الخرطوم - بندر الحربي
حدثان مهمان يسيطران على حديث العاصمة السودانية الخرطوم، أولهما افتتاح سد مروي التنموي اليوم الثلاثاء والثاني الذي يليه غداً الأربعاء أصداء القرار المنتظر من محكمة الجنايات الدولية حول صدور مذكرة توقيف الرئيس السوداني عمر البشير.
داخلياً تتجه الأنظار إلى محافظة مروي (350 كيلومترا شمال الخرطوم) حيث افتتاح أكبر مشروع تنموي في هذا القرن، وهو تدشين خط كهرباء السد وانسيابها في الخط الرئيسي للبلاد، ومن المنتظر أن يؤدي الحدث إلى أحداث نقلة تنموية ليس على مستوى السودان وحسب بل أيضاً على صعيد إسهامه المرتقب في سد الفجوة الغذائية في المنطقة (عربياً وإفريقياً) حيث يضاعف السد المساحات الزراعية ويوفر طاقة التشغيل لكثير من المشروعات الصناعية والزراعية وغيرها، يوفر بيئة لانتاج ثروة سمكية وحيوانية وسياحية، ويصفه الخبراء الاقتصاديون بانه المشروع المتعدد الموارد، وستكون الحكومة السودانية بغضها وغضيضها في موقع الحدث الأكبر الذي يسمى أمل السودانيين خاصة في الولاية الشمالية التي تعتمد على الزراعة اعتماداً كلياً، حيث توافد الناس بأعداد كبيرة من مختلف الولايات والمحافظات لحضور تدشين هذا المشروع العملاق، وقد أبرزت الصحف السودانية أهمية السد الاستراتيجية والتنموية والتغييرات التي يمكن أن يحدثها على الخارطة السودانية من الناحية الاقتصادية والاجتماعية.
هذا الحدث لم يمنع وسائل الإعلام السودانية خصوصاً الصحافة من التركيز على الحدث الذي يتعلق بترقب صدور مذكرة محكمة الجنايات ضد الرئيس السوداني، فالمتابع والراصد للصحافة السودانية قبل هذين الحدثين بيومين يجد ان الجانب السياسي قد سيطر على الجزء الأكبر منها وهو ما يخص الموقف من محكمة الجنايات الدولية، فمع ان الصفحات الأولى في بعض الصحف قد صدرت بإعلان بحجم نصف صفحة عن المشروع التنموي العملاق في مروي تحت عنوان (عرس السودان) إلا أن حدث انتظار صدور المذكرة قد هيمن على الأجواء في غالبية الصحف السودانية، فصحيفة السوداني أبرزت وعلى ثمانية أعمدة عنواناً يؤكد أن قرار لاهاي سوف ينشر الفوضى بالجنوب على لسان وزير الخارجية أبرزت أيضاً الصحفية تصريح لسيادة الرئيس البشير اكد فيه ان ادعاءات اوكامبو وحدت الجبهة الداخلية السودانية. وفي الصفحة الأولى أيضاً جاء عنوان ان ولاية الخرطرم تضع خطة أمنية لمواجهة تداعيات القرار.
وفي صحيفة آخر لحظة جاء خبر لوزارة الدفاع السودانية يؤكد ان يوم صدور القرار سوف يكون يوماً عادياً مقللة من تأثير ذلك وقال وزير الدفاع السوداني ان لدى السودان من القوة الكافية لتحطيم قرارات الجنائية الدولية حتى لا تكون إحدى أدوات الاستعمار الجديد, وفي صحيفة الرأي العام جاء تصريح لنائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه على ثمانية أعمدة ليقول: البشير رمز سيادتنا والجنائية لن تدخلنا الخنادق مؤكداً أن السودان سوف يحاصر الجنائية بالتنمية, وفي جريدة الصحافة السودانية جاء تحذير مبرز على مساحة كبيرة ليعلن تحذير الأجهزة الأمنية من استغلال قرار الجنائية ويحذر من عواقبه, وعلى صعيد آخر جاء خبر بالصحيفة الأولى بالصحافة تحت عنوان (واشنطن تحذر رعاياها بالسودان) وجاء في حيثيات الخبر ان تعميم أصدرته السفارة الأمريكية بالخرطوم حذرت فيه رعاياها من السفر إلى الخرطوم بسبب إمكانية خروج محتجين إلى الشوارع بعد صدور قرار الجنائية الدولية. وبالإضافة إلى ما سبق فقد حفلت الصحف السودانية برزمة من المقالات والأقلام التي تناولت موضوع صدور قرار الجنائية يوم الأربعاء.