كتب - عبدالكريم الجاسر
زرقاء هلالية.. ليلة هلالية جديدة مع الذهب والإنجازات والألقاب.. كأس سمو ولي العهد هلالية للموسم الثاني على التوالي.. بضربة رأس رائعة من فهد المفرج بقي اللقب هلالياً.. ضربة وضع بها المفرج خبرات السنين الطوال وكل اخفاقات السنوات الماضية ليقود الزعيم مجدداً نحو لقب جديد لقب قدمه المفرج بهدف الفوز بعد أن صام المهاجمون ولاعبو الوسط.. كرة في الوقت الإضافي الثاني صناعة الظهير الأيسر الرائع عبد الله الزوري قدمها على طبق من ذهب للمفرج الذي قفز عالياً من فوق الجميع ووضعها في الزاوية البعيدة اليسرى للدولي وليد عبد الله منهياً كل الجدل حول اللقب ومصيره وواضعاً حداً للمهازل التحكيمية التي قدمها الحكم الفرنسي (المعتزل) إيرك بولات..
تحكيم أجنبي هو الأسوأ من بين كل الحكام الأجانب الذين قادوا المباريات السعودية.. واتضح للجميع تواضع الطاقم التحكيمي منذ الثواني الأولى للقاء حين أغفل مخاشنات تستحق البطاقة ثم عملية سحب واضحة لويلي داخل المنطقة وبعدها دفع صريح للمفرج في ركنية، واختتم المسرحية بالتغاضي عن ضربة جزاء لا يختلف عليها اثنان في الوقت الإضافي الأول لمصلحة ياسر بعد عرقلة القاضي له.
* المباراة لم تخرج عن إطار مباريات الكؤوس.. قدم خلالها الفريقان جهدا كبيرا دفاعا وهجوما وأخذ الإرهاق والتعب من اللاعبين الشيء الكثير، حيث لم ترتق منذ بدايتها للمستوى المنتظر وان لم تخلوا من الندية والقوة والتكافؤ لولا التحكيم المتواضع جداً الذي أثار أكثر من علامة استفهام حول استقدام مثل هؤلاء الحكام والقبول بإفساد المباريات السعودية النهائية بهذا التحكيم.
* الهلال اختتم اللقاء مسكاًَ بهدف الذهب وهذا هو كل ما في الأمر.. هدف هلالي منح الهلال وإدارته الجديدة اللقب الأول لأولى بطولات الموسم.. ولم يأت هذا اللقب بسهولة حيث كان الشباب فريقا قويا وندا عنيدا عاب لاعبوه اللعب على الأجسام والتمثيل في بعض الكرات واللجوء للعنف في أخرى.. مستغلين ضعف الحكم وهزالة حضوره وتواجده وشخصيته في المباراة.
* اللقب الهلالي الأول تجاوز به الهلال كل ظروف الإرهاق والتعب وضغط المباريات.. وتجاوز أيضا الراحة التامة لمنافسه سواء من حيث زيادة عدد أيام الراحة له أو سهولة منافسيه ولذلك كانت الفرحة الهلالية في مستوى اللقب والإنجاز والبطولة، فالزعيم يرفع رصيد بطولاته موسما بعد آخر وجماهيره الغفيرة التي ساندته بقوة بالأمس اعتادت الإنجاز والذهب والفوز واحتفلت مع نجومها كالعادة بلقب جديد وفرحة جديدة.. وتميز خاص في ليلة الزعيم وعناق مع الذهب والإبداع.
دخل الهلال اللقاء بتغيير جديد في تشكيلته تمثل في دخول المدافع فهد المفرج بجوار الهوساوي والنامي والزوري.. وفي الوسط عزيز ورادوي والتايب والفريدي وفي المقدمة ويلهامسون وياسر وفي الحراسة محمد الدعيع.
بينما لعب الشباب بأفضل تشكيل لديه المتمثل في وليد عبدالله وحسن معاذ ونايف قاضي وصالح صديق وعبدالله شهيل.. وفي الوسط لعب البلوشي والخيبري والاخوان عطيف عبده وأحمد ومعهم كماتشو.. ولعب في المقدمة ناصر الشمراني.
طريقة لعب الفريقين المعتمدة على تكثيف الوسط ألقت بظلالها على الأداء الفني للفريقين حيث الحذر والالتحامات وعدم وجود مساحات أمام اللاعبين.. ففي الوقت الذي اعتمد فيه الشباب على تقدم ظهيري الجنب وعبده وكماتشو مع الشمراني كان الهلال يعتمد على ويلي في الجهة اليمنى والتايب خلف ياسر والفريدي في اليسار ولم ينجح أي من الفريقين في بناء هجمات قوية وان كان الشباب يعتمد على التصويب من خارج المنطقة والهلال على الكرات العرضية التي وقف لها الدفاع الشبابي بالمرصاد وأبعد معظمها.. بالطرق الشرعية وغير الشرعية ومنها كرة أبعدها صديق بيده في الدقيقة 21 من عرضية ويلي وأخرى قبل ذلك أبعدها القاضي بدفع متعمد للمفرج دون أي تجاوب من حكم المباراة الضعيف جداً.
وخلا هذا الشوط من الفرص الحقيقية باستثناء كرة وحيدة دخل بها التايب من الجناح الأيمن وحولها أمام المرمى لياسر الذي جلاّها ليبعدها وليد من أمامه كأخطر كرة، وجاءت كرة كماتشو التي مررها له بالخطأ أسامة هوساوي كأبرز فرص الشباب حين سدد من داخل المنطقة بجوار القائم الأيسر للدعيع.. ماعدا ذلك صراعات وسط الميدان ومحاولات لم ترتق الى مستوى الخطورة لينتهي هذا الشوط سلبياً.
الشوط الثاني
شوط اللقاء الثاني شهد اندفاعا هلاليا منذ بدايته حيث تفوق الهلال في السيطرة على اللعب ولعب في ملعب الشباب لكن دون خطورة حقيقية واقتصرت خطورة الهلال على تحركات ويلي ومنها لعبة كرة هات وخذ مع ياسر سددها هذا الأخير بجوار القائم الأيمن.. وبدأ الشباب منظماً بشكل جيد وسط الميدان وفي الخلف واعتمد الفريق على إيقاف الهجمات الهلالية بالأخطاء وقتل الكرة مع كثافة وسط الميدان حاول التايب وزملاؤه تجاوزها دون جدوى.. فالفريدي والزوري ونامي وياسر كانوا بعيدين جداً عن تشكيل أي خطورة، بينما نجح التنظيم الدفاعي للهلال في إبعاد أي خطورة على المرمى وانحصر اللعب وسط الميدان فترات طويلة مع التركيز الدفاعي لكلا الفريقين.. وبعد 70 دقيقة لعب من هذا الشوط كان خلالها الهلال هو الأفضل والأخطر بتسديدة التايب ثم كرة الفريدي من داخل المنطقة يقوم هيكتور بإشراك مهاجمه أحمد عجب مكان لاعب الوسط الخيبري ليتحول الشباب للعب بعيداً عن مناطقه بالضغط وسط الميدان، وفي ملعب الهلال لكن الشمراني أصيب ليعود هيكتور لإخراجه وإشراك بفويو مكتفيا بعجب وحيداً في المقدمة في حين لم تنجح الهجمات الهلالية في تجاوز التنظيم الدفاعي للشباب حتى مع تقدم ظهيري الشباب وتركهما مساحات شاغرة انطلق منها ويلي في الوقت بدل الضائع ومرر كرة سهلة للقحطاني سددها برأسه خارج المرمى ليعلن الحكم نهاية هذا الشوط بالتعادل السلبي أيضاً.
الأشواط الإضافية
بدأت الأشواط الإضافية بهجوم شبابي حيث هيأ كماتشو كرة رائعة لعبده من على خط المنطقة سددها عبده رائعة مرت بجوار القائم الأيمن للمرمى، ليعاود الفريقان اللعب بنفس الأسلوب العودة للخلف عند فقد الكرة والتقدم للأمام عند الاستحواذ وهذا صعب مهمة كلا الفريقين وبعد 8 دقائق أجرى كوزمين تغييرا بدخول الخثران مكان التايب وبعد دخوله بدقيقتين يستثمر كرة مررها وليد اصطدمت بيد ياسر لتسقط أمام الخثران ويسكنها الشباك لكن الحكم ألغاه ويغامر هيكتور مرة جديدة باشراك ناجي مجرشي مكان لاعب الوسط البلوشي لتتحرر الكرة أكثر لدى الفريقين بعد أن تخلى الشباب عن حذره الدفاعي وفي الدقيقة 105 يتعرض ياسر لإعاقة صريحة من القاضي تغاضى عنها الحكم بعد هجوم هلالي قوي ليعود ويلي ويهدد مجدداً بكرة في الدقيقة 107 حين سدد كرة رائعة تصطدم بالقائم الأيسر بعد تجاوز وليد عبدالله لكنها لم تجد المتابع ويتأكد الجميع أن الهلال قريب من التسجيل وهو ما حدث بالفعل عند الدقيق 113 من زمن اللقاء.
المفرج يهدي اللقب للهلال
بعد 113 دقيقة لعب يتقدم الزوري بكرة ناحية اليسار ويتجاوز معاذ ثم يحول كرة عرضية رائعة للمفرج الذي ارتقى لها بضربة رأس رائعة في الزاوية البعيدة اليمنى لوليد عبدالله محرزاً هدف المباراة واللقب الجديد.. ليحاول الشباب التعويض وينفذ كماتشو كرة قوية من خطأ تصدى لها الدعيع ببسالة قبل أن يبعدها الدفاع ويشرك كوزمين عمر الغامدي مكان رادوي لتعزيز الوسط وقتل اللعب حتى أعلن حكم المباراة نهايتها بفوز الهلال وتتويجه بطلاً لكأس ولي العهد لهذا الموسم.
من المباراة
** قاد اللقاء الحكم الفرنسي (المعتزل!!) إيرك بولات وقد فشل فشلاً تاماً في قيادة اللقاء والسيطرة عليه لينال بجدارة لقب أسوأ حكم أجنبي حكم في الملاعب السعودية.
** نال بطاقات صفراء كل من أحمد عطيف وعبدالملك الخيبري وعبدالله شهيل من الشباب والفريدي ورادوي والخثران ونامي والمفرج من الهلال..
***
** الجماهير الهلالية كانت حاضرة كعادتعا وبكثافة كبيرة في مدرجات درة الملاعب..
** سول شارك في نهاية الشوط الثاني مكان الفريدي وقد حاول التفاعل مع الفريق والكرة دون أن ينجح!!
** المفرج منح فريقه لقباً مستحقاً بهدفه الرائع في شباك الشباب.
** الفرص الهلالية كانت الأبرز والأخطر.. فيما الشباب لعب مباراة كبيرة هو الآخر لكن وسط الميدان فقط.
***
** الشباب قاوم كثيراً وسقط قبل النهاية بهدف المفرج الجميل.
** البطولة هي الثالثة لكوزمين مع الهلال والأولى لأسامة هوساوي وويلي ورادوي وسول.
** باللقب الجديد مساء أمس يكون الهلال هو الأكثر فوزاً بكأس ولي العهد وبثمانية ألقاب.