ليس من المستحيل أن نكرِّس نشاطنا بتثقيف ما نريد.. وليس من الصعب أن نجد طرقاً (ملتوية) لزرع رؤية أو نظرة للآخر.
هي مُجمل جهود (نسعى لتحقيقها) ولكن جهود تكون في مصلحة ما، مردودها إيجابي، وهذا ما نسعى إليه إن شاء الله.
كل عملية توجيهية هي نابعة عن توافق الفكر مع المصلحة التي يرى كل مربٍ أنها موافقة ومكملة للنجاح. قد تكون الحصانة الذاتية هي أهم ما يدفع الأب لعمله، وهي أهم ما يفتقده كثير من الأبناء.
الإعلام وما يحتويه من عدة موضوعات ومقالات هي نابعة عن رؤية يراها الكاتب ويجسدها بمعلومات وحقائق ويكون همزة الوصل بين القارئ والأحداث المصاحبة في المجتمع.
وما دعاني للكتابة ليس للتواصل مع القلم ولكن التواصل مع ما نراه. هذه الرؤية قد تكون مقبولة وقد تكون العكس. وهذا شعار لابد أن نكون مسلمين إليه، فوجهة النظر هي عن قناعة وقد تلاقي القبول.
نعلم كثيراً أننا نواجه الثقافات الغربية والتيارات المختلفة ويأتي دورنا كآباء. نحن لسنا بمعاصرين أو نملك الثقافة العالية للتربية، ولكن نملك نظرة هي ناتجة عن الاختلاط الاجتماعي والحوارات وما نلاقي من نقاشات في عدة أمور. لقد بحثت عن مسمى للمقالة وهي تخوض معركة بين من يغرس بما لا يفيد والضحية الطفل!
تفاجأت كثيراً من (ابنتي الكبرى) بتكرار جملة، وهي عندما نمر بأي مطعم وخصوصاً (الوجبات السريعة) تقول: (بابا هذا المطعم كافر؟). توقعت أنه سؤال مجرد سؤال، ولكن يوم غد تكرر السؤال نفسه: (بابا المطعم هذا كافر؟).
نظرت إليها وسألتها: (ليش يا بنتي من أمس وأنت تسألين؟).
قالت: (إن البنات في المدرسة يا بابا يقولون لا تروحون للمطاعم هاذي عشانها كافرة ويهودية!!! علشانهم يعطون إسرائيل ويضربون غزة!!)، عجبي!
ماذا يعرف أبناؤنا وفتياتنا عن إسرائيل واليهود!؟ من زرع هذه المقولة للفتيات؟! نحن لم نعرف اليهود ولا الحركة الصهيونية إسرائيل إلا عن طريق الكتب في المرحلة الدراسية (المتوسطة). لم تسألني ابنتي قط عن صلاة التراويح أو رمضان أو الحج وغيرها من العبادات.. لم تجد من زميلاتها (الصغار في السن إلا الشحن والمقولات التي لا تفيد، والسبب الأب والأم والمجتمع أيضاً).
مع أن هناك رسائل تداولت كثيراً على المجتمع لوجوب مقاطعة تلك المطاعم! ولا نعلم صحة هذه المقولة، بل أن هناك من أحد الدعاة المعروفين نفى ما كتب على لسانه بوجوب المقاطعة!
لنفرض جدلاً أن هؤلاء (المنظرين) والمربين في الوقت نفسه يبحثون عمَّا يضر إسرائيل مادياً، أين هم قبل الحرب وهم يصطحبون أبناءهم إلى تلك المطاعم!!
يعني المسألة أصبحت التمشي مع التيار فقط!
هناك أمور يجب أن نحرص عليها ونثقف أبناءنا بها مثل الحصانة الذاتية والأخلاق الحميدة كما أوصانا بها الباري عز وجل والرسول عليه الصلاة والسلام.. بكيفية نربي أبناءنا بما يفيد.. والحرص على العبادات وتعريف الأبناء بالرب جلَّ شأنه.
ولكن أن نعطي أبناءنا لشيء في أنفسنا حتى لو كانوا أطفالاً هنا يكمن البعد عن الثقافة بكيفية إعطاء الطفل حسب عمره. طفل لا يتعدى ولا يتجاوز عمره 5 سنوات بتفوه بموضوعات من أبيه، هذا الأب ينظر للمسائل من عين واحدة. طفل لا يعرف ربه ولا يعرف كيفية الربوبية والعبودية، ومع هذا يغرس ويكرس جهوده لتثقيف الابن والفتاة بأشياء قد لا تفيد بتاتاً.. فهو طفل مهما كان!!
s.a.q1972@gmail.com