تتحدث عن نسب. وعند السؤال عن المبيعات والاشتراكات لأي صحيفة فلا أحد يعرف شيئاً، وعندما عُينت مديراً عاماً للشركة الوطنية الموحدة للتوزيع وجدت أن الأرقام عن توزيع صحفنا غير صحيحة عند بداية عمل الشركة؛ فدراسة الجدوى الاقتصادية لقيام الشركة بُنيت على أرقام تخالف الواقع؛ مما أربك عمل الشركة في بدء تأسيسها، وقد حاولنا في مؤسسة (الجزيرة) أن نعلن أرقام التوزيع مع بقية الزملاء؛ فلم يلق طلبنا استجابة من بقية الصحف الأخرى. وقد كتبت كلمة منذ أربع سنوات أطالب فيها بإعلان الأرقام، ولكن دون فائدة، ونحن الآن نعلن مضطرين ومنفردين عن أرقام التوزيع، ونعلن حجم الرجيع بشهادة شركة التوزيع الوطنية للتوزيع. ووجدنا أناساً تشكك في هذه الأرقام مع أنه لا يعيب أي صحيفة زميلة لا توزع بأرقام كبيرة.

مشرفة قسم الإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز:

نحييكم ونحيي رئيس تحرير جريدة (الجزيرة) وأسأله: كيف يستطيع القسم النسائي بقسم الإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز تدعيم جريدة (الجزيرة)؟

المالك:

نحن جاهزون لتقديم كل ما يخدم الطالبات في قسم الإعلام، من خلال صحيفة (الجزيرة)، وعبر رسالة تُحدد فيها المطالب، ونحن جاهزون، بما في ذلك التدريب.

رباب الجمال أستاذة مساعدة بقسم الإعلام بالجامعة:

في أول استفتاء قمت به عن الصحافة السعودية بين الطالبات كان السؤال الأول: ما ترتيب الصحيفة السعودية الأكثر قراءةً؟ وقد جاءت النتيجة بنسبة 92% لـ(الجزيرة). وكان السؤال الثاني: لو قامت (الجزيرة) بإلغاء التوزيع في الجامعة هل تقومين بشراء الجريدة؟ فكانت النتيجة أن 89% سيشترينها؛ نظراً لارتباطهن بمتابعة الجريدة ومقالاتها. وختاماً أحيي المجموعة البحثية عن الكرسي.

المالك:

وجود (الجزيرة) في الجامعة يعني أنها تُقرأ من النخبة (الأساتذة والطلاب والطالبات)، ونعرف أنه في المنظور القريب ستكون هناك نتائج جيدة. والهدف هو أن تكون الجريدة في متناول الطلاب والطالبات والأساتدة وكل مَن يزور هذه الجامعة. ونحن يهمنا القارئ وما يبحث عنه من خلال الجريدة، ويهمنا الاستماع إلى ملاحظاتكم؛ لكي نستفيد منها في تطوير الجريدة.

طالبة تسأل:

ما مدى استعداد (الجزيرة) لتدريب طالبات قسم الإعلام، وخصوصاً في فصل الصيف؟

المالك:

لدينا الإمكانات لذلك، ونرحب بهن، ونحن على استعداد لذلك.

د محمد ياسين عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز وأستاذ كرسي المعلم محمد بن لادن للعلوم القرآنية كانت له مداخلة خلال اللقاء، حيث قال:

إن تدشين الكرسي كان مثالياً، وعلى كل الصحف السعودية أن تخطو مثل خطوة (الجزيرة) الرائدة. ولا شك أن إطلاق هذه الكراسي سينهض بالصحافة إلى المستويات الراقية والعلمية؛ لأنها ستدعم من خبرة الجامعات.

وتحدث ياسين عن كرسي ابن لادن للعلوم القرآنية حيث قال إنه أول كرسي يهدف إلى نشر الثقافة القرآنية، مشيراً إلى انتهاء الثلث الأول من البحث خلال العام الماضي. وأضاف: إننا نشهد تدشين كرسي (الجزيرة) للدراسات الصحفية وما يحمله من تكريس للجهد المتواصل من الجريدة منذ انطلاقتها؛ مما يقارب نصف قرن كمؤسسة صحفية، في العمل على تقديم الأفضل والمتميز للوطن والمواطن. كما أن تدشين كرسي جريدة (الجزيرة) يعني الانطلاق بمشروع التعاون المثمر البناء بين جامعة الملك عبدالعزيز ومؤسسة (الجزيرة) للصحافة والطباعة والنشر، ويعني العمل معاً لتحقيق الرسالة والوصول بالهدف معاً إلى ما فيه صالح وخير الوطن والمواطن السعودي.

آراء في كرسي (الجزيرة)

* قال مدير جامعة الملك عبدالعزيز الأستاذ الدكتور أسامة محمد طيب إن تدشين كرسي (الجزيرة) لدعم البحوث العلمية هو بادرة عظيمة من صحيفة (الجزيرة) كأول صحيفة سعودية تهتم بدعم البحوث العلمية وتعتمد على الجامعات المحلية في دعم البحوث العلمية وتبني أسلوب البحث العلمي لتطوير خدماتها الصحفية كمادة إعلامية ومادة مقدمة لقراء الصحيفة، مشيراً إلى أن النهج أو الأسلوب الذي اتخذته (الجزيرة) هو الأسلوب الأمثل والأميز في تطوير الأداء الإعلامي والصحفي.

وأضاف: من أبرز الأهداف المهمة لكرسي (الجزيرة) العلمي الرغبة الأكيدة من قبل القائمين على مؤسسة (الجزيرة) الصحفية في عملية البحث والتطوير، ليس على مستوى الصحيفة فقط، وإنما من خلال المساهمة في إشراك طلاب وطالبات الجامعة في برامج التدريب والتطبيق الفعلي للصحيفة، وقال إن كرسي البحث العلمي يستفيد منه طلاب الدراسات العليا والجامعات، ويسهم كرسي (الجزيرة) بشكل فعال مع الجامعة في عملية تطوير ودعم البحوث العلمية داخل الحرم الجامعي، موضحاً أن (الجزيرة) بدأت تستهدف منطقة مكة المكرمة، وذلك من خلال تواجدها اليومي في جامعة الملك عبدالعزيز، موضحاً أن هنالك عدة برامج ودراسات بين الجامعة و(الجزيرة) من أجل خدمة البحوث العلمية بالجامعة.

* يرى الدكتور علي القرني أستاذ الإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز أن تدشين كرسي (الجزيرة) أتى ليحقق جزءاً مما تصبو إليه الخطة الاستراتيجية لجامعة الملك عبدالعزيز؛ فمن خلاله تسعى الجامعة والقائمون على صحيفة (الجزيرة) إلى إثراء الإعلام عبر القيام بأبحاث علمية تخدم تطوير الإعلام في المملكة، كما يسهم كرسي (الجزيرة) العلمي - في جانبه التطبيقي الصحفي - إلى إشراك طلاب قسم الإعلام في الجامعة من خلال التدريب وإقامة ورش العمل والندوات؛ فيتاح للطالب الجامعي المساهمة في صياغة الخبر والتدرب على ذلك والاطلاع اليومي على الجريدة التي يقرأها عشرات الآلاف من طلاب الجامعة يومياً.

أما البحث العلمي فيقدر هذه المبادرة، وهي الأولى في العمل الصحفي الجاد المبني على البحث والتطوير. أما جريدة (الجزيرة) فقد استطاعت أن تلج المعرفة من أوسع أبوابها، وهي جامعة الجميع وبوابة المعرفة الرئيسية في المنطقة الغربية.

* من جانبه يرى الإعلامي والكاتب الدكتور عبدالله مناع أن مستقبل مثل هذا النوع من الدراسات يعتبر حديثاً جداً، ويعتبر من الدراسات المستقبلية، وقال: الشكر الجزيل لجريدة (الجزيرة) على دعمها ومشاركتها في مثل هذه الأبحاث، والكرسي سيدعم التنمية الوطنية المستديمة، مؤكداً أن مثل هذا الكرسي سيساعد في زيادة فرص فهم واستيعاب جمهور الإعلام الجديد, وجلهم من الشباب.

* علي الرابغي: أستاذ خالد.. تحدثت كما لو كان أستاذ كرسي، ما شاء الله عليه، وأنا عهدي به منذ زمن، وبالتحديد قبل 45 عاماً. كما علق على ظاهرة عزوف المجتمع عن حضور الندوات الثقافية واللقاءات العلمية، واقترح عليه توزيع اشتراكات بصحيفة (الجزيرة)؛ تشجيعاً للأفراد لضمان حضورهم الجيد في مثل هذه اللقاءات القيمة.

* في حين يرى الدكتور شارع البقمي رئيس قسم الإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز أن دارسي الإعلام هم الآن أمام مرحلة جديدة؛ لأن نظريات الإعلام لم تعد تتماشى مع هذا الإعلام، مؤكداً: إننا نعيش مرحلة مختلفة كلياً في الممارسة الإعلامية، شكلاً ومضموناً؛ ولذلك تتأكد أهمية الدراسة والبحث تأصيلاً واستكشافاً لكل جوانب العملية الاتصالية، مشدداً على أهمية التأصيل ودعم الجهود البحثية والترجمة وتشجيع الدارسين في الدراسات العليا لبناء أرضية مناسبة تنطلق منها دراسات الإعلام الجديد. وأشاد بريادية جامعة الملك عبدالعزيز في اختيار موضوع الكرسي، مبيناً أهمية الجوانب التطبيقية والدراسات الاستكشافية للكرسي، معتقداً أن العمل المثمر الذي من الممكن أن يلتمس إنجازاته هو الذي يكون له رؤية أو استراتيجية على المدى البعيد أو القصير.

* أوضح عميد معهد البحوث والاستشارات الدكتور عبدالملك الجنيدي أن تدشين كرسي (الجزيرة) لدعم البحوث العلمية يعد نقلة نوعية للارتقاء بالعمل الإعلامي ودعم البحوث العلمية بالجامعة، وقال: إن تدشين كرسي (الجزيرة) يهدف إلى انطلاقة كل الكراسي العلمية الأخرى التي تهدف إلى الارتقاء بتطوير الأبحاث والمراكز العلمية بالجامعات المحلية، موضحاً أن اختيار مؤسسة (الجزيرة) وجامعة الملك عبدالعزيز هو دليل واضح على تميز الصحيفة في عملية الوصول إلى قراء المنطقة الغربية عبر بوابة الثقافة، وهي جامعة الملك عبدالعزيز.

* قال أستاذ قسم الإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالله بانخر: إن تدشين كرسي (الجزيرة) العلمي بالجامعة هو خطوة رائدة وموفقة من قبل المؤسسة في عملية دعم الكراسي العلمية، معتبراً أن تدشين كرسي (الجزيرة) العلمي هو توثيق واضح من قبل المؤسسة في عملية دعم البحوث العلمية ونقلة نوعية لصحيفة (الجزيرة)، وذلك من خلال الأساتذة المشرفين على كرسي (الجزيرة) لدعم البحوث العلمية من خلال نوعية الدراسات التي قدمت، وأضاف بانخر أن إفصاح (الجزيرة) مؤخراً عن أرقام التوزيع هو خطوة إيجابية في عملية الشفافية للمعلنين والقراء، وهي خطوة جريئة تدل على تطور فكر القائمين على المؤسسة للرقي بالعمل الصحفي المهني، مشيراً إلى أن خطوة كشف أرقام التوزيع هي خطوة متطورة تعمل بها كثير من المطبوعات العالمية المتقدمة بالعالم، وأضاف أن تدشين كرسي (الجزيرة) العلمي سيسهم بشكل فعال في تطوير ودعم البحوث العلمية والرقي بالعمل الإعلامي والصحفي الذي ستستفيد منه الجامعة بشكل عام وقسم الإعلام على وجه الخصوص.

* قال هشام كعكي مدير مكتب جريدة الحياة بالمنطقة الغربية إن جريدة (الجزيرة) دائماً تأتي بكل جديد في الإعلام السعودي، ممثلة في رئيسها الأستاذ خالد المالك الذي يعد من رواد الإعلام في السعودية، مشيراً إلى أنه يجب على الصحافة أن تطور من نفسها وتقدم صحافة معلومة مبنية على دراسات بحثية.

مشاهدات من الحفل

* بدأ حفل التدشين الساعة الحادية عشرة صباحاً.

* في نهاية كلمته قال خالد المالك: إن مثل هذه المناسبات وغيرها من المناسبات العلمية والثقافية وكذلك المنتديات المهمة، يغيب عنها الجمهور منذ زمن، والآن!!

* علق بعض الحضور على عتب المالك بغياب الجمهور واهتمام الجمهور بالمناسبات الرياضية - على سبيل المثال - بأنه يعود إلى أن الصحافة اليومية تفرد ملاحق وصفحات عديدة يومياً للرياضة!!

* حضور نسائي جيد من الطالبات في القاعة العلوية المخصصة.

* د.عبدالله مناع طالب بالإسراع في تواجد الصحافة الإلكترونية؛ فأكد له الأستاذ خالد المالك أن (الجزيرة) مقبلة أيضاً على خطوة جديدة وهي التخطيط لصحيفة إلكترونية.

* مداخلات مختلفة كانت تتحدث عن الجامعة و (الجزيرة) من الحضور.

* سئل رئيس التحرير من قبل أحد الحضور عن مجلة الأسرة التي كان من المفترض أن تصدرها (الجزيرة) منذ وقت، فأكد له رئيس التحرير أن هذا الإصدار لا يحتاج إلى تعجل، وأننا أمام تأن ودراسة ليكون بمستوى ما يخطط له عند صدوره.

* اتسم اللقاء مع رئيس التحرير بالصراحة والوضوح.

* معالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أسامة طيب فضل أن يجلس بين الحضور عند اللقاء المفتوح مع رئيس التحرير، تاركاً مقعده للدكتور عبدالرحمن زمخشري المشرف على كرسي (الجزيرة).

* العقيد مسفر الجعيد المتحدث الإعلامي بشرطة جدة تواجد في القاعة خلال حفل التدشين، وكذلك خلال اللقاء الصحفي مع الأستاذ خالد المالك. العقيد الجعيد أبدى إعجابه بـ(الجزيرة) وبصفحاتها من خلال تصفحها يومياً في مكتبه بشرطة جدة؛ لذلك حرص في اليوم التالي على التواجد بمكتب (الجزيرة) بجدة لعمل اشتراك في (الجزيرة).

* معهد البحوث والاستشارات في جامعة الملك عبدالعزيز قام بتوزيع ملف خاص تضمَّن مواد خاصة عن صحيفة (الجزيرة).

* بذل الدكتور عبدالملك الجنيدي والدكتور عبدالرحمن زمخشري جهوداً موفقة قبل بداية الحفل وخلال الحفل أثنى عليها الحضور.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد