غزة - شرم الشيخ - بلال أبودقة:
يقول مراقبون سياسيون وخبراء اقتصاد فلسطينيون لـ(الجزيرة): برغم أن مؤتمر الإعمار الذي عقد الاثنين في شرم الشيخ جمع مبلغا يفوق ما تصبو إليه السلطة الفلسطينية في خطتها إلا أن هذه الأموال (4 مليارات و481 مليون دولار) التي ستقدم مساعدات للاقتصاد الفلسطيني لن تكون قادرة على تنفيذ خطة اقتصادية شاملة دون إتمام المصالحة الوطنية حتى لا تواجه عملية إعادة الإعمار مشاكل على الأرض حين التطبيق.
وما أكد عليه المراقبون (كان يجب أن يتم تحميل إسرائيل مسؤولية ما حدث في غزة من دمار، وأن يُجبر العدو الإسرائيلي على دفع تكلفة ما تم تدميره أثناء الحرب).
ويتابع الخبراء: هذه الأموال ستكون مجرد إنفاق، وهناك تخوف كبير الأول: أن هذه الأموال لم تتعد كونها تعهدات والتجربة الفلسطينية تقول إن التعهدات غالبا ما تكون ضعف الالتزام والصرف الفعلي، والخوف الثاني: له علاقة بالتنفيذ، فهل التنفيذ سيكون في ظل إغلاق المعابر والمصالحة الوطنية التامة.
وعن إمكانية تنفيذ الإعمار في ظل الاشتراطات الدولية يقول الخبراء والمراقبون: هذه الاشتراطات ستكون موجودة وبقوة، فلا يوجد (مساعدات بريئة) وان كل المساعدات قائمة على اشتراطات سياسية، فلن تكون هذه المساعدات بعيدة عن المشروع السياسي الذي بدأ في انابولس، وبالتالي من الطبيعي أن نشهد تطرقا واضحا للمانحين لشروط السياسية، ولكن السؤال الحقيقي (هل هذه الاشتراطات ستكون مقبولة فلسطينيا؟).
كما وأشار الخبراء إلى تجربة مؤتمر باريس الاقتصادي المماثلة لمؤتمر شرم الشيخ مؤتمر باريس الاقتصادي الذي كان مؤتمرا اشمل وأضخم من مؤتمر إعادة الإعمار في شرم الشيخ وساهم بإنعاش الاقتصاد الفلسطيني وانتظام دفع الرواتب إلا أن تأثير ذلك على الاقتصاد الفلسطيني وإنتاجيته كان صفرا، فما يقود عجلة النمو في الاقتصاد الفلسطيني هو الاستثمارات الخاصة بالرغم من أهمية الإنفاق الحكومي، والمساعدات الخارجية.
ويؤكد الخبير السياسي، د.رياض الأسطل، أستاذ التاريخ والعلوم السياسة في جامعة الأزهر بغزة ل(الجزيرة) أن عملية إعادة إعمار غزة لا يمكن أن تتم في حال فشلت مساعي الحوار الفلسطيني و(حتى لو توفرت أموال الدنيا)، ويوافقه القول الخبير الاقتصادي (د.نصر عبد الكريم) الذي قال: إن عملية إعادة إعمار غزة لا يمكن أن تتم في حال فشلت مساعي الحوار الفلسطيني، ما سيكون مجرد جهد إغاثي، وهذا أمر لم يتوقف يوما، ولكن المأمول من مؤتمر إعادة الإعمار ليس تقديم جهد اغاثي للمنكوبين، ولكن: (إذا ما تعثرت خطوات المصالحة ووصلت إلى حائط مسدود عندها لن يكون هناك إعادة إعمار، فليس من الممكن أن تكون هناك إعادة إعمار بمبالغ بسيطة تمر بشكل غير رسمي وغياب مواد البناء الأساسية).
والأهم من كل ذلك، يقول الخبراء والمراقبون هو إجبار إسرائيل على فتح المعابر ورفع الحصار؛ فمؤتمر شرم الشيخ يكشف أن القرار لا يزال في تل أبيب، فإن لم تفتح إسرائيل المعابر وترفع الحصار يمكن أن تصل الأموال دون أن نجد المواد اللازمة للتنفيذ المشاريع وإعادة الإعمار.