النسيان نعمة من نعم الله على العباد التي لا تعد ولا تحصى والإنسان ينسى كثيراً من الأمور التي مرت عليه في حياته ولكن مع اختلاط المفاهيم وفي هذا العصر لم يكن النسيان نسيانا طبيعيا وحقيقيا بل تحول إلى تجاهل وتنكر وعدم اعتراف للآخرين حتى من يحسنون إلى الإنسان لا يمكن أن يقر بفضلهم وتناسى مواقفهم. أضف إلى ذلك من.....
....قدموا للوطن خدمة جليلة وأفنوا زهرة شبابهم في ميادين العمل وتفانوا في رفعة شأن الوطن وأعني المتقاعدين الذين يجب مراعاتهم من كل النواحي النفسية والصحية والاجتماعية هؤلاء خدموا الوطن عسكريين ومدنيين فماذا يستحقون من المجتمع فهم لا يريدون أن ينظر إلى حالتهم بأنها تمثل الذبول واليأس ولا تعني كماً من العاطلين وألا يكون المتقاعد قد وصل إلى نهاية المطاف!!
فالتقاعد ظاهرة مألوفة فبعد الخدمة الطويلة والنظامية يحق للفرد أن يستريح وأن تتاح الفرصة ليحل محله شخص آخر ونعلم جميعاً أن الأنظمة تتعامل مع المتقاعد بإعطائه كل ما يستحقه من معاش تقاعدي وهذا الأمر يكفله له نظام التقاعد المدني والعسكري.
ولكن هذا المتقاعد لم يعط حقه المعنوي والأدبي لأن الأمكنة أو المصالح الحكومية التي كان يعمل بها قبل التقاعد لم تنتبه إلا ما ندر إلى أهمية استثمار المتقاعد والاستفادة من خبراته ودرايته وخدمته ورغم أن الأمم المتحدة خصصت عام 1983م عاماً دولياً للمسنين رغبة منها في لفت انتباه الرأي العام لهذه الفئة وإبراز الاهتمام بها!!
ولكن وبكل أسف ورغم أننا أمة تمجد الموتى ونتباهى بالأجداد والبطولات التي حققوها رغم أن هؤلاء عندما كانوا أحياء لم يتطرق لذكرهم أحد وهذا الأمر ينطبق على من يعيش في هذا العصر فعلينا أن نعطي للمتقاعد أهمية ونمنحه المكانة التي تليق بخدمته ومكانته لأنه خدم الوطن وضحى في سبيله ومادام هؤلاء يعيشون معنا فأنه من الأحسن أن يعرفوا إن خدمتهم وعملهم وإخلاصهم لن يذهب طي النسيان. فلو خصص لهم يوم في العام يسمى بيوم الوفاء للمتقاعدين كما أنه لا بأس لو خصص لهم أمكنة في الاحتفالات الرسمية ويدعون لحضورها ويدعمون معنوياً.
وأخص بالذكر أصحاب المراتب العالية من مدنيين وعسكريين وحتى يعرف من حل في محلهم في العمل أن هؤلاء ومن خلال ما حققوه طيلة حياتهم العملية يستحقون هذا التكريم أما أصحاب المراتب الأقل فهؤلاء لهم الحق في تلمس حاجاتهم ودراسة أوضاعهم والوقوف معهم مادياً لمساعدتهم على تكاليف المعيشة وليس عيباً أن يأتي من خلال الجهات التي كانوا يعملون بها أو من خلال القطاع الخاص فالجميع مكمل للآخر!!
ومع إدراكنا أن من يعملون اليوم لا يريدون غداً أن يكون مصيرهم النسيان من قبل المجتمع وأن يحرموا من الوفاء وتقدير المواقف لهذا عليهم أن يدركوا ذلك جيداً وأن يسارعوا في تقدير من سبقهم وتقديم لمسة وفاء لتكون بلسماً للجراح التي ستندمل عندما تلامس الوفاء وعندما تلامس التقدير والحب من الجميع ولهذا يكون لدينا قناعة بعدم نسيان من خدموا الوطن؟