الجزيرة - عبدالرحمن السريع
أكد معالي رئيس هيئة حقوق الإنسان ورئيس وفد المملكة المشارك في الدورة العاشرة لمجلس حقوق الإنسان المنعقد حالياً بجنيف الدكتور بندر بن محمد العيبان أن الرسالة التي تضمنتها كلمة المملكة العربية السعودية تؤكد على أن سياسة المملكة ثابتة أرسى دعائمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كثير من المحافل الدولية في إطار ثوابتها الشرعية المستمدة من الكتاب والسنة.
جاء ذلك في حديث خص به (الجزيرة) من مقر إقامته بجنيف حول مضامين كلمة المملكة التي ألقاها خلال المؤتمر الدولي لحقوق الإنسان جاء فيه:
* اشتملت كلمة معاليكم على مضامين هامة تتركز على الحوار والاحترام المتبادل. ما هي الرسالة التي كنتم تريدون إيصالها من خلال هذه الكلمة؟
- الرسالة التي تضمنتها كلمة المملكة تؤكد على أن الحوار سياسة سعودية ثابتة أرسى دعائمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كثير من المحافل الدولية، وفعّلها على المستوى المحلي من خلال إنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وإقامة مؤتمر لعلماء المسلمين في مكة المكرمة، وعلى المستوى الدولي من خلال الدعوة إلى المؤتمر العالمي للحوار بين أتباع الرسالات الإلهية والحضارات والثقافات في مدريد، ثم دعوته حفظه الله لاجتماع رفيع المستوى عقد في الأمم المتحدة لمناقشة تطوير الحوار والتفاهم والتسامح بين الشعوب. ومن هذا المنطلق أرادت المملكة التأكيد لدول العالم على انتهاجها سياسة الحوار لإيجاد أرضية مشتركة لحماية حقوق الإنسان ثقافة وممارسة في إطار ثوابتها الشرعية المستمدة من الكتاب والسنة، وتقدير التمايزات في العادات الاجتماعية والثقافية، وهذا ما نصت عليه مواثيق حقوق الإنسان.
* يتم الحديث في كثير من الأوساط عن تسييس حقوق الإنسان هل تخشون من ذلك، وما هو دوركم في تجنب هذه المعضلة من خلال لقائكم بالوفود الأوربية خاصة؟
- تسييس حقوق الإنسان وازدواج معاييره عند بعض الدول أمر يؤرق الكثيرين ويضعف مصداقية المبادئ الإنسانية لهذه الحقوق ويقوض قيمها الأخلاقية. فهذه المبادئ الإنسانية لا يمكن أن تتخذ ذريعة لفرض الهيمنة على الدول والتدخل في شؤونها الداخلية، كما لا يمكن أن تكون جسراً لتحقيق مكاسب سياسية أو اقتصادية أو خلافها. فهذه الحقوق تولد مع الشخص نفسه ولا يجب النيل منها تحت أي ذريعة، أو أن تسييس تحت أي ظرف من الظروف. ومن خلال لقاءاتنا نحرص على تأكيد ذلك، مع العلم أن هناك رفضاً في كثير من دول العالم لوضع حقوق الإنسان على الأجندة السياسية أو أن تقع في فخ المصالح وشباك.
* معاليكم أتى لرئاسة الهيئة والجميع ينتظر منكم الكثير ما هي خططكم المستقبلية التي تنوون القيام بها؟
- من المبكر الحديث في هذا الموضوع إلا أن الهيئة سوف تعمل جاهدة، بإذن الله لتحقيق تطلعات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين يحفظهم الله لتعزيز نشر ثقافة حقوق الإنسان وحمايتها لكل أبناء الوطن والمقيمين على أرضه، وبالشكل الذي يحفظ للمجتمع خصوصيته وقيمه الأخلاقية والثقافية الإسلامية المنسجمة مع مفاهيم حقوق الإنسان العالمية.
* بعض المنظمات العالمية تنتقد بطء تفعيل حقوق الإنسان داخل المملكة خاصة. فكيف تنظرون لهذه الانتقادات؟
- جميع الانتقادات التي تصدر تتم دراستها والاستفادة منها إذا كانت صحيحة، أما إذا جانبت الصواب فيتم الرد عليها لإيضاح الصورة الحقيقية. لكن ما أريد أن أؤكّد عليه أن حماية حقوق الإنسان والتطور المستمر الذي يجري في المملكة هي سياسة ثابتة تأخذ في الاعتبار متطلبات التطوير المستمرة الملبية لاحتياجات ومصالح المجتمع. وما نراه ونلمسه من نقلات تطويرية نوعية يؤكد نجاح هذه السياسة.