هكذا هو الهلال السمة المميزة للكرة السعودية.. لا يحب الظهور إلا في المناسبات الكبيرة.. ودائما ما يكون فارضا نفسه كنجم أوحد لامع في أي احتفالية ما.. قد تتغير الوجوه الإدارية.. قد تتغير ملامح التشكيلة من موسم لآخر.. وربما يذهب جهاز فنيا ليأتي جهاز آخر.. ولكن يبقى الهلال هو الزعيم المتوج بكل الأحوال.. رغم تعاقب المنافسين.. فالواحد ينازل فيجد نفسه قد خسر الموقعة أمام الزعيم.. ليرتاح ويأتي آخر.. ولكن الهلال يبقى الضلع الثابت.. ولا يرضى بغير الكرسي المخصص للزعامة.. الذي أصبح لا يعشق غير الأزرق.. ولا يريد أن يجلس عليه غير الزعيم السعودي الآسيوي.. فالعوائق والموانع كثيرة.. ولكنه الزعيم يعرف كيف يتجاوزها.. وهي الميزة التي تحلى بها منذ أمدٍ بعيدٍ.. فمع الحكم المحلي اعتلى المنصات.. وبالأجنبي هيمن عليها.. والمتاريس الدفاعية فككها.. والتحصينات الخلفية ضربها.. وكثافة الوسط سيطر عليها.. وقوة الهجوم أضعفها.. إذا لا حيلة للخصوم إلا النظر للزعيم يبتعد ويوسع الفارق البطولي معهم.. الكأس الغالية احتضنها وأودعها كما سابقتها في الدولاب الذهبي.. الكأس الذهبي ازداد لمعانه عندما عرف أن من سيستلمه هو الهلال لا غيره.. نعم الزعيم هو الإبهار بعينه.. هو المتعة بكل خصالها الجميلة.. يفوز الزعيم بدون إمتاع هكذا قالوا!.. وعندما حانت ساعة الحسم أحضر المتعة والفن بكل الألوان والأشكال.. حتى طريقة الحسم كانت كل المتعة.. والمتعة والإمتاع كان باستلام كأس أغلى الناس.. اذهب الله عنه البأس.. ورده إلى بلده سالماً معافى رافعاً الرأس..