Al Jazirah NewsPaper Friday  06/03/2009 G Issue 13308
الجمعة 09 ربيع الأول 1430   العدد  13308
التغيير وتدوير الوظائف التعليمية الكبيرة
عبد الله الصالح الرشيد

 

يدور الحديث بين حين وآخر على منابرنا الإعلامية وفي مقدمتها صحفنا المحلية، وفي أوساطنا الاجتماعية والثقافية وذلك عن ضرورة وأهمية التغيير والتجديد وتبادل المراكز وتدوير الوظائف الكبيرة في الإدارات الحكومية الهامة وخاصة في إدارات التعليم بنين وبنات بالمناطق والمحافظات وذلك لإتاحة الفرص للطاقات الشابة المتخصصة لتأخذ حصتها وتطبق اختصاصاتها وأفكارها النيرة من أجل تطوير مسارات التعليم ليخدم متطلبات العصر.. ومناسبة الحديث وأسبابه ولمزيد الإيضاح أنه لوحظ في السنوات الأخيرة وبطريقة لافتة أن عددا من مديري التعليم يظلون في مناصبهم إلى أن يحالوا إلى التقاعد بدون تغيير.. والذي يلحظ هذه الظاهرة عن بعد أو بنظرة سريعة يعتقد في قرارة نفسه ان بلادنا بما فيها من جامعات متعددة ومعاهد متخصصة وطاقات حية متجددة مؤهلة قد عقمت عن إنجاب قيادات تعليمية جديدة تحمل أفكاراً تعايش كل جديد وفق سنة الحياة المتطورة.. نعم هناك المئات بل الألوف من الطاقات المشتعلة حيوية ونشاطا وتأهيلا تتوق وتتطلع مثل من سبقها إلى تطبيق تخصصاتها وتحلم باستثمار طموحاتها بما يخدم وطنها ليساير ركب التقدم والرقي في عصر لا مكان فيه ولا مكانة للواقف والجامد والمتردد.. ولعل ما ذكرناه سلفاً يقودنا إلى التعمق في واقعنا المعاش في جميع الحالات المماثلة وأقصد بذلك ما تعانيه إدارات ومرافق أخرى في مؤسساتنا الحكومية من حيث ندرة التغيير في إداراتها حيث يظل المدير يهيمن عليها طيلة حياته الوظيفية وتظل الكفاءات النادرة المؤهلة والدماء الجديدة تتأكسد في ظل الجمود والرتابة والإهمال والتهميش.

ونعود أخيراً إلى ذكر بعض السلبيات ومظاهر الجمود التي تتمخض عن استمرار بعض مديري التعليم في مناصبهم إلى آخر يوم في العمل الوظيفي يأتي في مقدمتها كما هو ملحوظ غياب الكثير من المناشط الثقافية والرياضية والاجتماعية في المدارس وتهميش ارتباطات المدارس بأولياء أمور الطلبة، كما أن الكثير من مديري المدارس وأقسام إدارات التعليم في المناطق والمحافظات نالهم نصيب من الحظوة في البقاء والاستحواذ على مراكزهم دون تغيير أو تبديل أسوة برؤسائهم الكبار.. لذا لا نستغرب إذا غاب التطوير والتجديد وساد الروتين واللامبالاة.. ومن هنا نتساءل ونقول أين لجان تقويم مسار هذه الحالات وأهمية تحديد الزمن المناسب للوظائف الكبيرة، فهل نرى وزارة التربية والتعليم بهمة وزيرها الشهم الهمام سمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد وهي تضخ في مسارات التعليم ومرافقه الدماء الجديدة المؤهلة لتأخذ مكانها الصحيح وتعطي الفرصة للعطاء والإبداع في إدارات التعليم (بنين وبنات) وأن ندع جانبا تلك المقولات المتشائمة المثبطة كقولنا - ليس في الإمكان أحسن مما كان - أو نردد بأنانية مكشوفة مقولة - السكون أحلى ما يكون -.



abo.bassam@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد