الوحدة تعيش خلافات حادة، فالإدارة المكلفة برئاسة جمال تونسي عجزت عن إيجاد حل للمشاكل المزمنة والتي على رأسها توفير السؤولة المالية لتجديد عقود اللاعبين فتوترت الأوضاع وأصبح النادي يئن تحت وطأة التدخلات والإشكالات التي فجرها هواة الشهرة والباحثون عن مصالحهم الشخصية من بعض أعضاء مجلس الإدارة المستقيلين، والذين تخلوا عن المهمة التي من أجلها تم التكليف بخدمة الوحدة وفضلوا الانسحاب وتراشقوا فيما بينهم حباً في الظهور عبر الصحف والفضائيات والمنتديات، ووصل الأمر لدرجة خطيرة لحد الترافع للمحاكم الشرعية ولم تنجح جهود التونسي في تهدئة وإدارة الأزمة بحكمة رغم أنه الخبير على مدى الـ(7) سنوات الماضية كرئيس للنادي وحتى الاجتماعات المتوالية من أعضاء الشرف والإداريين وبعض المحبين من الجماهير لم يفد ذلك في شيء، فالكل يهرب من مسؤولية الدعم المالي فلا أحد يريد أن يدفع ريالاً واحداً.. الجميع يقدم.. الحكي فقط لا غير وقد امتدت الآثار السلبية لتصل لفريق كرة القدم وتسرب النجوم الواحد تلو الآخر بدءاً من ناصر الشمراني وأسامة المولد والكويكبي.. وأخيراً النجم عيسى المحياني الذي فضل أن يهرب ويفتش له عن ناد يوفر له على الأقل الجو الصحي ليبدع ويلعب كرة قدم حقيقية ويخرج من هذه الدوامة، بالإضافة إلى تحقيق طموحاته بالصعود إلى منصات البطولات وهذا بالتأكيد غير متوفر حالياً بالوحدة وربما لأمد طويل.. فالفريق الأول تدهور مستواه من المراكز المتقدمة قبل موسمين ليس إلا ليكون في مراكز الوسط وقريب جداً من المؤخرة هذا الموسم حتى بات غير مؤهل للمنافسة.
هذه المشاكل أضعفت نادي الوحدة على ما هو فيه من ضعف لينصب كل عضو في الإدارة الحالية نفسه مخولاً للحديث وإصدار القرارات فضاعت الطاسة وزاد الوضع سوءً وكثرت تصفية الحسابات وتمكن المتربصون من خارج النادي ممن يدعون أنهم أعضاء شرف وأحدهم يسمى.. كابلي في إثارة المزيد من الصراعات وإشعال النيران داخل النادي الأحمر ليكون هذا الكيان الضحية وانهارت معنويات اللاعبين وأصيبت الجماهير بالإحباط لدرجة استخدام العصي وبعض الآلات الحادة داخل أروقة وساحات التمارين الرياضية لأول مرة منذ أسست الوحدة قبل (64) عاماً حتى أصبحت الوحدة.. نادي المشاكل.
لقد تعددت الأسباب ولكن أود القول إن جل أعضاء الشرف والمقتدرين مالياً في العاصمة المقدسة هم من يتحمل المسؤولية في الحال المزري الذي وصل إليه الوحدة بعد أن تركوا الحبل على الغارب للإداريين المشاكسين للعبث بالنادي وأطالب ومعي الكثيرون بأن يرحل هؤلاء الشرفيون طالما ليسوا مثل رجالات الأندية الأخرى الذين يفرضون أنفسهم بحضورهم الكثيف والتواجد الدائم والجهد والدعم المميز، كما في أندية الهلال والنصر والأهلي والشباب وحتى الاتحاد على الرغم ما فيه من صراعات كبيرة حيث نرى مدى التفاف أعضاء الشرف وما يقدمونه من دعم معنوي ومادي أما في نادي الوحدة، فأعتقد أن البعض من أعضاء الشرف مجرد بياعي كلام وطالبي مصالح على حساب النادي وحال الوحدة المعدمة والفقيرة من كل شيء يشبهه حال عرجان مدينة الكوفة حيث تقول القصة - مع بعض التصرف - (إنه تولى الرئاسة فيها رجل أعرج ثم ولى العمودية للمدينة آخر أعرج ودخل أحد الشعار وكان أعرج.. إليها فلقي شحاذاً هو أيضاً أعرج وقد أخذ يستجدي مناشداًً أن يعينوه فقال لهم الشاعر:
الق العصا والتمس عملاً.. فهذه مدينة العرجان
لا مديرنا ولا رئيس عمدتنا معا.. يا قومنا لكليهما رجلان
فإذا كان رئيسنا وأعضاء شرفه وأنا عرج فنادي الوحدة هو التعبان).
مكة
Fhad60601@hotmail.com