هاتفتني باحثة في مجال الإعلام، تستقي بعض الحقائق عن تجربة طويلة وأصيلة زمنياً ومهنياً، فاستمعت لبعض ما حصلت عليه هذه الباحثة من مراجع مختلفة لكنها شحيحة، ولهذا السبب وجدتها تعتمد على ما فيها من معلومات، لم يدهشني أن تكتب بعض المتحمسات في الميدان، فهذه دورة صحيحة وطبيعية للحياة تزيدنا فرحاً بهن، لكن ما يدهشني هو أن تتضمن مطبوعاتهن كثيراً من المعلومات الخاطئة، ربما لعدم لجوئهن إلى المظان الرئيسة من مراجع سواء كانت أصول الصحف بتواريخها الموثقة، أو للأفراد الأحياء أنفسهم الذين عاصروا وجايلوا المراحل ممن قد يكونون هم أنفسهم أصحاب التجارب. ولعل أول هذه الحقائق التي ذهب فيها التثبيت عكس الحقيقة، هي أن أول صحيفة تسند عمل إدارة تحرير لامرأة هي جريدة الرياض، وبذلك فإن أول مكتب صحفي نسائي يفتتح بصفة شرعية ورسمية كان هو مكتبها النسائي، حدث ذلك في العام 1401هـ، وأن أول مجموعة نسائية صحفية تكتسب التدريب النظامي هي المجموعة التي شكلت النواة الأولى لهذا المكتب حيث تم إعدادها قبل هذا التاريخ بثلاث سنوات وأكثر، بينما جميع الصحف الأخرى مع وجود صفحات للمرأة فيها لم تأخذ تجاربها رسميتها إلا بعد ذلك العام، حتى إن وجدت فيها محررات ومشرفات بل كاتبات وتجمع بهدف العمل,.. تذكرني هذه الملابسات الواردة دوماً بروح المنافسة التي تطغى دائماً بسببها الحقائق في كل مجال, غير أن التاريخ الذي يحتاج إلى شفافية لا يزال يحتاج إلى روح البحث الأصيلة التي تتقدم أي روح..,
توحي لي هذه المغالطات بسؤال طريف هو وليد المرحلة: من هن أوائل النساء اللاتي تعلمن وعملن وبصمن أدوارهن في المجتمع، هل هن السابقات لمرحلة دعوى العولمة وتبعاتها، أم اللاحقات بها..؟ ومن سيقف على الحد الفاصل بإنصاف..؟