من المؤكد أن الإعداد الجيد لأي مؤتمر لابد وأن يسهم في إنجاح ذلك المؤتمر، وقد اعتدنا سماع المسؤولين العرب قولهم دائما بأنه يجب أن يسبق عقد أي قمة عربية إعداد جيد لتلك القمة، وهو ما يُعمَل الآن إعداداً لقمة الدوحة التي ستعقد في30 مارس الحالي؛ فقبل ثلاثة أسابيع بُدئ الإعداد لها بصورة جيدة، من خلال عقد قمة عربية مصغّرة، تضم الدول العربية المحورية؛ حيث يستضيف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أخويه: الرئيس المصري حسني مبارك، والرئيس السوري بشار الأسد.

هذه القمة التي تُعقد في إطار جهود التصفية النهائية للخلافات العربية يتزامن انعقادها مع اجتماعات المصالحة الفلسطينية الفلسطينية التي تتواصل منذ يومين في القاهرة، والتي سيتم من خلالها التوصل إلى إعلان حكومة وحدة وطنية فلسطينية؛ بحيث يمثل دولة فلسطين في قمة الدوحة وفد فلسطيني موحد يحظى بموافقة ودعم الفصائل الفلسطينية، وفي مقدمتها حركتا فتح وحماس، كما أن نجاح محادثات القاهرة التي تعقد بتشجيع من جميع الدول العربية، خصوصاً الدول التي كانت مختلفة، وبشكل خاص، سورية وقطر من جهة، ومصر من جهة أخرى، يتوقع أن ينجز الفلسطينيون من خلالها مصالحتهم قبل عقد قمة الدوحة.. كما أن اللقاءات والاجتماعات العربية التي ستتوالى بدءاُ من قمة الرياض الثلاثية والمتوقع أن تتوسع إلى قمة رباعية أو خماسية ستهيئ أجواء طيبة وإيجابية جداً تجعل من القمة العربية القادمة في الدوحة من القمم العربية الفاعلة نتيجة الإعداد الجيّد لها.