في كتابه المهم الذي يُعرض في معرض الكتاب الدولي يقدّم علاء الدين آل رشي مقاربات في أنسنة الخطاب الإسلامي عند الدكتور صلاح الدين كفتارو ويضعها تحت عنوان لافت (الإنسان أولاً).

** من الجوانب المهمة التي يدرسها الكتاب.. ما هية التعليم.. وفي ذلك يقول كفتارو.. مجرد تقديس عقل غيرك يعني حتماً إلغاء عقلك.

- التعليم غير الحفظ وغير التقليد، فالتعليم غذاء للعقل، والتقليد طمس للعقل، يجعله حيواناً معصوباً يدور في ساقية..

أنظر في حال التعليم لدينا، وأنظر لسنوات طويلة من العمل المضني.. ومع ذلك فنحن في كل مرة نراه مثل ما وصفه كفتارو.. إن المسألة مرتبطة بإعمال العقل وإعلاء قيمة الفكر الناقد لدى التلاميذ والمعلمين وواضعي المناهج والقائمين على العمل الإداري..

** الاهتمام بالمرحلة المبكرة ومرحلة الطفولة تحديداً ستجعلنا نتفاءل بأن الأجيال القادمة ستكون في حال أفضل..

إصلاح التعليم لن يتحقّق إلا بإصلاح المؤسسة التي تقوم بعملية إنتاج التعليم.. ولا شك ولا مراء أنها المدرسة، المدرسة كانت ولا تزال في آخر اهتماماتنا، فمن ينظر إلى المباني الفاخرة التي يؤمّها المسئولون كل صباح في مكاتبهم والإمكانات المتاحة ومقارنة ذلك بعينة عشوائية من مدارس الوطن المتناثرة على الخريطة، في الغرب أو الشرق أو الجنوب أو الشمال أو حتى الوسط.. ستذهله المقارنة وستحبطه النتيجة وسيدرك أن النظرة إلى المدرسة متدنية جداً؛ فقد تجاذبتها تيارات المال واليمين المتشدد.. فبنيتها المادية هشّة وبنيتها الفكرية حادة منقطعة عن زمنها.

** الالتفات للمدرسة كمؤسسة مستقلة، تتولى إنتاج العملية التعليمية بحرية إبداعية خلاَّقة تقوم على تربية التفكير الناقد ونبذ التقليد وكراهة تقديس عقول البشر فلا بد من احترام الإنسان من كونه عقلاً تميّز عن سائر المخلوقات بهذه الخاصية التي تجعله ينفر من فكر القطيع والتقليد لمجرد التقليد..

لا بد أن يفهم التلميذ أولاً فهمه الخاص ونحترمه على هذا الأساس ثم ننطلق إلى اهتمامات جديدة تعينه على تجويد فكره وتقويم محيطه..

** كنت أتمنى لو أن مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم بدأ بالمرحلة الابتدائية وليس الثانوية.. وليته يبدأ أيضاً بمراحل رياض الأطفال..

إن أملنا في الجيل القادم هو ما يخفّف علينا شعورنا المحبط كلما تأملنا مرحلة انقضت دون أن تضيف إلا مزيداً من دوران التعليم كالمعصوب في ساقية!!!