ما إن أفاق الرأي العام العالمي من وقع الصدمة التي سببها النمساوي (جوزيف فريتزل 73 عاماً).. حين احتجز ابنته في قبو منزله بمدينة (امشتيتن) النمساوية لمدة ربع قرن، وعاشرها معاشرة الأزواج منجبا منها (7) أطفال حتى فوجئ العالم بخبر آخر يتعلق بسيدة كولومبية تدعى (اديث كالديرون) قالت إن والدها أنجب منها (7) أطفال هي الأخرى، بعد أن كان يحتجزها قسرا على مدى (30) عاما في مدينة (نيبا) بجنوب البلاد، وأوضحت بعد فرارها أن والدها كان يتحرش بها منذ أن كانت في الثامنة واغتصبها في الحادية عشرة!!
وقبل هذه وتلك كانت حادثة الألماني (باتريك) الذي أنجب من أخته (4) أطفال، وحوادث أخرى تطالعنا بها وسائل الاعلام.. وكلها تصب في هذا المنحدر العفن والآثم . وبالطبع فان هناك حوادث مماثلة وقعت، ولم تتسلل أنباؤها إلى وسائل الإعلام لسبب أو لآخر.
السؤال: كيف يمكن أن يتحول الأب الذي يفترض فيه أن يكون أمينا على فلذة كبده إلى مجرم وسفاح وشيطان مجنون؟
(زنا المحارم) ليس نزوة شيطانية آثمة فحسب.. بل جريمة أخلاقية وإنسانية ودينية.. تحط من قدر الإنسان وكرامته، وسلوكه. هؤلاء شياطين مأفونة لا تستحق الحياة.
أنا أعرف أن هذه الممارسات المجرمة يقترفها أناس لا خلاق لهم ولا ضمير ولا دين انها جرائم ضد السليقة الإنسانية.. وضد القيم والنواميس الكونية.
ولعل من الخطأ أن نتوهم أن (زنا المحارم) حالات غربية شاذة والا وجود لها لدى غيرهم، فقد أظهرت تقارير منظمات حقوق الإنسان في بعض الدول العربية جرائم بشعة، وممارسات حيوانية مرعبة، وشكاوى تصلها من ضحايا تعرضوا لهذه الجرائم التي تقشعر منها الأبدان.
وقد أصدر الدكتور أحمد المجدوب خبير علم الاجتماع المصري كتابا بعنوان (زنا المحارم.. الشيطان في بيوتنا)، وهو كتاب قيم فيه إنذار للأسر العربية من خطورة هذا الشيطان الذي يعيش في بيوتنا، ويأكل من طعامنا، وينام في حجراتنا.. والشيطان هذا قد يكون أقرب الناس إليك نسبا، ولكنه أبعدهم رحمة وأمانا منك.. انه مجرم مخاتل غير مأمون الجانب. ترى.. ما تفسير علماء الاجتماع والنفس لهذه الجرائم القذرة؟
قد يقول قائل: إن هؤلاء المجرمين.. أشخاص غير أسوياء ومرضى ومدمنو مخدرات ومتعاطو مسكرات.. وقد يكونون كذلك.. لكن الذي أعرفه أن مكان هؤلاء هو المصحات النفسية والسجون لا البيوت الآمنة المطمئنة.
يبقى التساؤل الكبير: كيف يمكن أن يتخلى الإنسان عن قيمه وضميره ودينه وكرامته ويبيع نفسه للشيطان. كيف يمكن أن يتحول إلى وحش ليلي ينهش جسد أقرب الناس إليه؟!
أعرف أن هذه الحالات فردية ومستهجنة من كل إنسان سوي.. ولكنها تبقى حالات يمكن حدوثها وفي أشد المجتمعات محافظة، ومن المفيد أن تتخذ الأسر العربية والمسلمة الحيطة والحذر لدرء هذا السلوك الشيطاني الذي تأباه الفطرة السوية، والخلق القويم. هؤلاء الشياطين - وفي ظني أن الشيطان سيتبرأ منهم! - ينبغي أن تقتص العدالة منهم، ومن جرمهم.. وعلى ضحاياهم أن يرفعوا أصواتهم لمن يملك القدرة على إنصافهم.. فالصمت على فعلتهم جريمة لا تغتفر هي الأخرى.
هؤلاء يستحقون الموت لا غير!!
تليفاكس: 076221413
Alassery@hotmail.com