Al Jazirah NewsPaper Friday  06/03/2009 G Issue 13308
الجمعة 09 ربيع الأول 1430   العدد  13308
الأمير سلطان.. والفرحة بنجاح العملية
صلاح بن سعيد الزهراني

 

أنعم الله على عباده بنعم كثيرة، وأهمها نعمة التوفيق إلى طاعة الله، قال تعالى: (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (56) سورة القصص.

ومنها نعمة العلم ونعمة الصحة التي قيل فيها إن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى، والمرض هو اعتلال الصحة الذي يؤدي إلى نقصانها، ونقصان بعد اكتمال يورد الألم ويشعر الإنسان بالعجز أمام المرض، لكن الأمل دائماً في الله الذي بيده الشفاء وما جعل الله من داء إلا وله دواء، إلا أننا قد نعجز أحياناً عن معرفة هذا الدواء، وهنا ينشط العلم ليحقق الكثير من الإنجازات، وقد يكون الرد على عجزنا عن اكتشاف الدواء لبعض الأمراض قوله تعالى: (وما أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً) (85) سورة الإسراء، ومن أسباب الشفاء حسن الاعتقاد في الله والتداوي والأخذ بالأسباب والوسائل العلمية والدوائية، قال صلى الله عليه وسلم: (داووا مرضاكم بالصدقة).

طالعتنا وكالات الأنباء والصحف العالمية والمحلية بالخبر الميمون، الذي هللت له قلوب ملايين السعوديين شاكرة لله عز وجل نجاح العملية الجراحية التي أجراها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وتماثله للشفاء إن شاء الله، فهو سلطان الخير والعطاء، ذو الأيادي البيضاء على كل من ينشده المساعدة، فما قصده ذو الحاجة إلا تهلل وجهه بالبشر ولبى، وكأن الله عز وجل قد جعل على يديه تفريج كرب من يقصده من عباده، والرسول يقول إن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه، ولم لا يكون ذلك سلطان الخير والعطاء، وهو سليل المؤسس رحمه الله الذي جمع الله به شمل الأمة ووحد صفوفها وأرضها تحت راية لن تنكس أبداً بمشيئة الله عز وجل تحمل نص التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) فهذا الشبل من ذاك الأسد.

وما كان قصص القرآن إلا للعبرة والعظة، فهذا نبي الله أيوب قد مرض فصبر واحتسب، ودعا الله وأناب، وفي ذلك يقول رب العزة في محكم آيات كتابه الحكيم: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ) (83- 84) سورة الأنبياء.

إن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز قد أخلص لله عزَّ وجل ثم لبني وطنه، فأخلصوا لله دعاءهم له بظاهر الغيب، دعوا له بالشفاء متعلقين بالأمل والرجاء، وقد استجاب الله لهم ورد عليه صحته ورده سالماً إلى وطنه يرفل في ثياب الصحة والعافية، ترفرف حوله قلوب الملايين من المحبين، أسأل الله عز وجل أن يتم عليه نعمة الصحة وأن يكلأه برعايته، قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ) (31) سورة محمد. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيراً يصيب منه) رواه البخاري، وعن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله بها خطاياه) متفق عليه (والوصب هو المرض).

ومن الثابت عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط (رواه الترمذي). فمرحباً بعودتك يا سلطان الخير، أتمَّ الله عليك نعمه ظاهرة وباطنة وألبسك ثياب الصحة والعافية وكفاك كل الشرور، إنه هو اللطيف الخبير.

نسأل الله عزَّ وجل العفو والعافية في الدنيا والآخرة، وندعو لجميع مرضى المسلمين بالشفاء العاجل والتام، شفاء لا يغادر سقماً، هو الشافي وهو المعافي وهو القادر والقاهر فوق عباده وهو الغفور الرحيم.



*alkatbz@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد