الطائف - متابعة - فهد سالم الثبيتي
أغلقت شُرطة محافظة الطائف، وبشكل نهائي، ملف قضية مقتل الوافدين مجهولي الهوية بعد أن نجحت جهود التحقيق والمتابعة الأمنية في فك غموضها، وذلك بعد أن استلم قسم التحريات والبحث الجنائي مهام تتبع الجُناة إلى أن سقوطهُم في القبضة الأمنية من خلال عملية تتبع محكمة انتهت بتقييدهم وتسليمهم إلى جهات التحقيق لاتخاذ الإجراءات بحقهم.
(الجزيرة) اطلعت كشفت تفاصيل عملية القبض، والتي بدأت بعد وقوع الجريمة حيث توفرت معلومات عن أحد الأثيوبيين كان قد أصيب بطلق ناري اخترق ظهره وخرجت من كتفه قبل 25 يوماً في أحد الجبال، لكنه لم يذهب إلى المستشفى حيث فضل العلاج بالطب الشعبي حتى شفي، وقد تتبع فريق البحث الجنائي هذا الأثيوبي وبعد الوصول إليه تمت مساءلته عن الواقعة ومن الذي أطلق عليه النار، ورد بالقول أن أحد الأشخاص، كان منتحلاً لصفة رجال الأمن مع أن لهجته يمنية، تهجم عليه في جبل قريب من موقع جريمة القتل في وادي جليل.
وبالانتقال إلى الموقع تم العثور على أظرف فارغة وجرى تسليمها للأدلة الجنائية والتي كشفت بأنها متطابقة مع الأظرف الفارغة التي رُفعت من موقع جريمة قتل اليمنيين الاثنين في المزرعة، مما يدُل بأن مطلق النار على الأثيوبي هو قاتل اليمنيين.
عقب ذلك بدأ تكثيف التحريات، بإشراف مباشر من مدير البحث الجنائي ومُشاركة عدد من الضُباط والأفراد، حيث تم جمع معلومات عن كُل المترددين على الجبل إلى أن أسفر هذا الجهد عن معلومة مصدرها مواطن أفاد بأن اليمني واسمه (وضاح) كان يسكن مع المجني عليهما حتى قبل حوالي أسبوعين، لكنه اختفى بعد وقوع الجريمة.
وعن العلاقة التي تربطه به قال المواطن: عرض عليَّ سلاحاً من نوع ساكتون ناري ورشاش يريد بيعهما من أجل التخلص منها وذلك بمبلغ 500 ريال.
إلى ذلك قام المواطن، وبطلب من البحث الجنائي بمهمة التنسيق، وذلك بالاتصال على اليمني المعني من أجل لقائه، حيث كان اليمني أبلغ المواطن بأنه يجلب أسلحة ويبيعها في الجبل، واتفق معه على أن أحد أقاربه (ويقصد ضابط البحث) يرغب في شراء سلاح وأنه سيحضر معه من أجل استلامه، وبالفعل تم ذلك عندما نزل من الجبل وتفاوضا معاً حول البيعة بعد أن كان قد طلب من المواطن أن يُحضر له وجبة غداء وسجائر، فيما قام بتسليمهم سلاحاً به 100 طلقة، وقال إن الطلقات هدية للشاري، وقال اليمني أنه يملك أسلحة كثيرة إن رغبوا في الشراء.
إثر ذلك تمكن ضابط البحث من السيطرة عليه وضبطه وإركابه بالسيارة والاتجاه به إلى قسم التحريات والبحث الجنائي وبالضغط عليه اعترف بجريمة قتله لليمنيين بمزرعة وادي جليل مساء الاثنين الماضي، وقال إن اثنين آخرين من أبناء جلدته شاركاه في الجريمة، أحدهُم تم ضبطه يوم الأربعاء الماضي في سوق الأغنام والآخر اختفى تماماً رُبَّما كان يدعي به أصلاً.
وقال الجاني إن خلافاً كان قد نشب بينه وبين أحد المجني عليهم يتركز حول أن القاتل تقاضى مبلغ 7000 ريال من المقتول مُقابل أن يزوجه أخته في اليمن، لكن اتضح فيما بعد بأنها تزوجت، مما دفعه للمطالبة بحقه ولكنه رفض ودخلا في مشاجرة اشترك فيها رفاقه ورفيق المجني عليه انتهت بإطلاق النار عليهما حتى قُتلا، في حين تم استلام السلاح الذي أطلقوا منه في الجريمة والذي باعوه أصلاً على المواطن ومن ثم سُلم الجانيان لمركز شرطة الفيصلية والذي يتولى التحقيق معهما. الناطق الإعلامي باسم شرطة الطائف الرائد تركي الشهري قال في تصريحه: بعد تكثيف إجراءات البحث والتحري تم تحديد هوية المشتبه فيهما وهما مُقيمان بطريقة غير نظامية، وتم إلقاء القبض عليهما حيث تشير نتائج التحقيقات إلى تورطهما في القضية لوجود خلافات سابقة فيما بينهم في بلادهم، وتبقى الواقعة حالياً في طور استكمال ما تبقى من إجراءات التحقيق بمركز شرطة الفيصلية وبإشراف مباشر من مدير شرطة محافظة الطائف. يُذكر أن البحث الجنائي بالطائف سبق وأن ضبط عدداً من الجُناة المتورطين في قضايا قتل وذلك في زمن قياسي مما يُسجل إنجازاً جديداً للشرطة بالمحافظة في تتبع الجناة والوصول لهم.وكانت (الجزيرة) قد انفردت بتتبع الجريمة في أعداد سابقة.