القدس - مكتب الجزيرة - رندة أحمد
بدأت الأزمة الاقتصادية التي تعصف باقتصاد (إسرائيل) تطفو على السطح رويدا رويدا؛ ففي تقرير لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية ركزت فيه على أزمة البطالة التي ارتفعت مستوياتها مع سلسلة الإقالات المتواصلة، في حين اتهمت صحيفة معاريف الحكومة بعدم التحرُّك لوقف الانهيار في الاقتصاد رغم كل تداعياته، وقالت معاريف: (سنتان على الأزمة الاقتصادية العالمية وحكومة إسرائيل لم تستيقظ بعد) إلى جانب تغطيتها تسريح 10 آلاف عامل من شركات تأثرت بهذه الأزمة.
هذا، وتطرقت صحيفة هآرتس إلى إقالة خمسة آلاف عامل من الشركات العاملة في التكنولوجيا العالية (الهاي تك)، محذرة من أن (محرك النمو الإسرائيلي) على شفا الشلل.
ولم تغفل صحيفة (إسرائيل اليوم) ذلك؛ حيث تطرقت إلى هذه الأزمة وبشكل موسع، واصفة ما وصلت إليه الأزمة ب(الدرك الاقتصادي.. الأسفل).
كما كشفت صحيفة معاريف عن قيام إحدى الشركات العاملة في مجال التكنولوجيا بتسريح مئات من العاملين لينضموا إلى الآلاف الذين فقدوا عملهم في مجال الصناعة.
وأفادت الصحيفة بأنه وحسب المعطيات فإن عشرة آلاف عامل فقدوا أماكن عملهم في مجال الصناعة الإلكترونية السنة الماضية.
وأشارت الصحيفة إلى مئات الإقالات في أعمال أخرى مثل الحراسة والأمن.. وحسب التوقعات لهذه السنة فإن موجة الإقالات ستستمر بشكل صعب, وحسب التقدير سيفقد هذه السنة من خمسة آلاف إلى عشرة آلاف عملهم في الصناعة الإلكترونية فقط.
ونقلت معاريف أيضاً تعقيباً لرئيس جمعية الصناعات الإلكترونية (يهودا زيسابل) قال فيه: يجب على الحكومة أن تبدأ بخطة لإنقاذ الوضع وعدم انتظار إقامة حكومة جديدة مثلما فعل الرئيس بوش الذي لم ينتظر دخول أوباما إلى البيت البيض وبدأ في برنامج إنقاذ فوري.
بدورها قالت صحيفة (إسرائيل اليوم): لم يتوقع أحد في إسرائيل، برغم البطالة المتفشية والتقارير المتتالية عن إفلاس وانهيار شركات بأكملها، أن يصل الجوع بالإسرائيليين إلى اقتحام المحال التجارية وإفراغها من البضائع، وحتى من العربات والسلال.. لكن هذا ما حدث عندما اقتحم عشرات المستخدمين وحتى رجال العصابات فرع المجمع التجاري للأغذية في (بلدة حتسور) في الجليل (شمال إسرائيل)، ولم يبقوا أي شيء في المكان. وأفردت صحيفة (إسرائيل اليوم) صفحات عددها لهذا الموضوع، ووضعت عنوانا يقول (حتسور الجليل بين الضائقة والأمل). وكتبت الصحيفة تقول: هكذا تتجلى الأزمة الاقتصادية في إسرائيل: شبكة تسويق أغذية تعلن إفلاسها وتنهار فيقوم العاملون فيها والمارون بنهب محتوياتها، بل إن قسما منهم تلثم لمنع التعرُّف على هويته.
ومضت الصحيفة تقول: (إن صور النهب الجماعية التي التقطت في فرع شبكة) بيركات هشيم تبدو وكأنها أخذت من إحدى دول العالم الثالث، لكنها في الواقع التقطت من فروع شبكة (بيركات هشيم) في كل من حتسور وصفد.. بالأمس، وبعد أن انهارت الشبكة التي تملك ثلاثة فروع، قام العمال والمستخدمون غير المنظمين باقتحام فروع الشركة، في محاولة منهم لاسترداد بعض ديونهم؛ لعدم تلقيهم رواتبهم، بنهب كل ما طالته أياديهم من مواد غذائية، وعربات وسلال، ولم تسلم حتى أجهزة الإنارة واللمبات التي كانت معلّقة على الحائط.
وكشفت الصحيفة أن عملية النهب لم تنفّذ من قبل مستخدمي الشركة الذين لم يتلقوا رواتبهم، بل إن مزودي الشبكة بالمواد الغذائية انضموا أيضا إلى عمليات النهب بعد أن يئسوا من استرداد ديونهم المستحقة من الشركة، وانضم إليهم المارة، منهم من هو جائع لا يملك قوت أولاده، حيث قالت إحدى النساء المشاركات في عملية النهب إنها جاءت لأنها لا تملك في البيت طعاما تقدمه لأبنائها.