شرم الشيخ - مكتب (الجزيرة) - علي فراج
تعهد المانحون الدوليون مساء أمس الاثنين في مؤتمر شرم الشيخ لدعم الاقتصاد الفلسطيني وإعادة إعمار غزة، بتقديم 4 مليارات و481 مليون دولار للفلسطينيين.
وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في مؤتمر صحفي عقب اختتام أعمال المؤتمر الذي عقد بمشاركة نحو 70 دولة: إن هذه التعهدات ستدفع على مدى العامين المقبلين.
وقال: (جمعنا اليوم (أمس) أربعة مليارات و481 مليون دولار، تضاف إلى تعهدات سابقة، فيبلغ إجمالي المبلغ 5 مليارات و200 مليون دولار).
وكان أبو الغيط يشير على الأرجح إلى تعهدات سابقة أعلنتها دول عربية خلال قمة الكويت للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في النصف الثاني من كانون الثاني - يناير.
وقدمت السلطة الفلسطينية خطة بقيمة مليارين و800 مليون دولار تشمل قيمة مشاريع لإعادة إعمار قطاع غزة وإزالة الدمار الذي خلفته الحرب الإسرائيلية والعجز في الموازنة لعام 2009م.
وأوضح أبو الغيط في المؤتمر الصحافي الختامي للمؤتمر بالاشتراك مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ووزير الخارجية النروجي يوهانس ستور: ( تعهد المشاركون بمبلغ أربعة مليارات و481 مليون دولار أمريكي للعامين المقبلين وكلها أموال جديدة منحت اليوم (أمس) وتم التبرع بها اليوم (أمس).
وأضاف: (إذا ما أضفنا إلى هذا الرقم الأرقام التي أعادت بعض الدول التعبير عنها وتأكيدها الاستمرار في تحملها في هذا الصدد، يصل المبلغ إلى 5 مليارات و200 مليون دولار وهو مبلغ تجاوز الكثير من حساباتنا).
وقال: (أعرب المشاركون عن نيتهم في ضخ مساعداتهم للخطة من خلال حساب الخزينة الموحد والآليات والصناديق الإقليمية القائمة بالفعل).
ومن هذه الآليات على وجه الخصوص، وفق أبو الغيط، تلك التي استحدثها البنك الدولي وبنك التنمية الإسلامي والآلية الموحدة التي وضعتها الأمم المتحدة وتلك التي اعتمدتها المفوضية الأوروبية (بيغاس) لإنعاش القطاع الخاص وتنمية الاستثمار، ووضعت تحت تصرف المانحين الدوليين. وأكد أبو الغيط أن بلاده تتوقع قبولاً دولياً عريضاً للحكومة الفلسطينية التي ستنبثق عن الحوارات التي ستجري في القاهرة اعتباراً من العاشر من الشهر الجاري للاتفاق على تشكيلتها.
وقال: (نتوقع أن يتعامل معها (الحكومة الفلسطينية المقبلة) المجتمع الدولي باعتبارها الحكومة المكلفة من الرئيس الفلسطيني) محمود عباس. وقد دعا المشاركون في بيانهم الختامي الذي تلاه أبو الغيط إلى الفتح الفوري والكامل وغير المشروط لكل معابر إسرائيل مع قطاع غزة.
واعتبر المشاركون - بحسب البيان - أن تحقيق المصالحة الفلسطينية والتهدئة مطلبان ضروريان لإنجاز جهود إعادة إعمار غزة.
وتابع البيان أن المشاركين طالبوا إسرائيل بالاحترام الكامل للقانون الدولي والإنساني الدولي ووقف استهداف أو تدمير البنية التحتية المدنية لغزة أو اتخاذ أي إجراء يؤثر بالسلب في حياة الفلسطينيين في غزة. وأكد المشاركون أن إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة يستلزم دعماً متواصلاً من المجتمع الدولي.
وكان مؤتمر شرم الشيخ لإعادة إعمار قطاع غزة قد بدأ أعماله في وقت سابق من صباح أمس وسط حضور دولي وعربي مكثف حيث شهد المؤتمر حضور رؤساء ووزراء خارجية وأعضاء وفود نحو 78 دولة ومنظمة ومؤسسة مالية إقليمية ودولية.
وافتتح الرئيس المصري حسني مبارك المؤتمر بكلمة أكد خلالها ضرورة بذل كل الجهود الدولية المطلوبة لتعبئة الموارد الضرورية للوفاء باحتياجات إعادة تأهيل وإعمار قطاع غزة.
وأشاد مبارك بما أعلنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من مساهمة سخية مقدارها مليار دولار، معتبراً هذه المساهمة أنها يمكن أن تمثل نواة صلبة للمساهمات العربية والدولية المطلوبة.
وأكد أن العدوان على غزة يجب ألا يصرف الأنظار عن جوهر القضية الفلسطينية باعتبارها قضية شعب يعاني النكبات والمحن منذ ستين عاماً ويتطلع لإنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة. وأكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزى تضامن بلاده التام مع الشعب الفلسطيني، وطالب بأن يكون عام 2009 عام سلام.
من جانبه أشار سليفيو بيرلسكوني إلى أنه حينما تكون هناك دولتان إسرائيلية وفلسطينية، فإن أوروبا مستعدة لكي توفر مقراً للمباحثات النهائية، مشيراً إلى أن الحكومة الإيطالية تقترح منطقة (إيرتشي) في صقلية لاستضافة المؤتمر، معرباً عن استعداد الحكومة الإيطالية لتحمل كل التكاليف اللوجيستية للوفود المعنية، ولكن بعد إتمام السلام، وحين نصل إلى الاعتراف بحل الدولتين في هذه اللحظة يجب أن ننطلق بسرعة بدعم العالم برمته؛ حتى نعطي للاقتصاد الفلسطيني. وأشار بيرلسكوني إلى أنه يتقدم للمرة الثالثة بخطة (مارشال) من أجل الاقتصاد الفلسطيني.
وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته أمام المؤتمر أن جهود إعادة إعمار غزة ستبقى مهددة في ظل غياب الحل السياسي. وقال عباس: إننا ندرك جميعاً أن جهود الإعمار والتنمية ستبقى قاصرة وعاجزة ومهددة في ظل غياب الحل السياسي.
من جهتها أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون منحة مالية من الولايات المتحدة الأمريكية للسلطة الفلسطينية قدرها 900 مليون دولار للمساهمة في عملية إعادة إعمار قطاع غزة الذي دمرته آلة الحرب الإسرائيلية. وقالت هيلاري كلينتون إن المساعدات الأمريكية إلى قطاع غزة (لا يمكن فصلها عن عملية السلام).