تحدثت في الجزء الأول من مقالتي عن مدى فخر مجتمعنا السعودي بشبابه مع التأكيد على أهميته، وأوضحت المخاطر التي تكتنف هذا المصدر الذي يتمثل في الإدمان على الجلوس في الاستراحات التي أصبحت لا تخص الشباب فقط بل شملت الآباء، وتحدثت عن بدايات هذا الداء وما يشتمل عليه من تبعات واليوم نستكمل حديثنا ببيان آثار هذا المرض التي تتمثل في:
1- وأد الأوقات وطول السهر.
2- إضاعة الصلاة بالمساجد والنوم عن صلاة الفجر.
3- إضاعة حقوق الآباء والأبناء والزوجات.
4- ضعف الطلاب دراسياً.
5- ضعف الإنتاج اليومي للموظفين والعمال.
6- ضعف ثقافة المجتمع بسبب تلك الأعمال التي لا تطور الفرد.
7- ضعف الصلات الاجتماعية بين الأقارب والجيران.
8- إيجاد ملاذ لأهل الفكر الضال ومن ماثلهم من مروجي المخدرات والخمور.
9- إخراج جيل محدود الثقافة واهن القوى.
وفي هذه العجالة لا يفوتني أن أؤكد أن ضرر تلك الاستراحات أكثر من نفعها وأنها قد سرقت الأبناء من آبائهم والأزواج من زوجاتهم وأثرت على فكر وإنتاج الفرد السعودي وأصبحت عائقاً من عوائق التنمية، ومما يخفف ضررها الحلول الآتية:
- التوعية الشاملة في بيان مخاطر الاستراحات وذلك عبر القنوات التالية: (وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، تبني وزارة التربية لتوعية منسوبيها من المعلمين والطلاب ولا سيما أنهم أكثر رواد تلك الاستراحات، طرح هذه الظاهرة عبر الخطب والمحاضرات والندوات التي ترعاها وزارة الشؤون الإسلامية بيان آثارها على ثقافة العمل عن طريق وزارة العمل ووزارة الخدمة لأنهما معنيتان بالتوظيف، مناقشة تلك الظاهرة عبر الحوار الوطني ومجلس الشورى، ممارسة وزارة الداخلية لضبط وضع الاستراحات وترقيمها وتحديد وقت لإغلاقها).
- تنمية دور الأندية الرياضية وممارستها لكل أدوارها لا قصرها على الجانب الرياضي.
- فتح مزيد من الأندية الأدبية في المحافظات.
- فتح مراكز التدريب التي تركز على تنمية الموارد البشرية.
- تنظيم الأعمال التجارية والصناعية والقضاء على التستر وإتاحة الفرصة للفرد السعودي في العمل.
- فتح مراكز الأحياء بكل مدينة وقرية وملئها بالأنشطة المفيدة.
- بث ثقافة المشاركة في الأعمال التطوعية والخيرية.
- إيجاد المعارض التي تسوق المنتجات الفردية.
- العناية بحدائق الشباب وملاعب الأحياء.
وختاماً وليس أخيراً إذا لم نصلح مجتمعنا ولم تكن لدينا نظرة استراتيجية فسنستمر في موقع متأخر بالنسبة للشعوب المتقدمة، ولا سيما أننا نعيش في أمن ورغد عيش يتمناه بعض الأصدقاء قبل الأعداء، وبهذه السطور أنادي رواد تلك الاستراحات أن يتقوا الله ويعلموا أنهم مسؤولون عن أعمارهم وأوقاتهم وأن كل واحد منهم يشكل لبنة من لبنات المجتمع فأين يكون؟! ثم إنني أسائل النخب من العلماء والمثقفين والمسؤولين أن يهتموا بأبنائهم في إيجاد المحاضن النافعة التي يكون فيها الاستغناء عن تلك البيوتات البعيدة عن رقابة المجتمع الأمر الذي سينعكس اثره على المجتمع بكامله. وقبل الختام أشير إلى أن هذا الطرح لا يشمل الاستراحات المنظمة التي تخلو من السلبيات المشار إليها والله أسأل أن يوفق الجميع للنجاح في دينهم ودنياهم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالدوادمي
mash3181@gmail.com