الخرطوم - (موفد الجزيرة) - بندر الحربي:
تغير حال العاصمة السودانية الخرطوم أمس بعد الساعة الرابعة عصراً من الهدوء إلى انطلاق ما أسمي بتظاهرات الغضب الهادر، حيث ما أن أعلنت المحكمة الجنائية الدولية قرارها بإصدار مذكرة اعتقال الرئيس البشير حتى خرج السودانيون رجالاً ونساء وأطفالاً وشيوخاً في نواحي الخرطوم الثلاث وفي الخرطوم الوسط وأم درمان وبحري.
وقد تركزت المسيرات أمام مجلس الوزراء السوداني الذي تجمع حوله المئات من المواطنين ودارت حوله الكثير من المسيرات المؤيدة للرئيس عمر البشير، وقد انتشرت قوات الأمن السودانية للمحافظة على الأمن وبالذات حول السفارات والبعثات والمنشآت الأجنبية فتمركزت قوات مكافحة الشغب والشرطة والجيش الأمني في الشوارع من حول مفاصل العاصمة السودانية.
وقد كانت جميع المظاهرات والمسيرات ذات طابع سلمي وألقيت الخطب المنددة بمذكرة الاعتقال التي نادت بالالتفاف حول الرئيس البشير والتكاتف معه، كما رفعت صوراً معادية للمدعي العام للمحكمة الجنائية وحمل المواطنون الصور الخاصة بالرئيس البشير والشعارات المؤيدة له، وكان اليوم الذي سبق إصدار المذكرة قد شهد نوعاً من التأكد لدى المواطن السوداني بأن المذكرة سوف تصدر، فمع بعض التكهنات حول التأجيل أو عدم الصدور، إلا أن الغالب على الرأي العام السوداني والشعبي منه كان أن المذكرة آتية لا محالة.
وعندما استعرضت (الجزيرة) بعض آراء الموطنين حول هذا الأمر كانت وجهات النظر متقاربة فمنهم من يرى أن الأمر لا يتعدى أنه ضغط على السودان وأن المحكمة برمتها أداة مسيسة وتهدف إلى أغراض سياسية، فيما يتساءل البعض ويقول: إذا كان الأمريكان قد انفتحوا على سوريا وإيران، فلماذا هذا التعنت والتطرف مع السودان، معيدين ذلك إلى أهداف سياسية بحتة لا تتعدى محاولة فرض الهيمنة واستخدام كافة الأساليب إلى تحقيقها وهو الأمر الذي رفضه المتظاهرون في لافتاتهم وشعاراتهم أمس.
