لماذا كل هذا التكتل من الهموم؟ لماذا الرضوخ للأوامر المرهقة؟ لماذا الأجوبة المحيرة؟ أسئلة ترد وإجابات غير صريحة ومقنعة!!
|
هل هناك إنسان لا تأتيه أحزان، ولا تلامسه مضايقات وأسقام.. أم أن الخلق مستوون في ذلك؟ أو هذا في صعود يعقبه انحدار وذاك في انحدار ينتهي إلى الرضا والقرار، والبلاء على قدر الإيمان، والذي يُلقاها هم الصابرون.
|
إن الإنسان في حلقة من العنت والكبد لذلك قال عز من قائل: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ}
|
إن الحياة تتجاذبها الصراعات، وتلاحقها الأحداث تلو الأحداث فهذا حدث مفرح، وذلك مفجع ومحزن، والآخر بين سعادة يغمرها نشوة، ثم تأتيها الأكدار ويرتكبها الشيطان، فهي لما قبلها ساحقة، لكن السعيد من صبر؛ فالمقادير بيد مقدّرها، لذلك قال الأول:
|
هون على نفسك من سعيها |
فليس ما قدر مردود |
وارض بحكم الله في خلقه |
كل قضاء الله محمود |
متى أغرد والساعون للشر لهم في كل جدار باب ينفذون سمهم إليه ومع كل شخص لون يتلونون به وعليه، ومع كل بساط يمشون، ومن الخلق وباسم الحرية يطعنون كلماتهم تبرق يبث أسطرها السموم، ونباتهم لا يثمر إلا حنظلاً زؤوم، وقد قيل:
|
وكم من صديق وده بلسانه |
خؤون بظهر الغيب لا يتندم |
يضاحكني كرهاً لكيما أوده |
وتتبعني منه إذا غبت أسهم |
متى أغرد يا مالك وقلبي بات لا يتمالك الأجوبة في ضبابية صارخة ما تخرج من دائرة إلا وتكتنفك أختها تريد تحطيمها وطرقها لتصبح حلقة واحدة فلا تستطيع لما لها من ترسيخ في العقول وتماسك كشجر الصنوبر، في الصمود الكل يلف رأسك لينجو وما علم أنه مفتون.
|
|
|
|