إذا خاطبتك نفسك وقالت:
لا أعرف فقل لها يا نفس تعلمي
وإن قالت لا أقدر فقل لها حاولي
وإن قالت مستحيل فقل لها جربي
وإن قالت جربت فقل استمري وواصلي
وإن قالت لم ينفع فقل غيري واستبدلي
وإن قالت أخاف أن ينتقدني الناس فقل لها وما الجديد فقد سُب خير البشر محمد عليه الصلاة والسلام، ولا يمكن أن يرضى عنك الناس كلهم فلا تطلبي المحال، لن ينصفك أحد؛ فالعدو مبالغ في الذم، والصديق مجامل في الثناء. وإن قالت حاولت ففشلت وجربت فخسرت، فقل إن كنت فشلت مرة فقد نجحت مرات ومرات، وإن كنت خسرت يوما فقد كسبت أياما وأياما.
وإن قالت أخاف أن أخطئ فقل ومن ذا الذي لم يخطئ؟ ولا معصوم بعد الرسل، يا نفس اخطئي ثم اخطئي وتعلمي واستمتعي، يا نفس من حقك أن تتعلمي فلا تعلُّم بلا خطأ ولا نجاح بلا فشل. وإن قالت صحيح، ولكن انظر لفلان وفلان فقل لا، لا لن أنظر إليهم؛ فكل إنسان يختلف عن الآخر، ولا يصح أن نقارن بين مختلفين، بل انظر لك كيف كنت؟ وأين أصبحت؟
وإن قالت صدقت ولكن... فقل عفواً اصمتي، الأمر لك والقرار بيدك، فاختاري ما تريدين، إما الفوز أو الخسارة {لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أو يَتَأَخَّرَ} (37) سورة المدثر.
لو استطعنا أن نحاور أنفسنا بهذه الطريقة لأعدنا توازننا لأنفسنا ورفعنا مستوى ثقتنا بها.
فأحسن الظن بربك، وثق بنفسك، واستمتع بحياتك، وانطلق إلى حيث يجب أن تكون.
ياسر الحزيمي