أجبرت التصرفات الشاذة التي يقوم بها المبعثون الإيرانيون في الدول الإسلامية وبالذات الدول العربية، أجبرت المغرب على قطع علاقاته الدبلوماسية مع نظام إيران بعد رصد السلطات المغربية لهؤلاء المبعوثين الذين يتخفون بالصفة الدبلوماسية لنشر المذهب الصفوي في بلاد المغرب والنيل من المعتقدات الدينية للمغاربة.
ما أقدم عليه المغرب ستضطر كثير من الدول الإسلامية على القيام به، فالواقع أن كثيراً من الدول لها ملاحظات كثيرة على ما يسمى بالدبلوماسيين الإيرانيين الذين لا عمل لهم سوى التبشير بالدين الصفوي في البلدان التي يتواجدون فيها، ويخطئ الكثيرون من وصف تلك الأعمال بنشر المذهب الجعفري أو ما يسمونه بنشر التشيع، وهم في الواقع يبشرون بما يمكن تسميته بالدين الجديد. (فالمذهب الصفوي) الذي يحاول النظام الإيراني منذ ثورة الخميني نشره في الأقطار الإسلامية.. والذي يتعمق بدراسة ما يحاول الصفيون نشره يجد أن هناك اختلافاً، بل وتعارضاً بين المذهب الجعفري الاثنى عشري، وبين المذهب الصفوي، الذي تعمل إيران في ظل النظام الجديد على نشره في الدول الإسلامية، وبالتحديد في الدول العربية وخاصة دول الخليج والعراق والدول الإفريقية. وها هي دولة جزر القمر تكاد تتحول إلى (الصفوية) بعد اعتناق عدد من مسؤوليها لهذا (الدين الجديد) جراء دراستهم في حوزة النظام الإيراني.
ورغم هذا النشاط الصفوي الظاهر للعيان والذي يستطيع رصده كل صاحب عين لا نزال للأسف في سبات ونحاول أن نكون (دبلوماسيين) مع قوم قام دينهم الجديد على الكيد وضمر العداء للإسلام الحقيقي، مع أن الواجب الديني وحق حماية النفس والأمن القومي يتطلب وقف المد التوسعي لإيران والتي تتخذ من الغطاء الطائفي الشيعي والمظلومية إلى تتبجح بها طريقاً لنشر سمومها بين العامة من أبناء الوطن العربي والإسلامي.. فهناك الآن قرى في سوريا ومصر والسودان تتشيع بأكملها فعلى سبيل المثال كان للدول الإسلامية دور كبير في نشر الإسلام في السنغال والآن تراجع هذا الدور في مقابل تقدم الدور الإيراني والسيطرة حتى على بعض المساجد التي تم افتتاحها في السنغال.
فتحت معاهد ومدارس وجامعات على سبيل المثال في العراق وبعض الدول العربية والإسلامية لتأسيس أجيال تدين في تعليمها لإيران ونظامها، وفي المقابل غياب كامل وتام لإخواننا العرب في الساحة العراقية وترك أهلنا في العراق من أهل السنة في مجابهة مصيرهم لوحدهم حتى كادت بغداد تسقط بالكامل بيد إيران من غير أن نحرك ساكناً لولا حفظ الله وبقيت لحد الآن الولاءات الحكومية لإيران والمخلصين العروبيين وأهل السنة بين معتقل أو مشرد أو راض بالأمر الواقع وإذا ما استمر الوضع على هذا الحال سيصبح العراق مدخلاً لكل الدول العربية والإسلامية، وستكون دول الخليج العربية والدول الإفريقية الصغيرة كجزر القمر والبعيدة عن الدول الإسلامية كالسنغال ونيجيريا لقمة سائغة لنظام إيران لنشر الدين الصفوي لإيران.. حان الوقت لأن يكون للإعلام دور كبير ومشرف لفضح أسرار النظام الإيراني وأطماعها في بلداننا العربية من خلال الندوات وعلى الفضائيات الكبيرة التي تلهو الآن بالمسلسلات الهابطة والمسابقات الرخيصة التي لا تسمن ولا تغني من جوع أن تقوم بدور لتحذير الغافلين عن خط الصفويين الجدد.
jaser@al-jazirah.com.sa