أبها - خاص بـ(الجزيرة)
أكد نائب رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة عسير الشيخ محمد بن محمد البشري على الدور الكبير الذي تقوم به جمعيات التحفيظ في الحفاظ على النشء، وتربيتهم على مائدة القرآن الكريم، وحفظ كتاب الله، وقال: إن الجمعية الخيرية بمنطقة عسير أتمت عامها الأربعين وأثمرت ولله الحمد في تحفيظ 1484 حافظاً وحافظة لكتاب الله، وثمن الشيخ البشري الدور الذي تقوم به الدور الذي تقوم به المسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم في إيجاد التنافس بين الشباب والفتيات في حفظ كتاب الله، جاء ذلك في حوار (الجزيرة) مع الشيخ محمد البشري وفيما يلي نصه:
* بداية نود أن تحدثونا بلغة الأرقام عن عدد الدارسين والدارسات في الجمعية؟
- تعد الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة عسير من أقدم الجمعيات في المملكة حيث تم تأسيسها في عام 1390هـ، وقد أتمت إلى الآن 40 عاماً من عملها، ولا شك أن هذا العمر أثمر ولله الحمد ثماراً يانعة من تخريج الحفاظ لكتاب الله عز وجل فقد بلغ عدد الحفاظ منذ تأسيس الجمعية إلى الآن (1484) حافظاً وحافظة، ويدرس فيها في الوقت الحاضر ثلاثة وعشرون ألفاً وتسعمائة وتسعة وثمانون دارساً وأربعة عشر ألفاً ومائة وأربعون دارسة ولله الحمد والمنة.
* وما الجديد لدى الجمعية في إطار تنفيذها لرسالتها القرآنية؟
- الجديد كثير ولله الحمد، فقد تم تدشين موقعنا الخاص على شبكة الإنترنت، وكذلك إقامة معرض دائم في مقر الجمعية يهتم بعرض الوسائل الحديثة والطرق المبتكرة التي تساعد على حفظ كتاب الله عز وجل والاهتمام به، وكذلك إقامة دورات تدريبية للمعلمين في الحلقات عن وسائل تطوير العمل داخل الحلقات، بإذن الله تعالى.
* تدخل المسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم هذا العام عامها الحادي عشر، كيف وجدتم المسابقة من خلال دوراتها العشرة الماضية من كافة جوانبها وما رؤاكم لتطويرها؟
- الأمير سلمان من أهل الخير الذين يسعون جاهدين لمد يد العون للأعمال الخيرية بعامة وقد اهتم سموه بنشاط حفظ القرآن الكريم وشجعه بهذه المسابقة التي أصبحت الآن من أهم المسابقات المحلية في مجال حفظ القرآن الكريم، وهذا النجاح الكبير الذي تحقق للمسابقة نحسبه من علامات إخلاص هذا الرجل، فله منا الدعاء بالتوفيق والسداد.
أما بالنسبة لهذه المسابقة العظيمة فلا شك أننا نجد ثمارها واضحة في الميدان وذلك بالتنافس الكبير بين أبناء المنطقة، وقد انعكس تماما على قوة الحفظ والمراجعة من الطلاب، وكذلك شهدت الحلقات نشاطا وحيوية أكثر من أبنائنا الطلاب، وأتمنى فتح الباب للفائزين الثلاثة من كل فرع وعدم الاكتفاء بالفائز الأول من كل فرع فقط، ولا مانع من تجزئة الجائزة بينهم.
* يرى الكثير من المتابعين لرسالة الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم الدور الكبير الذي تقوم به في تخريج جيل من الناشئة والشباب (بنين وبنات) حافظين وحافظات لكتاب الله ملتزمين بهديه، وأحكامه وآدابه في سلوكياتهم وتعاملاتهم، ما أبرز الوسائل التي انتهجتها الجمعية في تحقيق هذه الرسالة المباركة؟
- مما لا شك فيه أن القرآن الكريم كلام الله من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن تخلق بأخلاقه فقد أصاب مشكاة النبوة فقد سئلت عائشة - رضي الله عنها - عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: (كان خلقه القرآن)، وإنه ما ضل من ضل وانحرف من انحرف إلا عندما تركوا كتاب الله وابتعدوا عنه ولم يطبقوه في حياتهم ويجعلوه نبراساً لهم في هذه الحياة. وبناء عليه فقد أولت الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة عسير هذه النقطة أهمية بالغة فحثت جميع الحلقات والدور النسائية التابعة لها بأهمية تخريج أعداد كبيرة من حفاظ وحافظات القرآن الكريم، ولله الحمد والمنة فالعدد يتزايد عاماً تلو الآخر، وهذا بفضل الله وعونه وتوفيقه.
* أسهمت جمعيات تحفيظ القرآن الكريم إسهاماً كبيراً من خلال رسالتها القرآنية في ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال في نفوس وأفهام طلابها وطالباتها على مدار السنوات الماضية مما كان له أكبر الأثر في التأكيد على هذا المنهج، وفي كشف أصحاب الأفكار الغالية والمتطرفة وتعريتهم، وبالتالي حماية النشء والشباب من الغلو والتطرف، وصيانتهم من الانحرافات الفكرية والسلوكية والعقدية؟
- من فضل الله علينا في الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة عسير التأكيد دوما وأبدا على مبدأ الوسطية والاعتدال وأن لا يدرس في الحلقات سوى كتاب ربنا عز وجل، ومن كان في فكره لوثة تطرف أو غلو فإنه يتم التعامل معه بالأسلوب المناسب من حيث توجيهه وإرشاده ما استطعنا فإن لم نستطع فإننا نبعده من حلقات أبناءنا في المساجد ونسأل الله أن يهدي ضال المسلمين.
* لوحظ أن الجمعيات الخيرية ومؤسسات تعليم القرآن الكريم في هذه البلاد المباركة تتفاوت من حيث الاستفادة من التقنية الحديثة المتمثلة في التطور التقني المطرد في وسائل الإعلام والاتصال في القيام برسالتها تجاه كتاب الله بل إن العديد من هذه الجمعيات سعت إلى إيصال هذه الرسالة القرآنية إلى مختلف الأرجاء ونجحت في ذلك بفضل الله، في ضوء ذلك كيف يمكن أن نطور عمل هذه الجمعيات للوصول بالرسالة القرآنية إلى أعلى درجاتها على مختلف الصعد؟
- يمكن لنا من خلال توفر الإمكانات المادية الجيدة لمثل هذه الخدمة الجليلة، لأنها تحتاج إلى دعم مالي كبير وإلى أجهزة ومركز معلومات وغيرها، مع توفر الإمكانات البشرية الكافية والتي لديها الخبرة في استخدام هذه التقنية، إضافة إلى تدشين موقع لكل جمعية يكون فيه كل ما يتعلق بالجمعية من أخبار ورسائل ودروس وخطب عن القرآن الكريم ودعوة غير المسلمين وتحبيبهم لكتاب الله عز وجل، وكذلك فتح بريد إلكتروني لكل جمعية يتم من خلاله إرسال رسائل إلى القوائم البريدية المسجلة فيه والتواصل مع الجهات الداخلية والخارجية من خلاله.
* تعاني العديد من جمعيات تعليم وتحفيظ القرآن الكريم من نقص أو قلة الموارد المالية مما أعاق كثيرا من برامجها تجاه كتاب الله، كيف يمكن أن نعالج ذلك؟ وتمكين تلك الجمعيات من تنفيذ رسالتها القرآنية على أكمل وجه؟
- بلا شك أن المال عصب الحياة، وإن كثيرا من المشاريع القرآنية والخيرية بصفة عامة تكون رائعة من حيث الفكرة ولكن تصطدم أخيرا بالعائق المادي مما يضطر بالقائمين عليها إلى إلغاء هذه المشاريع أو التقليل من حجمها فتخرج بفائدة محدودة بخلاف ما رسم لها من فوائد جمة، ولذلك ينبغي لكل جمعية خيرية أن تجعل من أولوياتها إيجاد موارد مالية ثابتة تدر عليها بالخير العميم، وأكبر هذه الموارد الأوقاف القرآنية الثابتة، والأفكار التجارية الرائعة التي تسعى لاستقطاب الدخل المادي الكفيل بسد احتياجات الجمعية.
* ما الصعوبات التي تواجهها الجمعيات في تنفيذ خططها ومشاريعها التطويرية لرفع كفاءة العاملين فيها من موظفين ومعلمين، وكذا الملتحقين بها من طلاب وطالبات؟
- قلة الموارد المالية للجمعيات من أبرز العقبات، مما يجعلها تختصر كثيرا من نشاطاتها وكذلك القلة في عدد موظفيها، مما ينعكس سلبا على أداء الجمعيات وينعكس على ضآلة الإعانة السنوية التي لا تفي بشيء، مع دعائنا لولاة أمرنا بكل خير، وكذلك قلة التعاون من المجتمع لأهمية دور حلقة القرآن الكريم في تربية أبناءنا فقد نلمس عدم الاهتمام بحضور وغياب الطلاب من الحلقة، بينما نجد الحرص والاهتمام بالحضور في المدارس النظامية، ونحتاج إلى حملة إعلامية كبيرة لبث الوعي بين أفراد المجتمع بأهمية دور حلقات القرآن الكريم في المجتمع وكذلك التعاون مع المدارس النظامية في غرس الحب والاهتمام بهذه الحلقات.
ونتمنى لو أن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد توجه خطاباً لسمو وزير التربية والتعليم ومديري المعاهد والكليات للتعاون مع الجمعيات بإعطاء الطالب المنتظم في الحلقات ميزة عن غيره من الطلاب وذلك بزيادة الدرجات وغيرها، ليكون ذلك دافعا له بالالتحاق والانتظام في الحلقات.