الجزيرة - الرياض
التقى خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بمعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري ومعالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن العثمان وأعضاء المجلس العلمي العالمي للمعهد في مقر إقامته بالرياض حيث تشرف أعضاء المجلس بالسلام عليه حيث ألقى رئيس المجلس العلمي العالمي لمعهد الملك عبد الله لتقنية النانو البروفيسور ثيودور هانش الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2005 وجائزة الملك فيصل العالمية كلمة أمام المليك أعرب خلالها عن سعادته البالغة بهذا اللقاء وقال (إنه ليسعدني ويشرفني أن أتحدث باسم المجلس العلمي العالمي لمعهد الملك عبدالله لتقنية النانو بجامعة الملك سعود، أمام شخصية عالمية تحمل رسالة السلام للبشرية، رسالة الحب والإخاء للإنسانية، أمام شخصية تقدر العلم والبحث العلمي، وتشجع العلماء نحو التميز والإبداع، فمبادراتكم المتعددة تجسد رؤيةً طموحةً في هذا الاتجاه، وبرنامجكم للابتعاث الخارجي، ليس برنامجاً فحسب، وإنما يمكن وصفه بأنه جامعة الملك عبد الله العالمية للابتعاث؛ حيث أبناءكم وبناتكم ينهلون العلم في جامعات متميزة ذات جودة عالية، تنتشر في كل أصقاع العالم، وتأسيسكم أيضاً جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية التي هي نموذج حقيقي للحوار والسلام، وافتتاح عدد من الجامعات والكليات في جميع مناطق المملكة، ووضعكم مؤخراً أساس عدد من المشاريع الإستراتيجية في جامعة الملك سعود، بلغت قيمتها أكثر من 14 مليار ريال منها: مدينة جامعية للطالبات بأحدث المواصفات العالمية، لهو دليل ماثل على اهتمامكم الواسع، وحرصكم الشخصي الكبير على التعليم العالي والبحث العلمي، وأنكم ترون في ذلك سبيلاً نحو التقدم والتطور.
وقد مكنتكم هذه الجهود من أن تحتلوا مكانة عالمية مرموقة في المراكز العلمية والبحثية، مماثلة لمكانتكم السياسية الدولية البارزة؛ فاهتمامكم بالتعليم والعلماء يعزز دوركم الإنساني الفعال في الحوار العالمي،كما إننا نتابع بكل إعجاب الحَراك التطويري الضخم في قطاع التعليم الجامعي في المملكة عامة، وأنشطة جامعة الملك سعود خاصة.
وأضاف هانش باسمي وزملائي في المجلس العلمي العالمي، نقدم لكم التقدير العظيم لموافقتكم السامية الكريمة على إنشاء معهد الملك عبدالله لتقنية النانو بجامعة الملك سعود، هذه الجامعة العريقة التي أصبحت تحتل مركزاً متقدماً بين الجامعات العالمية المرموقة، ما يؤكد رؤيتكم حيال أهمية الأخذ بالتقنية المتقدمة، وأسباب العلم من أجل تطور وطنكم ورفاه أمتكم. ومن اطلاعنا في هذه المرحلة على برامج هذا المعهد، وإنجازاته، وخططه المستقبلية، فإننا على يقين بأن هذا المعهد سيأخذ مكانة علمية عالمية في المستقبل القريب، وأن نتاج هذا المعهد لن يقتصر على جامعة الملك سعود وبلادكم فحسب، وإنما سيسهم في خدمة الإنسانية؛ فمحاور اهتمامه وبرامجه البحثية التطبيقية تمسّ الإنسان في هذه المعمورة، مما يعزز من مكانة بلادكم في مجال العلوم والتقنية.
وتابع هانش إن المجلس العلمي العالمي لمعهد الملك عبدالله لتقنية النانو، يجمع خاصيتين أولاهما تميز الأفراد، وثانيتهما تميز الدول التي ينتمي إليها هؤلاء الأفراد، فأعضاؤه فائزون بجوائز عالمية مرموقة، مثل جائزة نوبل، وجائزة الملك فيصل العالمية وغيرها، وينتمون إلى دول لها تجارب رائدة في مجال أبحاث النانو وتطبيقاته، وقد عقد هذا المجلس اجتماعه الأول صباح هذا اليوم.
إن من أهم ماناقشناه الميزانية التشغيلية التأسيسية لهذا المعهد خلال السنوات الثلاث القادمة، والمبنية على التجارب والممارسات الناجحة في دولنا، بالإضافة إلى التوجهات البحثية الإستراتيجية للمعهد، التي تخدم اقتصادكم الوطني؛ لكي يكونَ منافساً في اقتصاديات القرن الحادي والعشرين المبنية على المعرفة، ومشروعاً لضمان استقرار الموارد المالية لهذا المعهد، وأوصينا بتأسيس جائزة عالمية تتشرف بحمل اسمكم الكريم، نظير عنايتكم الفائقة لهذه التقنية الحديثة ذات المردود الاقتصادي العالمي الكبير.
وأشار هانش إلي أن المعهد سيجعل شخصية الملك عبدالله ذات حضور في جميع المحافل العلمية في تقنية العصر، إذ إنه سيحقق في ظل العناية الخاصة من لدنكم الكريم بصفة مباشرة، دعماً البرامج هذا المعهد وتأييداً لها، خاصة أن هذه التقنية باهظة التكاليف ،ولكن عوائدها الاستثمارية مضاعفة، وأنها محور أساسي في الاقتصاد العالمي الجديد المبني على المعرفة، الذي يُتوقع أن يكون حجم مبيعات المعهد الناتجة من هذه التقنية ثلاثة آلاف مليار دولار في عام 2015، وسوف يكون نصيب كل دولة في هذا الاقتصاد الجديد بحسب إسهاماتها.
وفي ختام كلمته قال البروفيسور هانش نعبر مرةً أخرى عن سعادتنا وسرورنا بأننا نعمل في جامعة عريقة، تملك سمعة عالمية بارزة، وهي جامعة الملك سعود التي أصبحت تُعرفُ في المحافل العلمية العالمية في مصاف الجامعات التي يشار إليها بالبنان، ونتوقع أن تحقق هذه الجامعة إنجازات علمية مرموقة، تسجل في المحافل العالمية باسم بلادكم المملكة العربية السعودية.