تستيقظ الرياض على صباحات مبتهجة.. منتشية بالضياء.. معطرة بالياسمين.. ممطرة بترانيم عشق وشعر ساقها الأحبة من بقاع الأرض.. قاصدين رياضنا، مشاركين عرسها الثقافي الكبير الممتد من الأرض المقام عليها معرض الكتاب إلى قرية الجنادرية وما بينهما من سماوات التقى المفكرون والأدباء تحت سقفها.
|
تبهج القلب هذه الديم من الفكر التي هطلت فوق بساط القلب وفي آنية الفكر تروي عطش الروح لخيرات المعرفة.
|
قوافل زوار معرض الكتاب الدولي بالرياض ازدحمت بهم الطريق المؤدية للمعرض.. مئات السيارات المصطفة أو تلك التي تنتظر أمام البوابات.. مئات من البشر يدلفون من أروقة المعرض إلى الخارج.. ومئات منهم يقصدون أجنحة دور النشر في احتفال بهيج بحضور الكتاب وبعيد بهيج له لتخسر كل الرهانات التي قالت إن عصره ولى في ظل الفضاء الإلكتروني.
|
في بقعة أخرى من رياضنا عرس للثقافة والتراث تحول فيه الحرس الوطني إلى حارس للثقافة، وجند للتراث الذي يمْثُلُ في أروقة القرية التراثية على مشارف العاصمة ليحضر الوطن بأطيافه ومدنه وعبق ماضيه في مساحة من الأرض يحدها الربيع والصحراء في تمازج غريب وتظللها السماء لنمد الجسور إلى ماضي الأجداد الذي يتأنق بثياب مجده كل عام في حضور ضيوف الوطن من كل صوب من العالم.
|
الجنادرية موسم سنوي.. يتوج الرياض عاصمة للمجد ويجمع مناطق المملكة في أحضانها لتوقد الشموع في فضاءات المملكة وتعيد البريق للنجوم في سماوات المجد.
|
تتعدد المناسبات الثقافية، الندوات والأمسيات والمحاضرات وضيوف الشرف على المهرجانين الكبيرين، الجنادرية ومعرض الكتاب، وتصبح الرياض كخلية نحل.. والمناسبة مهرجاناً تنبض لوحاته على جدار المكان والزمان كلوحة فنية زاهية.
|
للشعر موسم سنوي في مهرجان الثقافة والتراث حيث شكَّلَه مهندس الكلمة الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن ملحمة تاريخية على مسرح التاريخ.. بطلها الشعر وكوكبة من المبدعين الذين أدوا لوحات رائعة تتحدث عن المملكة في عصور مختلفة، كان ختام الحكاية الشعرية لوحة رائعة لفارس السلام العربي خادم البيتين.
|
هو الشعر يزهو على منصة الجنادرية بربيعه.. يخرج من عباءته عبق أصالة هذه الأرض.. ويورق داخله نبض أمة ومجدها.. ليعود يسري في شرايين الصحراء تستمد منه صمودها وبقاءها ولا نهايتها، وتردد أنشودة المجد في رحلة الحياة.
|
الرياض عاصمة حقة للمجد تتعطر بالحرف ويزفها الأحبة لتوقد شعلة الثقافة.
|
|
مقتطفات من قصيدتي يا ابن العزيز.. |
يَا خَادِمَ الحَرَمَيْنِ جُنْدُكَ ذَادَ عَنْ |
وِرْدِ الثَّقَافَةِ بِالحُسَامِ الصَّائلِ |
أَمَلِيْكَ قَلْبِي وَالخَلِيْقَةِ كُلِّهَا |
يَا ابْنَ العَزِيْزِ فِدَاكَ شَدْوُ بَلابِلي |
هَذِي دِيَارُكَ لِلْعُرُوْبَةِ مَوْطِنٌ |
وَمَنَارَةُ الشَّرْعِ الحَنِيْفِ العَادِلِ |
بُوْرِكْتَ يَا وَطَناً تَعَاظَمُ شَأْنُهُ |
مِنْ عَهْدِ أَحْمَدَ في الزَّمَانِ الفَاضِلِ |
وَطَنٌ تَسَامَى فِي القُلُوْبِ مَكَانُهُ |
وَحَبَاهُ رَبِّي بِالنَّعِيْمِ الكَامِلِ |
سَأَظَلُّ أَذْكُرُ أَنَّنِي بِبِطَاحِهِ |
كَحَّلْتُ طَرْفِي مِنْ سَنَاهُ المَاثِلِ |
هَذِي تَحِيَّةُ عَاشِقٍ وَمُتَيَّمٍ |
كَجَمِيْلِ بُثْنٍ عَارَضَتْهُ قَوَافِلي |
هُوَ إنْ أَسَرَّ بِحُبِّهَا فَلأَنَّهُ |
يَخْشَى عَلَيْهَا مِنْ مَلامِ عَوَاذِلِ |
أَنَا لَنْ أُسِرَّ بِحُبِّ نَجْدٍ إنَّها |
سَكَنَتْ فُؤادِي فَارْتَوَيْنَ سَنَابِلي |
يَا خَادِمَ الحَرَمَيْنِ نَبْضُ قَصَائدي |
أُهْدِيْكَهُ فَاقْبَلْ قَلِيْلَ الحَاصِلِ |
يَا لَيْتَ شِعْرِي بَاقَةٌ مِنْ أَنْجُمٍ |
أَوْ فِي سَمَائكَ قَدْ وَصَلْتُ حَبَائلي |
لَقَدِ اسْتَعَرْتُ مِنَ لخُنَاسِ قصائدي |
وَشَدَوْتُ بِاسْمِكَ فَاغْفِرَنَّ تَطَاوُلي |
يَا سَلَّمَ الرَّحْمَنُ مُهْجَتَكَ التي |
خُلِقَتْ لِيَوْمِ مَكَارِمٍ وَفَضَائلِ |
وَبَقِيْتَ ذُخْراً لِلْبِلادِ تَصُوْنُهَا |
مِنْ كَيْدِ غَدَّارٍ وَمَكْرِ مُخَاتِلِ |
|