حزمة من الأسئلة أطرحها بكل هدوء وعقلانية على ضمير عالمنا إن كان ثمة لعالمنا المعاصر من ضمير يذكر..
هل من المعقول والمقبول أن تستأثر خمس دول عظمى تمتلك حق القوة لا قوة الحق من بين أكثر من مائة وثمانين دولة حق الرفض (الفيتو).....
..... في قضايا البشرية وفق أمزجتها ومصالحها وسياساتها دون أن يكون لعالمنا العربي والإسلامي الذي يشكل ربع سكان البسيطة هذا الحق دفاعا عن حقوقه المشروعة، ودفعا عن أخطار تطال حريته، وحقوقه..؟!!
* هل من المعقول والمقبول أن تمتلك بضع دول أسلحة نووية مدمرة.. بينما تحرم على غيرها ما أباحته لنفسها؟!
قد يقول قائل: إن الدول النووية دول مؤسسات لا تشكل خطراً على سلام العالم بهذا السلاح الفتاك لتعذر استعمالها له..!!
دولة عظمى استخدمته إبان الحرب العالمية الثانية، واكتوت بناره مدينتا (هيروشيما)، و(نجازاكي) في اليابان وذهب ضحيته مئات الألوف من البشر الآمنين.
أليس من المنطق خدمة لأمن هذا العالم تدمير الموجود من هذا السلاح، وتحريم وتجريم تصنيعه؟! أو الحق لغير هذه الدول النووية الحصول عليه دون مصادرة لهذا الحق بالتهديد، والوعيد.؟!
* هل من المعقول والمقبول أن تصدر محكمة الجنايات الدولية في لاهاي الأمر باعتقال الرئيس السوداني (عمر البشير) بتهمة حرب إبادة في أحداث دارفور ذهب ضحيتها الآلاف.. ومئات آلاف المشردين.. ليكن..!! ولكن ماذا عن قتلة مليون ونصف مليون عراقي في حرب ثمن بطلان شرعية دوافعها.. وماذا عن المحرقة في غزة التي حصدت البشر، واقتلعت الشجر وأذابت الحجر في ظل حصار الموت والقهر، والجوع، أليس من حق العدالة الإنسانية أن لا تستثني أحداً من طائلة العقاب والمحاكمة بنفس التهمة، وبنفس الملاحقة.. انطلاقاً من مقولة المثل:
(ظلم بالسوية، عدل في البريَّة).
* هل من المعقول والمقبول أن تختل الموازين إلى الحد الذي افتقدت فيه وزنها وزينتها.. وضاع في حساباتها الحابل بالنابل إلى درجة الفوضى في أبجديات السياسة الدولية، وعناوينها.. وخطابها بحيث أصبحت مفردة الدفاع عن الأرض والعرض، إرهاباًّ يجب التصدي لأخطاره.. والتدخل في شؤون الشعوب ومقدراتها مشروعة من أجل نشر رواق الديموقراطية!! والحرية! بحيث أصبح الاحتلال استقلالا! والاستقلال احتلالا!!.
مجموعة تساؤلات خطرت على بالي أطرحها على من يملك فك طلاسمها كي يدلنا على الصواب. وإلى أين نحن سائرون.. وإلى أي عند ينتظر هذا العالم المسكون بصراعاته ونزاعاته بين قوى تملك كل شيء، وأخرى لا تملك أي شيء.. إلا الترقب وكتم الأنفاس أمام طاحونة لا ترحم أحداً إلا بقدر ما يوقف عجلتها ويُعدل مسارها.
بالعقل.. والعدل وحدهما يصح المدار، والمسار، وبناء كون كبير يعمره الحب حيث لا حرب، ولا كراهية، وإنما سلام يستظل بفيئه الجميع وللجميع.
فاكس: 2053338