الطائف - متابعة وتصوير - فهد سالم الثبيتي:
تلك الطفلة الصغيرة لم تكن تعلم بأن قدرها سيُسقطها في أيدي ذلك المُفترس والذي كان يُخطط لاختطافها بعد أن عادت أمس من مدرستها، فقد احتجزها في درج العمارة التي تسكنها مُتحرشاً بها، لكنها دفعته وأطلقت صيحات لم تصل إلا لأذن الأم وحدها، ومن ثم هرعت لنجدة صغيرتها ليهرب المُتحرش ويسقط في قبضة والدها والذي سلمه للجهات الأمنية بالطائف التي باشرت الحالة.
الطفلة ياسمين.. وافدة مصرية كانت قد عادت مع سائق من مدرستها تحمل شنطتها الدراسية وهي تتشوق للقاء والدتها، إلا أن فرحتها تحولت لبكاء عندما تابعها وافد يمني وهي تصعد عبر الدرج المؤدي إلى حيث تسكن بعمارة في حي الشرقية، وقد تمكن من الإمساك بها وحاول خلع ملابسها متحرشاً بها وعازماً اغتصابها ورُبما خطفها، ولم تنقذها، بعد مشيئة الله، إلا صيحاتها التي سمعتها الأم التي بادرت بعد استعادة ابنتها، إلى الاتصال على والد الطفلة، وقد حضر على الفور إذ لم يكن بعيداً عن المنزل، وأعطت الأم وصفاً سريعاً للجاني، لكنه كان كافياً ليرشد الأب إليه، فقد كان يرتدي بدلة رياضية زرقاء اللون.
وفي غمرة الانزعاج من الواقعة بحث الوالد سريعاً في الجوار، وفي ذلك الوقت كان الوحش البشري يجلس بالقرب من أحد المحلات بالحي، وأدرك سريعاً أن الشخص القادم نحوه يقصده، ومن ثم فقد حاول الهرب، لكن الأب المشحون بثورة غضب تمكن من اللحاق به والقبض عليه بمساعدة أهل الحي.
وقد أحيلت الحالة لمركز شرطة الفيصلية، وقد ظهرت على الجاني احتمالات أن يكون مخموراً، وادعى أنه كان قادماً من حي النزهة لحي الشرقية، وأنه يتواجد بشكل يومي بالحي الذي كان مسرحاً للواقعة. وقال والد الطفلة أن الأهالي أبلغوه بأن الجاني ويتواجد باستمرار بالقرب من مدارس البنات، ورُبما كان يُخطط لخطف طالبات أو استدراجهُن والتحرش بهِن.
وقال والد الطفلة لـ (الجزيرة) إن الاتصال السريع الذي تلقاه من زوجته ساعد في سرعة القبض على الرجل الوحش.