Al Jazirah NewsPaper Sunday  08/03/2009 G Issue 13310
الأحد 11 ربيع الأول 1430   العدد  13310
شفافية الحرف
الهلاليون كانوا ينتظرون أن تفتحوا قلوبكم لا شباككم
عبدالعزيز الهدلق

 

لم تكن الحالة النفسية التي دخل بها الشبابيون ليلة مباراتهم أمام الهلال الخميس الماضي طبيعية؛ فقد كان واضحا الشحن الزائد والتوتر والانفعال الذي لم يقتصر على اللاعبين داخل المستطيل الأخضر بل تعداه إلى من هم خارج المستطيل سواء من الجالسين على كرسي الاحتياط أو في المنصة.

وقد صرح رئيس الشباب بعد أحداث المباراة المؤسفة بقوله إن هناك احتقانا شديدا في المنصة، وتساءل: هل كان الهلاليون يريدون أن نفتح لهم باب فريقنا؟!! وأضاف نحن لعبنا من أجل اسم وسمعة فريقنا ولا يهمنا من يكسب الدوري..!!

وهذا الكلام في ظاهره جميل ومنطقي، ولكنه مغاير ومجاف للواقع.

فمسار المباراة كان يوحي بأن الشبابيين يهمهم من يكسب الدوري؛ فقد كانوا منفعلين ومتوترين في مباراة لا تهمهم من الناحية النقطية والتنافسية؛ حيث غلب على أداء لاعبيهم الشد والانفعال الذي أفضى إلى العنف والخشونة بشكل غير مبرر تجاه لاعبي الهلال. كما أن محاولات تضييع الوقت وتأخير اللعب كانت واضحة أثناء تنفيذ ركلات المرمى أو رميات التماس أو تنفيذ الأخطاء في أرجاء الملعب. فهل تبديد دقائق المباراة واستهلاكها في التوقف والتعطيل سلوك طبيعي لفريق خارج المنافسة ويزعم أن مصير البطولة لا يهمه..؟! وزد على ذلك ما كان عليه وضع مدرب الفريق على خط التماس حيث كان أكثر توترا وانفعالا مما كان عليه في مباراة نهائي كأس ولي العهد..!! وتكفي انطلاقته العنترية على الحكم بعد النهاية للدلالة على حقيقة وضعه النفسي والعصبي خلال المباراة. كما أن اشتباك لاعبي الفريق صديق والعبيلي بعد نهاية المباراة مؤشر ذو دلالة على بلوغ الشحن والغليان ذروته بين اللاعبين. أما الاحتقان الذي كانت عليه المنصة فقد أوضحت تقارير الجهات الرسمية والأمنية بشكل جلي من هو الطرف المشحون والمتوتر والمنفعل.

وبقي كلمة أوجهها للشبابيين وأختم بها هذه الزاوية، وهي أن الهلاليين لم يكونوا يريدون أن تفتحوا لهم مرمى فريقكم ولكنهم كانوا يريدون أن تفتحوا لهم قلوبكم فقط. ولم يكونوا يريدونكم أن تلعبوا بنفس الأريحية التي لعبتم بها أمام الاتحاد عندما كانت النقاط تهمكم وخسرتم بأربعة أهداف لا تلج في شباك فريق مهدد بالهبوط..!! ولكن كانوا يريدونكم أن تقدموا مباراة تنافسية جادة خالية من العنف والخشونة وتعمد إهدار الوقت.

وما استنكره الهلاليون أن التوتر والانفعال والحرص على تعطيل فريقهم ظهر في مباراة لا تقدم ولا تؤخر، في حين غاب عن نهائي الكأس..!! فهل هناك أجندة أولويات فيها تقديم مصالح وتأخير أخرى حتى ولو كانت على حساب الليث..؟!!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد