الثقافية - محمد عطيف

ضمن معرض الرياض الدولي الرابع للكتاب، يطل الكاتب بجريدة (الوطن) سعود البلوي بكتاب عنوانه (ضد الحرية) أنسنة الخطاب الديني والسياسي، صادر عن دار (طوى) للثقافة والإعلام وتوزيع (منشورات الجمل). يقع في 257 صفحة من القطع المتوسط مقسماً إلى خمسة فصول: ثقافتنا، الفكر الديني، الإسلام السياسي، الإنسان والحرية، المجتمع المدني.

وفي كل فصل عدد من الآراء الثقافية والفكرية والسياسية التي تعبِّر عن أهمية الحرية كخيار إنساني لا غنى لجميع البشر عنه، حيث يحاول المؤلف أن يوضح أفكاره كمثقف مهتم بالتنوير وإثارة الوعي ب(الأنسنة) وهي المصطلح الذي ابتكره المعروف محمد أركون.

يقول المؤلف في (بداية) كتابه (إن أي نصّ يخضع للفهم الخاص من خلال أدوات الإنسان المعرفية، وما يهمني فعلاً هو وصول هذه الأفكار والتعاطي معها بصرف النظر عن الاتفاق والاختلاف حولها، فقد تسهم هذه الآراء البسيطة بإثارة الوعي بقضية، أو تبعث على مراجعة قناعة معينة أو تغيير وجهة نظر ما)، ويستشهد بعبارة المفكر السعودي الأستاذ إبراهيم البليهي: إننا لا نستطيع تبسيط الأفكار لكننا نستطيع تبسيط اللغة.

ويطرح الكاتب دعوة لفحص ونقد الثقافة من جذورها، مؤكداً أن الجذور (هي تلك الثقافة الوثوقية التي تؤثر بشكل مباشر في الإنسان المنتمي لها اليوم). فمن خلال تناوله للحالة الثقافية-السياسية في المجتمعات العربية والإسلامية بشكل عام يركز على قضايا محورية تهم القارئ السعودي بشكل خاص، كقضية (الغزو الثقافي) و(الخوف الثقافي) و(الإرهاب الثقافي)، محاولاً تشخيص حالات التزمت والتشدد في المجتمع السعودي بدءاً مما يسمى ب(الصحوة)، مروراً بما يسميها (المعارك والغزوات) التي حدثت في بعض المحافل الثقافية كمعرض الرياض الأول للكتاب، وكلية اليمامة، ونادي المنطقة الشرقية الأدبي، ونادي حائل الأدبي... وانتهاءً برصد لبعض حالات الفتاوى الغريبة والمتشددة التي بدأت بالتصنيف وانتهت بالتكفير. ويفرد موضوعات عن (امتلاك الحقيقة المطلقة) و(محاكم التفتيش) و(طالبان)، إضافة إلى موضوعات أخرى في فصل عن حركات الإسلام السياسي وآخر عن المجتمع المدني.

تجدر الإشارة إلى أن الكاتب سعود البلوي لديه عدة إسهامات في المشهد الثقافي المحلي، وسبق أن اشترك مع مثقفين سعوديين في تأليف كتاب عن المواطنة والوحدة الوطنية في المملكة العربية السعودية وهو من أحدث إصدارات نادي حائل الأدبي.