الحمد لله وحده القائل (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) والقائل سبحانه (إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ)، والصلاة والسلام على رسولنا وحبيبنا محمد القائل (ما من ميت تصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له (بمعنى يدعون له) إلا شفعوا فيه (أي قبلت شفاعتهم في حقه))، نسأل الله له ذلك. أما بعد: ففي ظهر يوم الخميس الموافق 24-2-1430هـ ودّع وشيّع مركز علقه بمحافظة الزلفي ابناً باراً من أبنائها البررة ومأذونها الشرعي تطوعاً لله، ألا وهو حبيبنا وزميلنا بالعمل وقبل ذلك أخونا في الله صالح بن عبدالكريم بن علي السيف الكاتب والمسؤول الأول بمكتب فضيلة رئيس المحكمة العامة بمحافظة الزلفي يرحمه الله، ولقد كانت معرفتي به يرحمه الله لأكثر من ثلاثين سنة من خلال المزاملة بالعمل والصداقة خارجه، فلقد كان يرحمه الله سليم القلب عفيف اللسان غاض البصر لا يتكلم إلا حين يُسأل وإذا سئل أجاب بما يفيد، بعيداً عن اللغو والمجادلة، كما حظي يرحمه الله بثقة خاصة لدى رؤساء المحكمة منذ التحاقه بالعمل بالتسعينيات الهجرية حتى توفاه الله، حيث كان يرحمه الله الموظف الوحيد الذي لم يغادر مكتب الرئيس لما وهبه الله من صفات حميدة وأخلاق فاضلة وأمانة على ما اؤتمن عليه، أما حينما تزوره بمزرعته فتجد الرجل الكريم الشهم المبتسم والمرحب، ولا غرابة في ذلك؛ فقد ورث ذلك من والده يرحمه الله وأسرته التي ينتمي إليها. والجدير ذكره أنه صدر قرار بإحالة المذكور إلى التقاعد اعتباراً من رجب لهذا العام، ولكن شاءت قدرة الله أن يكون الفراق أبديا بهذه الدنيا الفانية، لنرجو من الله أن يجمعنا به في {جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ. فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ}، إنه القادر على ذلك والله المستعان.
المحكمة العامة بمحافظة الزلفي