لقد سرنا جميعاً تعيين معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة في منصب وزير الثقافة والإعلام باعتباره الرجل الذي ليس بالغريب عن هذا الميدان، فقد وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
كما سرنا قوله بعد تعيينه في هذا المنصب بأن هناك مراجعة سوف تتم حول أجهزة الإعلام وحول نهج الإعلام بالنسبة للسياسة الخارجية للمملكة، وكذلك قيامه فور تعيينه بالاتصال بالقياديين في الصحافة المحلية وتأكيده على ضرورة التجديد والتطوير في العمل الإعلامي.
وتعتبر وزارة الثقافة والإعلام من الوزارات المهمة في أي دولة من دول العالم بل إن بعضهم اعتبرها من الوزارات السيادية كما هو الشأن لوزارات الدفاع والداخلية والمالية، وذلك يعود للدور الكبير الذي تقوم به هذه الوزارة في إبراز سياسة الدولة داخلياً وخارجياً والرد على الافتراءات والادعاءات الكيدية التي توجه للدولة فضلاً عن دورها في تنوير الرأي العام وإحاطته بالمعلومات والإنجازات التي تتحقق في بلاده وتفنيد الآراء الهدامة والأفكار الضالة وبيان وسطية الإسلام وعالميته وسماحته وتنمية الثقافة للمواطنين والترويح عنهم بالبرامج المسموعة والمرئية المتمشية مع المبادئ الأخلاقية والعادات الاجتماعية السليمة.
لقد عرف الإعلام في بلادنا منذ سنة 1368هـ عندما تم إنشاء أول إذاعة مسموعة وفي سنة 1384هـ تم إنشاء إذاعة الرياض، وفي سنة 1385هـ بدأ بث التلفزيون السعودي بالأسود والأبيض إلى أن أصبح البث ملوناً سنة 1396هـ وفي سنة 1390هـ تم إنشاء وكالة الأنباء السعودية وفي سنة 1392هـ تم إنشاء إذاعة القرآن الكريم وفي سنة 1403هـ تم إنشاء إذاعة البرنامج الثاني وفي سنة 1423هـ تم إنشاء القناة الرياضية وفي سنة 1424هـ تم إنشاء القناة الإخبارية، وفي نفس السنة تم ضم قطاع الثقافة لوزارة الإعلام حيث أصبحت تعرف بعد ذلك بوزارة الثقافة والإعلام.
وحيث إن معالي الوزير الجديد بصدد ممارسة عمله فإنه يسرني طرح المقترحات التالية أمام معاليه وهي:
* العمل على دعم الثقافة في المجتمع عن طريق إنشاء مكتبات في الأحياء بالمدن الكبيرة لتشجيع المواطنين على القراءة والتعود عليها.
* وضع جوائز ولو رمزية لمن يقرأ من الشباب عددا معينا من الكتب تحدد مثلاً لمدة شهر أو شهرين ونحو ذلك، أو من يقوم بإعداد بحث في أي من المجالات التي تتعلق ببلادنا.
* دعم الكتاب السعودي عن طريق تشجيع المؤلفين بتأمين الأعداد اللازمة من إنتاجهم كما كان يتم في السابق.
* استحداث قناة للبرامج الإسلامية لتقديم البرامج الدينية والفتاوى ونقل الشعائر، وإبراز وسطية الإسلام وسماحته.
* تطوير القناة الإخبارية التي أصبحت تهتم بالشؤون الاجتماعية بشكل يزيد عن اهتمامها بالبرامج الإخبارية ومتابعة الأحداث، والتطوير الذي أعنيه هو قصر القناة الإخبارية على الأحداث السياسية الداخلية والخارجية إخباريا وتحليل وزيادة برامج المقابلات وبرامج التوثيق السياسي، أما البرامج الاجتماعية فيمكن أن تبث عبر القناة الأولى أو استحداث قناة خاصة بها.
* إنشاء إذاعات محلية على الموجة المتوسطة تبث لساعات محدودة من الساعة الثانية عشرة ظهرا مثلا حتى الساعة الثانية عشرة ليلا في عدد من المدن كالدمام وأبها وعرعر وجازان ونجران والباحة والجوف والمدينة المنورة وحائل والقصيم وذلك من أجل خدمة الشؤون الخاصة بتلك المناطق كرفع الأذان وتحديد الصيدليات المناوبة وإبراز التراث الثقافي والفني لكل منطقة ونحو ذلك.
* زيادة القنوات التلفزيونية الحالية التي يبلغ عددها أربع قنوات بحيث تخصص كل قناة من القنوات المقترحة لخدمة منطقة معينة من مناطق المملكة في المجالات التي أوردناها في المقترح السابق، ويمكن تسمية هذه القنوات بالأرقام بداية من القناة الخامسة (إلخ) وسوف يعطي ذلك مساحة كبيرة للمواطنين لمتابعة إعلام بلادهم والتعرف على مناطقها.
* فصل إذاعة نداء الإسلام عن البرنامج العام حيث يتسنى لهذا البرنامج البث بشكل متواصل كما هو الشأن في إذاعات البرنامج العام في الدول الأخرى مع إنشاء إذاعة مستقلة لنداء الإسلام تبث لساعات تزيد عن ساعات البث الحالية.
* حذف جملة (البرنامج العام) من نداء إذاعة الرياض الحالي بحيث يكون النداء (إذاعة المملكة العربية السعودية من الرياض) كما كان في السابق ومنذ إنشائها سنة 1384هـ لأنه معروف ان هذه الإذاعة هي إذاعة البرنامج العام لكونها تبث من العاصمة وتبث برامج متنوعة، ثم إن هذه الجملة لم نسمعها في إذاعات العالم قاطبة.
* توسيع دائرة عمل المرأة في أجهزة الإعلام كأن تكون قارئة أخبار ومنفذة فترات في سائر القنوات المحلية فالمواطنة السعودية تود أن ترى مواطنتها في هذه المواقع فالنساء شقائق الرجال.
Asunaidi@mcs.gov.sa