كتب - فهد الشويعر
بمحض الصدفة واثناء تواجدي في العاصمة الماليزية كوالالمبور وبالأخص وسط شارع العرب الشهير سمعت صوتاً يصدح بأغاني فنان العرب محمد عبده ما زاد فضولي للبحث عن مصدر الصوت ومع اقترابي من الصوت وجدته ينبع من وسط سيارة تاكسي أُغرمَ صاحبها بفنان العرب، حيث لا تستعد الشمس للرحيل نحو المغيب الا وتجد هذا السائق يركن سيارته أمام مطعم عربي شهير وسط شارع العرب ثم يقوم بالبحث في وسط كومة الأشرطة المنوعة داخل سيارته لفنان العرب (جلسات خاصة ونسخ اصلية) ليختار احدها في المسجل وما أن يصدح صوت محمد عبده من داخل المسجل حتى ينخرط هذا السائق في غناء نفس الأغنية بشكل متقن وبإحساس نابع من إدراك هذا السائق لمعاني كلماتها بحركات وإماءات بيديه ورأسه تؤكد أن السائق الماليزي يعلم ما يغني به فنان العرب وليس فقط مرددا لها ويجيد المصطلحات الشعبية الغارقة في المحلية التي تطرق لها فنان العرب في أغانيه ك(الشعبيات) مثلا، والغريب أن هذا السائق تجاهل مهنته الأساسية ومصدر رزقه وهي توصيل السياح لمشاويرهم والمدهش أيضا أنه وعند الانتهاء من غنائه ل(الاماكن) قدمت له مبلغاً كشكر على ما غنى لكنه فاجأني برد هذا المبلغ وقال (أنا لا أحتاج للمال، أنا أحب محمد عبده) ومن ثم تعالت أصوات التصفيق من الجماهير العربية التي ترتاد هذا المكان للاستمتاع بهذا السائق الذي اصبح معلما أساسيا يوازي معلم (تونز تاور) وغدا السياح العرب حريصين على تواجدهم في نفس موقف سيارته ليستمتعوا بغنائه وأخذ الصور معه وتصويره بالهواتف النقالة لطرحها عبر المواقع الالكترونية المتخصصة بتداول مقاطع الفيديو المتنوعة والغريبة والطريفة.