ربما أكون أقرب الإعلاميين السعوديين لرئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام حيث تربطني معه علاقة قوية ومستمرة منذ أكثر من سبع سنوات، وقد أتاحت لي هذه العلاقة أن أقف بشكل مباشر على الكثير من الأعمال والبرامج والتنظيمات داخل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم كما أتاحت لي التعرف الشخصي لمحمد بن همام بطبيعته الاجتماعية وليست العملية وهو ما يجعلني أكثر الناس اندهاشا بالمتغيرات التي طرأت عليه مؤخرا وجعلته يرمي الكثير من المفردات غير المعتادة من شخصي لوسائل الإعلام في خضم الأحداث التي يمر بها التي لاتخفى على الجميع..

تحول محمد بن همام من رجل دبلوماسي يحمل شخصية القوة والذهنية الجيدة إلى رجل لا يستطيع قراءة الابعاد الجانبية التي تخلفها عباراته ولاسيما وأنه لايزال على رأس الهرم الكروي الآسيوي وكأنه يقول في قرارة نفسه (خربانة خربانة...!!)

في مقابلة مع قناة الكأس هدد ابن همام بأنه سيكسر رأس نائبه الكوري الجنوبي الدكتور سونغ وهي عبارة عربية خالصة تعني التحدي لكنها غير مقبولة من رئيس اتحاد قاري تجاه نائبه وقد هاتفته متعجبا من إطلاق مثل تلك العبارات فأكد ان ذلك لن يتكرر على اعتبار أن من شأن الآخرين التمسك بمثل تلك العبارات واعتبارها تحديا للجميع..!!

في قناة العربية خرج الصديق محمد بن همام ليهرب بعيدا عن انتخابات المكتب التنفيذي حيث شرع بالحديث حول ترشيحه لرئاسة الاتحاد العربي لكرة القدم وانتقد الكثير من جوانبه التنظيمية وخططه وهو حق مشروع وإيجابي للجميع باعتبار ان الاتحاد العربي ملك لجميع العرب وحماس ابن همام لتطويره من خلال خبرته الطويلة أمر جميل ومحمود ولايدخل الحزازيات خاصة لدينا في السعودية لأننا فتحنا لأبواب مشرعة لكل العرب وأدينا رسالتنا على أكمل وجه لأكثر من ثمان وثلاثين عاما ومازلنا نعمل دون ضجيج أو انتقاص من الآخرين حتى أصبح للاتحاد العربي واقع مختلف رغم الصعوبات التي لاتخفي على الجميع وأبرزها الاختلاف العربي - العربي المتكرر..

ابن همام يعتقد أن مسألة رئاسة الاتحاد العربي لكرة القدم هي هدف لنا كسعوديين من خلال حديثه عن (التوريث في المناصب) ووجود الأمير نواف بن فيصل كنائب تنفيذي والأستاذ عثمان السعد أمينا عاما وفات على ابن همام أنه بذلك الحديث يقلل من شأن الدول العربية وتأثيرها وقيمتها ويجعلها دون وجود ومن ضمنها الدولة التي ينتمي إليها صديقي وهي الغالية دولة (قطر) فهو يرى أن الدول العربية كمصر والمغرب والجزائر وتونس والعراق والكويت والإمارات وعمان وسوريا تساق للقرارات سوقا ولاقيمة لرأيها أو ملاحظاتها وهو اتهام خطير يمس كرامة شعوب بكاملها ولايمكن تصديقه على اعتبار ألا أحد تقدم لرئاسة هذا الاتحاد من قبل والجميع متفق على أن السعودية تعمل بسخاء من أجل رفعة هذا الاتحاد وهو الامر الذي يعرفه الصغير قبل الكبير..

ابن همام تطرق للجوانب المادية المقدمة للاتحادات العربية في موريتانيا وجزر القمر وغيرها، وفاته أن تلك الاتحادات يتم إيداع رسوم عضويتها على حساب السعودية كواجب اجتماعي ورياضي بحت..

لقد راهن ابن همام على الدخول في نفق المواجهة العمياء بمعنى ألاخطوط يمكن الوقوف عندها، وكأنه يقول لاخط للرجعة يمكن أن نعود من خلاله، وهو بذلك يتجه للجانب الخطأ، فالأحداث الساخنة والتحديات تصنع كوادر البشر وتقوي عزائمهم لاتجعلهم أسرى قراراتهم الللحظية التي قد تكلفهم الكثير اليوم أو غدا..!!

أتمنى أن يعود صديقي ابن همام لسابق عهده دبلوماسيا هادئا كما أعرفه لأن مافعله طوال تلك السنوات من جهد وعمل بطولي لايستحق أن ينهار بتلك الطريقة التي مازلت أبحث عن المستفيد منها فباعتقادي الشخصي ان لاكاسب منها سوى الشيطان..!!

قبل الطبع

حينما يصبح جل تفكيرك في أعدائك فإنك تصبح العدو الحقيقي لنفسك