شكراً لخادم الحرمين الشريفين الذي عبَّر عن هذه الأمة وأننا لا نخجل أن نقول كلمة حق لابد منها لشعب مصر الحر الأبي ولرئيسه الرئيس حسني مبارك على تحملهم وتصديهم لهذا الدور التاريخي وصبرهم واحتسابهم حتى تم والحمد لله جمع الكلمة ووحدة الصف.
***
ولقد فرحنا بموقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز أن يقولها ويعلنها صريحة اننا أمة نقدر العمل الصالح والفعل الطيب والجهد والذي يساهم في جمع الكلمة ووحدة الصف لهذه الأمة وجاء حديث الملك عبدالله واضحاً وجلياً: (اننا نهنئ من الأعماق الأشقاء في فلسطين على جمع كلمتهم ووحدة صفهم) وكانت تهنئة صادقة للسلطة الفلسطينية بكامل فصائلها دون استثناء على هذا الإنجاز الموفق والذي تغلبت فيه مصلحة الوطن فوق كل مصلحة واتجهوا جميعاً لوحدة المصير في قضية آلمتنا جميعاً.
***
وقد كان الملك عبدالله صريحاً عندما أوضح أن فرحتنا كانت كبيرة بنبذ الغرائز النفسية ووساوس النفس الأمارة بالسوء وقد كاد الهوى والشيطان يقضيان على هذا الوطن العزيز ويعطيان الفرصة لعدوه اللدود أن ينفذ من خلال هذا الخلاف ليحقق أهدافه وأثبتوا أنهم أكبر من الجراح وأعلى من الخصومة ولديهم القدرة على تغليب مصلحة الوطن ووحدة الصف الفلسطيني ووحدة كلمته وموقفه فوق أي مصلحة وأنهم جميعاً يستمعون لأمر الله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ} ويذكرون نعمة الله عليهم وهو يقول لخلقه عز وجل: {وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}.
***
ولقد فرحنا من أعماقنا لتحرك الملك عبدالله وتصريحه في الوقت الملائم وإعلان فرحته وسعادته باسم شعب المملكة العربية السعودية بهذا الإنجاز الموفق وتهنئته للأشقاء في فلسطين بهذا الإنجاز وان الطريق يبدأ من هنا من وحدة الكلمة وجمع الصف فشكراً لك ياخادم الحرمين الشريفين تعبر باسمنا جميعاً بل باسم الأمة العربية والإسلامية عن هذه الفرحة التي عمت الجميع وتوضح بكل جلاء أن الطريق يبدأ من هنا من جمع الكلمة ووحدة الصف وتكاتف الجميع للوصول إلى حل نهائي يحقق أحلامنا بعودة الوطن الفلسطيني ويضيع الفرصة على الذين راهنوا على مزيدٍ من الشقاق والتشتت، فالحمد لله على ماتم ومرحباً بهم صفاً واحداً وهذا ملك المملكة العربية السعودية يعلن لهم أننا جميعاً خلفهم في هذه الوحدة وهذا العمل الطيب المشترك وهو أمر يرضي الله عز وجل وعلمنا إياه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والأنبياء ممن سبقوه.
***
ولقد فرحنا ونحن نرى أصداء هذه الكلمة الطيبة في أنحاء العالم وهذه الدعوة إلى المحبة والتسامح حتى نسير مع هؤلاء الأشقاء نحو غدٍ مشرق يحيطه الأمن والأمان والسلم والسلام والتعايش كأمة واحدة.
***
وشكراً مرة أخرى يا أبو متعب تتحرك في هذا الوقت الملائم وتعبّر باسمنا وفرحتنا بهذا الإنجاز الطيب عسى الله أن يعفو عما سلف ويكفر سيئاتنا جميعاً فهذا شعب قد عانى وقاسى الكثير وظُلم وشُرد من دون ذنب ولا جريرة وقد آن الأوان لجمع الكلمة ووحدة الصف ولا عذر لمن يتخلف عن الركب أمام الله عز وجل ثم أمام التاريخ الذي لن يرحم فقد غدت القضية أمانة كاملة بين أيديكم فسيروا على بركة الله وتناسوا الخلاف وثقوا بأننا جميعاً نضع أيادينا في أياديكم ونتعاون على البر والتقوى وشكراً لشعب مصر ورئيس مصر على كل ما بذلوه من جهد بل ولكل من ساهم بسهم خير.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.