الجزيرة - سعود عبدالله الهذلي
أكد وكيل الحرس الوطني ورئيس اللجنة التنفيذية للمهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية 24) الدكتور عبد الرحمن بن سبيت السبيت ل«الجزيرة» أن مهرجان هذا العام يزخر بالبرامج والأنشطة، إضافة إلى فعاليات متفردة يقدمها نخبة من الخبراء والعلماء في مجال التراث والثقافة والفن، ويأتي مواكباً للنهضة التي تعيشها المملكة العربية في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين.
وحول مدلولات الرعاية الملكية لمهرجان الجنادرية في كل عام قال السبيت: رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- للمهرجان الوطني للتراث والثقافة وتشريفه لحفل الافتتاح هو امتداد لدعمه ورعايته -حفظه الله- للفكر والإبداع بشكل خاص.. ولكل مجالات التنمية والنهضة بشكل عام. والمهرجان فكرة وثمرة من فكره وعطائه، وغرس خير من يده الكريمة في مجال التراث والثقافة..
مؤكداً أن حضوره ورعايته -حفظه الله- تعني الكثير، فقيادتنا الكريمة عرفت بتواصلها مع مواطنيها.. وباحتضانها لكل ما يخدم الوطن والمواطن.. وهو تأكيد على أهمية الدور الذي يناط بدور الثقافة والتراث والفكر في مسيرة التنمية.
وعن إسناد تنظيم مهرجان الجنادرية للحرس الوطني أبان إن اضطلاع الحرس الوطني بشرف تنظيم المهرجان هو لاشك فخر وشرف لكافة منسوبيه، وهو أيضا امتداد لرسالته الحضارية، لأن الأمن وفق المفهوم الشامل كل لا يتجزأ.. فالأمن الاجتماعي والثقافي لا يقل أهمية عن الأمن العسكري، ومهمة الحرس الوطني الأساسية هي بالتأكيد مهمة عسكرية أمنية، لكن المهام الأخرى الحضارية، مثل التعليم والثقافة والصحة والنواحي الاجتماعية والمدن الإسكانية، والإعلامية.. هي أيضا مهام أساسية يقوم بها الحرس الوطني. وهي فلسفة أسسها سيدي خادم الحرمين الشريفين بأن الحرس الوطني مؤسسة حضارية متكاملة.. لذلك فليس غريبا أن ينظم الحرس الوطني هذا المهرجان، وأن ينجح في ذلك.
وحول اختيار موضوع (الإسلام حوار الثقافات - الخصوصية والمشترك) في مهرجان هذا العام قال السبيت: المهرجان ومن منطلق رسالته في مناقشة المستجدات الحضارية والثقافية رأى أن موضوع حوار الثقافات موضوع ملح ومهم.. لذلك كان من أهم خياراته للموضوعات التي تم اقتراحها لموضوع هذا العام.. وبعد الرفع بعدة موضوعات للمقام السامي كان التوجيه باعتماد موضوع (الإسلام وحوار الثقافات.. الخصوصية والمشترك). ولاشك أن هذا الموضوع مهم جداً لاعتبارات موضوعية أساسية، وذلك من أجل الحفاظ على ثقافتنا وهويتنا، لفهم الآخر وثقافته وتوجهاته.. لأن هناك قناعة بأن لدى الشعوب من المشترك أكثر بكثير مما لديها من المختلف حوله وفيه.. ومن هنا جاءت فكرة موضوع (الإسلام وحوار الثقافات - الخصوصية والمشترك) موضوعاً رئيسيا لمهرجان هذا العام 1430هـ.
وحول النظرة لمبدأ الحوار وثقافة الحوار في المجتمع السعودي قال: الحوار مهم جدا في حياتنا، ويجب أن يبدأ من محيط الأسرة؛ فالأسرة التي لا تتحاور مع أبنائها وتتعرف على مشاكلهم وآمالهم وتطلعاتهم، يحدث جفاء بينها وبين أبنائها وربما تتفاقم المشاكل الصغيرة و تتحول إلى مشاكل لا يمكن حلها, بل إن غياب ثقافة الحوار في الأسرة يؤثر سلبيا على بناء شخصية الأبناء.
وفي المدرسة يجب تنمية ملكة التفكير والحوار بين الطلاب، ونبذ الفكر الإقصائي، لأن عالم اليوم مجتمع صغير متعدد الثقافات. أما في مجتمعنا فأعتقد أن الحوار والمناصحة من أهم ما يحصن شبابنا من اعتناق فكر الفئة الضالة، والعودة إلى جادة الصواب والمساهمة في البناء والتطوير وليس الهدم والتدمير.
وعن مضامين الرسالة التي يحملها المهرجان الوطني في دورته 24 قال سبيت السبيت: الرسالة التي يحملها المهرجان في دورته 24 هي نفس الرسالة التي يحملها في كل عام.. وهي الاحتفاء بالوطن من خلال تراثه وثقافته وماضيه ورجاله.. المهرجان رسالة من الماضي والسلف للحاضر والخلف، ورسالة من الحاضر للمستقبل وللأجيال الصاعدة.. المهرجان يقدم معادلة الماضي والحاضر والمستقبل في منظومة متناغمة ومنسجمة، تفاصيلها تراث الوطن، وثقافة وفكر الأمة.. وتطلعات وطموحات الأجيال.. وترسيخ قيم هذا الشعب وهذا الوطن.. وهي قيم الإسلام ومبادئه ومثله.
أما ضيف الشرف لهذا العام فستكون دولة روسيا الاتحادية، وستقدم الكثير من الحرف في صالة كبرى في الجنادرية متخصصة لهذا الأمر.. كما ستقدم العديد من الجوانب الفولكلور الروسي.
وحول تفاعل الدول الخليجية والعربية مع مهرجان الجنادرية، قال السبيت: غني عن القول إن المهرجان تجاوز النطاق المحلي إلى النطاق العربي والدولي، ليصبح واحداً من المهرجانات في العالم العربي، خصوصا والعالم أجمع، وحضور هذا العدد الكبير من الأسماء البارزة ثقافيا وسياسيا وطرح المهرجان قضايا عالمية مؤثرة، جعل المهرجان يتحول إلى صفة العالمية، ليكون معروفا لدى الكثير من المفكرين ومراكز البحث والدراسات.
وفيما يتعلق بنصيب النساء ومشاركاتهن في هذا المهرجان قال: لعل أهم ما يستحق التنويه هو أن المهرجان ولأول مرة اعتمد دخول العوائل بدلاً عن دخول النساء فقط في السابق، ففي هذا العام سيكون الأسبوع الأول مخصصا للرجال فقط، وفي الأسبوع الثاني من المهرجان واعتباراً من صباح يوم الاثنين سيكون مخصصاً للعوائل لمدة ثلاثة أيام. وهناك نشاط ثقافي نسائي متواز مع النشاط الثقافي العام سيكون في قاعة مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالمربع، يشمل ندوات ومحاضرات وأمسيات شعرية.
وحول المشاركات الداخلية قال: هناك العديد من الجهات الحكومية وغير الحكومية المشاركة في المهرجان سواء على شكل أجنحة أو مقرات أو مشاركات، وهي تقارب خمسين جهة حكومية وغير حكومية.
وحول العدد التقريبي للزوّار هذا العام قال السبيت: قياسا على الأعوام السابقة فإننا نتوقع أن يزيد زوار قرية الجنادرية على مدى أربعة عشر يوما في هذا العام أكثر من مليون زائر وزائرة.
وفي نهاية كلمته قال: هذا المهرجان هو مهرجان لكل الوطن.. وهو رمز للاحتفاء بالماضي، وتأكيد للحاضر.. واستشراف للمستقبل.. ومن المهم أن نرى من خلاله ماضينا وما عمله أسلافنا.. عاشوا على أديم هذا الوطن بعزتهم وكرامتهم.. وأورثونا هذا الكيان الذي نستظل به ونفخر به أمام الأمم.. وواجبنا
أن نصنع للأجيال القادمة ما يفخرون به لمواصلة المسيرة والعطاء.