لأنه الهلال.. هلال التاريخ.. هلال الإنجازات.. الأكثر حصداً للبطولات من بين الأندية السعودية.. فإنه من المتعارف عليه بديهياً أن من هو غير هلالي - بصرف النظر عن ميوله سوف يتحد مع الآخرين بالوقوف ضد الهلال.. والمسألة يمكن تبسيطها بأن تلك الفئة لا تعرف لغة الاعتراف بالبطل.. ستبادر للتنديد به والعمل بكل قوة باستخدام أساليب غير مشروعة ليس لها صلة بالروح الرياضية لنشر ثقافة كراهية الهلال.. ولأن حادثة المنصة قد اطلع الجميع على أدق تفاصيلها ومجرياتها.. وقد أصبحت جزءاً من الماضي فلن التفت للوراء مستعرضاً أسبابها ودوافعها.. ولكن الأمر يتطلب التوقف عند النظر إلى نتائجها المستقبلية وما قد تفرزه من سلوكيات سلبية.. أجزم أنها لن تكون في مصلحة الرياضة السعودية التي نأمل لها الابتعاد عن تلك الحوادث.. لما قد تشكله من انعكاسات سلبية.. والذين نجدهم دائماً يتخذون من الهلال (شماعة) لتبرير إخفاقاتهم وإسقاطاتهم.. لن يجدوا أفضل طريقة وأسلوب من محاولة الوقوف في وجه البطل ورغبة التصدي له بكل الأساليب وعبر كل الاتجاهات.. ولعل الأنظمة واللوائح هي الأخرى تدفعهم لمواصلة المسيرة لأن من أمن العقوبة أساء الأدب!!
وفي النهاية يبقى البطل الهلال.. هو الضحية في كل الحالات.. والشواهد أكثر من أن تعد وتحصى!!
في المقابل فإن (الفرد) الهلالي يتمتع بصحة نفسية ممتازة.. ذلك أن فريقه يقدم له الهدايا من كؤوس وبطولات.. وعلى الطرف الآخر.. هناك النقيض.. الشعور بالحرمان. ولا شيء يحصده في نهاية المطاف سوى المرارة والخذلان.. وبالتالي فإنه سينظم لجمعية ثقافة كراهية الهلال!!
إننا جميعاً مطالبون أكثر من أي وقت مضى للتصدي لذلك الفكر المأزوم.. خوفاً من تفاقم الوضع نحو الأسوأ.
وقد قلتها مراراً وتكراراً في مناسبات سابقة.. أن على وسائل التربية.. من البيت إلى المدرسة.. والمسجد.. والإعلام.. بالإضافة للنادي.. القيام بدورها في توعية المجتمع الرياضي.. سواء من كان رئيساً.. لاعباً.. مدرباً.. مشجعاً.. إعلامياً.. وتنويره بخصوص قيم الرياضة ومبادئها وأخلاقياتها.
خطبة الجمعة!
دائماً.. أتطلع لدور المسجد على اعتبار التأثير الإيجابي الذي يقوم به الإمام الذي يعتلي منبر الخطابة في صلاة الجمعة.. وكم كنت أتمنى وغيري أن تشتمل على موضوعات حيوية وجوهرية ذات علاقة مباشرة بهموم ومشاكل الفرد والمجتمع.. فما الذي يمنع الخطيب من تناول موضوع الرياضة تحت عناوين مفهوم التنافس الشريف.. والابتعاد عن التعصب.. والدعوة لنشر ثقافة المحبة والتسامح بدلاً من ثقافة الكراهية!!
مجتمعنا المسلم.. عليه أن يقتدي بالرسول الكريم خاصة بما يتعلق بحسن الخلق ولنا في المصطفى - صلى الله عليه وسلم - قدوة حسنة.. وهذا الموضوع - حسن الخلق - يجب أن يبقى حاضراً في سلوك الشباب الرياضي لكي نحافظ على القيم والأخلاقيات قبل وأثناء وبعد المباريات للتنافسية.. وإنني إذ أستشهد في هذا المقام الدعوة الموجهة من الأمير الهلالي عبدالرحمن بن مساعد لجمهور الأزرق بالتمسك بالأخلاق (الإسلامية) قبل مباراة الشباب!
دعونا.. نتعلم من أخطائنا.. ونعالجها بالتصحيح بدلاً من الصمت الذي سيؤدي إلى نتيجة غير محمودة العواقب..
وسامحونا!!