عندما يصبح العرب هدفا لحقول التجارب في كل شيء فهذه ميزة لهم؛ لأنهم لا يستطيعون أن يقولوا.. لا.. بملء الفم؛ بل صامتون لا صامدون!!!

في العراق جرّب بوش أسلحة جديدة، وأنهكت كل شيء وقتلت الحرث والنسل.

في العراق جرّب بوش كل إثارة للنعرات لكي يخلق جوا من التنافر وليلعب على وتيرة التفريق لتحقيق أمن الجيش الغازي.

في الصومال جربوا كل شيء خفي أو ظهر، حتى خطف الناقلات العملاقة.

في فلسطين جربت إسرائيل كل اختراعاتها من الأسلحة وخرجت غانمة سالمة بلا مساءلة، لأن مقابلها لا يقول.. لا..

فعلا تحوّل العالم العربي إلى حقل منتن للتجارب القذرة من قبل الغرب، ويبقون صامتين عن الكلام المباح حتى يصبح الصباح ولا ينفع الصياح.

حاولوا تفريق السودان إلى وسط وجنوب وشمال وشرق وغرب، وكان البشير قاسيا فعلا في التعامل مع كل ذلك؛ وهي قسوة يفرضها الوضع؛ وفي النهاية أدانوه بأنه أباد شعبه وقتل ستمائة ألف؛ وتقلص العدد في تصريح آخر إلى ثلاثين ألفا، وطلبوا تقديمه للمحاكمة كمجرم حرب!!

ما فعله البشير هو حماية لبلده من (الإرهابيين) الذين حاولوا تشتيت السودان، ومن هذا المنطلق كيف لا يعذر وتعذر إسرائيل في محاربتها للمجاهدين في غزة وتسميتها لهم (إرهابيين!!) أي ان التعامل مع الصورتين انصب على السودان وأغمض عن الجرائم الإسرائيلية البشعة جداً.

مجزرة قانا مرت دون حساب، مجزرة غزة مرت دون عقاب، أبو غريب مر تدنيس الإنسانية فيه دون عقاب.

إذن ما الهدف من استهداف رئيس دولة عربية وعضو في جامعة الدول العربية وفي المنظمات الإسلامية والعربية؟!!

يبدو لي أنه مسلسل مستمر، حتى يموت من لا يثور لكرامته، إلا بعد أن تنشب به مخالب النمر الأوروبي والغربي بوجه عام، عندها يتثاءب ثم يموت مصلوبا كما حصل لصدام حسين، أي ان كل عيد من أعياد الأمة الإسلامية سيكون فيه ضحية من أمم الإسلام.. فهل يعون أم يغضون الطرف مهطعين مقنعين انتظارا لسيف الجلاد الغربي؟!!!