لم يعد فوز الهلال بالبطولات هو الحدث؛ لأن ذلك يتكرر دائماً وأبداً حتى أضحى الفريق الأزرق ينافس نفسه بعدد بطولاته، فالحدث الحقيقي هو خسارة الهلال لأية بطولة، وقد سبقني في ذلك إداريون وصحافيون لا يودون أن يتكرر المشهد المعتاد دائماً، فتحدثوا قبل سنوات عن عدد البطولات التي خسرها الهلال وتكرر ذلك كثيراً حتى اصبح الحديث عن خسارة البطولات أكثر من الحديث من تحقيقها، ربما لإدراكهم أنهم لن ينافسوا هذا الحوت الذي يواصل ابتلاع المنافسين في شتى المنافسات فتزين بالذهب في كل ملعب وأمام كل الفرق.

هكذا هو الهلال دائماً وأبداً يحضر ولا يخذل مدرجه الكبير ولا عشاقه الذين يتواجدون في كل مكان ويؤازرون ناديهم البار في كل مناسبة وملعب بأعداد تفوق عشاق كل الفرق.

الهلال بالأمس حقق البطولة وحافظ على كأسه ولم يخذل جماهيره الهادرة المذهلة.

وبالأمس وسع زعيم البطولات الفارق بينه وبين أقرب منافسيه إلى أكثر من الضعف في إشارة واضحة وصريحة يقول فيها الهلال لمن بعده (يا ليل ما أطولك).

أجمل ما في بطولة الهلال الجديدة أنها جاءت في عهد إدارة أعادت هيبة الهلال بعملها وتصريحاتها ومواقفها الشجاعة الواثقة من كل من يحاول الإساءة للهلال، فكسب عبد الرحمن بن مساعد ونواف بن سعد وزملاؤهم وكل العقلاء وأصبح الرئيس ينافس النجوم شعبية وحباً من جماهير الهلال التي لا شك تقدر ما قدمه ويقدمه هو ونائبه.

مبروك للهلاليين نجاح مساعي إدارتهم الواعية ومبروك لفريق الناس هذا الكأس الذي سيتزين بفريق الألقاب بعد أن انفرد الأزرق بعدد مرات الفوز في هذه المسابقة كما انفرد بغيرها من البطولات بكل مسمياتها..

وهنا يجب أن لا ننسى فريق الشباب فقد قدم مباراة كبيرة وأثبت تطوره وخطورته وتمرسه بمثل هذه المباريات الكبيرة.. ولا يضيره خسارة بطولة ولا سيما وقد جاءت من فريق كبير بل من كبير الكبار.