Al Jazirah NewsPaper Thursday  05/03/2009 G Issue 13307
الخميس 08 ربيع الأول 1430   العدد  13307
عبدالعزيز الخويطر كما عرفته

 

لم أعرف عن عبدالعزيز الخويطر شيئاً عندما عُينت معيداً بجامعة الملك سعود سنة 1379هـ - 1959م. كان الأستاذ ناصر المنقور هو القائم بأعمال الجامعة بعد وفاة مديرها المؤسس الأستاذ الدكتور عبدالوهاب عزام رحمه الله وحين وصلت مع زميلي محمد الشامخ لندن في أوائل عام 1960م وذهبنا إلى مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن، قيل إن عبدالعزيز الخويطر كان هنا، وحصل على الدكتوراه من قسم التاريخ وعاد إلى المملكة، ثم علمنا بعد ذلك انه عمل بجامعة الملك سعود وأنه عُيِّن وكيلاً لها وقيل لنا: ان الدكتور عبدالعزيز الخويطر قد أمضى بجامعة لندن مدة طويلة لانه تحول من تخصصه السابق في اللغة العربية إلى تخصص جديد وهو التاريخ.

وكانت مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية تعجُّ في ذلك الزمان بكبار المستشرقين منهم جب وسارجنت وبرنارد لويس. لم أعرف الدكتور الخويطر معرفة حقيقية طوال فترة الابتعاث ولكن أسرة الخويطر لم تكن غريبة علىّ، إذ أذكر حينما كنت طفلاً وطالباً بالمدرسة الخالدية الابتدائية في حي جرول بمكة المكرمة أن منزل الشيخ علي الخويطر كان مواجهاً لباب مدرستنا تماماً. وكان الشيخ رحمه الله يعمل كما قيل مع عبدالله السليمان في وزارة المالية. ما علاقة عبدالعزيز الخويطر بعلي الخويطر؟ لا أدري وأين كان عبدالعزيز في ذلك الوقت، في ستينيات القرن الهجري الماضي؟ لا أدري.

المهم ان استقبال وكيل الجامعة الدكتور عبدالعزيز الخويطر للمبتعثين العائدين بالدكتوراه من بريطانيا وإيران عام 1386هـ - 1966م كان استقبالاً حافلاً، فقد كنّا ستة وذلك عدد مهول لم تشهد له البلاد مثيلاً فالذين يحملون الدكتوراه من السعوديين في ذلك الزمان يعدون على الأصابع لعل أولهم الدكتور عبدالعزيز الخويطر في جامعة الملك سعود، وقد ذهبنا مع الأستاذ عبدالله النعيم إلى مجلس الوزراء بحديقة الفوطة حيث استقبلنا جلالة الملك فيصل رحمه الله استقبالاً أبوياً رائعاً، وألقى فينا كلمة لا نزال نفخر بها ونتذكرها ولا شك أن الدكتور الخويطر قد بدأ يشعر منذ ذلك العام بشيء من الثقة والطمأنينة.

فلقد كان وحده في الجامعة أو هو وزميلان فقط ولكن ها هم الزملاء وأولاد العم يكثرون ويتكاثرون فبدأت السَّعودة منذ ذلك الحين وتغير وجه الجامعة.

إن ما قدَّمه الدكتور عبدالعزيز الخويطر للجامعة وللتعليم يحتاج إلى صفحات وصفحات فما بالك بالأعمال العظيمة الأخرى التي أنجزها أو أسندت إليه ولا يزال، على أن الدكتور الخويطر لم ينس وهو في زحمة أعماله ومشاغله الكثيرة مهمته الأولى كتربوي وكاتب وأكاديمي ومفكِّر، فجاد قلمه الرائع بالكثير من المؤلفات والكتابات الجيدة والأصيلة، ولكن كتابات الصديق عبدالعزيز الخويطر مهما كثرت لا تمثل في الحقيقة سوى الجانب اليسير اليسير من شخصيته، فهو يسحرك ببساطته وعفويته عند لقائك به، بل ويأسرك بأحاديثه الشيقة وإنسانيته.

أتمنى لحبيبنا الدكتور عبدالعزيز الخويطر المزيد من التوفيق والنجاح وادعو الله له ولنا بحسن المآب.

أ.د. منصور إبراهيم الحازمي
أكاديمي وناقد معروف



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد