(أوصيكم بخدمة العقيدة، وألاَّ تأخذكم في الحقِّ لومة لائم، فالحقُّ فوق كلِّ شيء، أرجوكم أن تبذلوا قصارى طاقتكم بتقوى الله، وإصلاح ذات البين، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر قدر المستطاع).
|
نصيحة سهلة سلسة لا تكلُّف فيها ولا مبالغة، جاءت على سجيّتها منسجمة مع الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها، بعيدة عن التعقيد والغموض الذي يستدعي التفسير والتأويل، والتغيير والتبديل.
|
نصيحة وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى المفتي وهيئة كبار العلماء ومسؤولي القضاء، وقت استقباله لهم يوم الثلاثاء الماضي في جلسته المعتادة معهم، نصيحةٌ أرسلها إليهم علناً، لتكون لافتةً واضحةً لكل من حمل مسؤولية في أجهزة الدولة المختلفة، الدولة التي قامت على العقيدة وتجمّعتْ عليها، وتوحّدتْ بها، الدولة التي رفعت راية العقيدة، راية التوحيد لتظلَّ رسالةً واضحةً للدنيا كلِّها معبِّرة عن شخصية المملكة الواضحة، ورسالةً لكل مسؤول ومواطن ومقيم يرونها ليلاً ونهاراً، فيعيشون معناها، ويحملون مسؤولية الحرص عليها والقيام بأعبائها، وعدم الرضوخ لأعدائها.
|
نصيحة من خادم الحرمين إلى العلماء الفضلاء الذين يحملون أمانة العلم، ومسؤولية الفتى، ورسالة التوجيه والإرشاد، وإلى القضاة الذين يحملون أمانة القضاء بما فيها من عدلٍ وإنصافٍ ونزاهةٍ وحرصٍ على الحقوق، وعلى إنجاز الأعمال، والتعجيل بحلِّ المشكلات وإنهاء القضايا، ومع النصيحة الرّجاء من هؤلاء العلماء والقضاة أن يبذلوا قصارى جهودهم وطاقاتهم لتحقيق ما تضمنته النصيحة من الدعوة إلى خدمة العقيدة، وإلى تقوى الله، وإصلاح ذات البين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
|
وفي هذه النصيحة من خادم الحرمين - وفقه الله - توجيه واضح إلى وضع الأمور في نصابها الصحيح، وإلى عدم الإخلال بما تقتضيه مصلحة الوطن المبنيّة على عقيدته وتوحيده وتعاليم شرعه، من القيام بواجب العمل الذي ينسجم مع هذه العقيدة التي نادى الملك إلى خدمتها، ونصح بالحرص عليها.
|
ومعنى ذلك أن مسؤولية أهل هذه البلاد - مسؤولين ومواطنين - كبيرة في تحقيق مدلول هذه النصيحة التي جاءت في هذا الوقت، وهي نصيحة موجهة إلى العلماء والقضاة، ولكنها -في حقيقتها- موجهة إلينا جميعاً حسب مواقعنا ومسؤولياتنا.
|
|
على قدر أهل العزم تأتي العزائم |
وتأتي على قَدر الكرام المكارم |
|