Al Jazirah NewsPaper Wednesday  11/03/2009 G Issue 13313
الاربعاء 14 ربيع الأول 1430   العدد  13313
قراءة في (العلاقة السعودية الفرنسية.. نظرة سعودية)
تركي بن ناصر الموح

 

كعادة سمو الأمير تركي الفيصل الذي شد انتباه الحاضرين في الندوة السعودية الفرنسية لحوار الحضارات يوم السبت 10 ربيع الأول 1430هـ بمركز الملك فهد الثقافي، والتي رعاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظه الله-.تتكون ورقة العمل (العلاقة السعودية الفرنسية.. نظرة سعودية) من عدة محاور:

الأول: عن الفتوحات الإسلامية للأندلس على يد القائد العسكري (طارق بن زياد)، وكيف انطلق عبدالرحمن الغافقي والي الأندلس عام 112هـ، لفتح شمالي جبال البرانس، حتى وصل إلى أقطانيا.

الثاني: علاقة هارون الرشيد بن محمد المهدي خليفة المسلمين وشارلمان الامبراطور البيزنطي، والساعة الرملية التي أهداها الخليفة هارون، وكيف كان رجال الملك الفرنسي ينظرون إليها بأنها ضرب من السحر. كذلك تتحدث الورقة عن البعثات الدراسية إلى بلاد الأندلس لتعلم اللغة العربية والعلوم الإسلامية، وهذا كان سبباً للنهوض الثقافي الفرنسي.

الثالث: الحملات الصليبية التي بلغت تسع حملات، التي كانت سيئة الأثر على العالم الإسلامي، لكنها كانت عظيمة النتائج على العالم الإسلامي وبالأخص فرنسا، حيث بدأت قرنين من الزمان للعلاقة الإسلامية المسيحية إذ بدأ التعصب يلوح في الأفق وكانت الحملة الصليبية المقدسة على الديار الإسلامية، لتدمير المسلمين المسيطرين عل قبر المسيح في الأراضي المقدسة.

الرابع: العلاقات العربية الفرنسية التي أصابها الجمود حتى عام 1795م، أي مع حملة نابليون بونابرت، والمعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية الذي أنشأه، والعلماء الذين صاحبوه في حملته الشهيرة على الشرق.

الخامس: في عام 1805م، كانت الدعوة الإصلاحية التي كانت سبباً لقيام الدولة السعودية الأولى آتت أكلها في مناطق شاسعة من الجزيرة العربية. في تلك الفترة أوفد المقيم البريطاني في البصرة السيد/ رينو الفرنسي إلى الدرعية لكي يضمن سلامة الطريق بين البصرة وحلب، وهو أول لقاء سعودي فرنسي في تاريخ هذه العلاقة (السعودية الفرنسية).

السادس: قامت فرنسا باحتلال الجزائر عام 1830م، مما أدى إلى نكسة شديدة في العلاقات السعودية الفرنسية، حيث تنامت مشاعر البغضاء في صدور أبناء الجزيرة العربية تجاه فرنسا، مما حدا بالملك عبدالعزيز مؤسس الدولة السعودية الحديثة في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي إلى إيواء الهاربين من السلطة الاستعمارية الفرنسية في سورية ولبنان بالرغم من وجود علاقات دبلوماسية بين البلدين.

السابع: 1956م، قامت السعودية بقطع علاقتها مع فرنسا حيث اشتركت في العدوان الثلاثي على مصر (حرب السويس)، وفي حرب 1967م، كان لقاء الملك فيصل بالرئيس الفرنسي ديجول الذي كتب عنه في مذكراته (الفضل لفيصل الذي أفهمني حقيقة قضية فلسطين....) ثم أصدر ديجول تحذيره المعروف بأن فرنسا ستقاطع البادئ بالعدوان في الشرق الأوسط، فقاطعت فرنسا إسرائيل، وألغت صفقات السلاح المعقودة معها.إن الحوار بين الأمم هو نهج الأمة الإسلامية، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو أول من وضع حجر أساس حوار الحضارات، والداعم لهذا الحوار، ولا يسعني إلا أن أشكر جامعة الملك سعود هذا الصرح الشامخ ممثلة في شخص الدكتور عبدالله العثمان كما أشكر القائمين على هذه الندوة، أسأل الله عز وجل أن ينفع بها.. والله الموفق.

*عضو جمعية الاعلام والاتصال السعودي
عضو الهيئة العالمية الإسلامية للاقتصاد والتمويل


turki.mouh@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد