Al Jazirah NewsPaper Saturday  28/02/2009 G Issue 13302
السبت 03 ربيع الأول 1430   العدد  13302
السوق تفقد 4 مليارات ريال وقرار ضخ السيولة مازال مؤجلاً

 

عبدالعزيز الشاهري(*)

عاش المؤشر العام للسوق السعودية أسبوعه الماضي بين الارتفاع والانخفاض وشهد تراجعاً حاداً يوم الثلاثاء أفقده قريباً من 200 نقطة سالبة وحاول تقليصها يوم الأربعاء إلا أنه لم يستطع إلا بنقاط محدودة لم تتجاوز 11 نقطة وتكونت بتداول الأربعاء شمعة سلبية تشير إلى عدم سيطرة المشترين على البائعين وقد لامس المؤشر العام مستوى 4472 كأدنى نقطة له خلال الأسبوع وكان ذلك يوم الثلاثاء وكانت القيمة الإجمالية لكامل أيام الأسبوع تعادل 20 ملياراً بتراجع ما يقارب 4 مليارات عنها في الأسبوع قبل الماضي وقد ساهم تدني السيولة في كسر الكثير من الدعوم المهمة للمؤشر العام ولمؤشر القياديات والقطاعات المهمة وكان مدى التذبذب بين أعلى نقطة (4783) وبين أدنى نقطة (4472) يساوي 311 نقطة ويعتبر تذبذباً عالياً (نسبياً) على المدى الأسبوعي.

السوق من النظرة المالية

الأزمة العالمية خيمت بظلالها على الاقتصاد العالمي بأجمعه وشملت جميع الدول الكبيرة منها والصغيرة وقد تأثر السوق السعودي بهذه الأزمة سواء بطريقة مباشرة أم بطريقة غير مباشرة وقد ظهر ذلك في نتائج الكثير من الشركات في ربعها الرابع من 2008م بعد مقارنته بالربع الرابع من 2007م وقد كان هناك انخفاض ظاهر شمل الكثير من الشركات سواء القوية المؤثرة أم الشركات المتوسطة والصغيرة وقد أثرت تلك النتائج على السيولة اليومية وتدنت إلى مستويات دنيا لم تكن في الحسبان وتراجعت الكثير من الشركات إلى قيم متدنية حتى إن الكثير منها هبط تحت قيمته الاسمية وبعض منها تراجع تحت القيمة الدفترية ومع هذا لم نشاهد سيولة متدفقة جديدة تدخل السوق رغم الإغراءات السعرية التي شاهدناها الأشهر الماضية وكل ما حصل من ارتفاعات لا يعدو كونه مضاربة سرعان ما تخرج سيولتها مع تحقيق أي ربح مجز ولكن الأهم إلى متى هذا السيناريو وهذه المسارات المتكررة؟؟ هذا ما يبحث عنه المتداول والمستثمر خاصة، وقد لا نجد إجابة مباشرة على هذا التساؤل ولكن ربما نشير إلى نقاط قد لا تتحسن الحال إلا بتحققها ومنها:

- نتائج الربع الأول من 2009م وهذه إما أن تساهم في تحسن السيولة وزرع بعض من الثقة في نفوس المتداولين وإما أن تجعل الحال كما هي ودون تغيير مفيد والسبب في ذلك أن من ساهم في نزع الثقة لا يزال قائما وعلى رأسها انخفاض نتائج الربع الرابع من 2008م في الكثير من الشركات.

- زوال الأزمة العاملية وهذه قد لا تكون بين يوم وليلة فهي أزمة عالمية شملت وعمت جميع الدول باختلاف في تأثيرها حسب الارتباط المباشر وغير المباشر بالدول المتضررة كثيراً.

- توالي أخبار إيجابية متوالية على السوق خاصة وعلى الشركات القيادية عامة كالسماح للشركات بشراء جزء من أسهمها (مثلاً) وكالأخبار التي تخص الشركات من تطويرات وغيرها.

النقاط الثلاث المذكورة هي السبب الرئيس في وضع السوق الحالي فهل تحقق هذه النقاط إيجابياً؟ نعم قد تتحقق ولكن متى؟ إن كان قريباً فسيعود السوق لإيجابيته وللاستثمار الذي يبحث عنه أما إن كان بعيداً فقد تستمر المضاربات كما لاحظناها منذ فترة ليست بالقصيرة.

التحليل الفني والمؤشر العام

سأتطرق فقط للترند الصاعد الذي سبق وأن أشرنا إليه في موضوع سابق وهو ترند صاعد بدأ من القاع الأخير للمؤشر من 4223 ومر بنقطة 4351 والمؤشر كاد أن يلامسه الثلاثاء الماضي ولم تفصله عنه سوى 40 نقطة تقريباً وعلى هذا فالترند هذا مهم جدا (فنيا) وحين كسره هبوطا والإغلاق تحته فقد يبحث المؤشر عن قاع جديد غير القاع السابق (4223) خصوصاً لو أغلق دونه لأكثر من يوم وصاحب هذا الكسر قيمة تداول عالية نسبياً، ونقطته ليست ثابتة ولكنها متحركة وبمعدل بين 20 - 30 أسبوعيا (صعودا) وهي هذا الأسبوع بين 4450 - 4460 فحين كسر هذا المجال فقد يدخل المؤشر في مسار هابط ربما يتراجع معه تحت القاع المذكور.

ولكن هل التحليل الفني يستطيع رسم الطريق وحده في مثل هذه الظروف؟

في الحقيقة ما التحليل الفني إلا وسيلة وأداة يقرأ بها الكثير من المحللين المؤشر والتوقعات القادمة بناء على أشكال فنية سابقة ومؤشرات تساهم في رسم بعض التوقعات وقد تكون صائبة وقد تكون خاطئة ولكنها في مثل هذه الظروف قد لا تكون دقيقة بصورة أدق والسبب في ذلك تدني السيولة؛ فتدني السيولة قد تكثر معه نسبة الأخطاء وذلك لسهولة كسر الدعوم و صعوبة اختراق المقاومات وسبب آخر سرعة تأثر السوق بالأسواق العاملية ارتفاعا وانخفاض كما شاهدنا يوم الأربعاء وتأثره بالأسواق العالمية التي ارتفعت إذا لابد من دراسة السوق من جميع نواحيه وبشتى الطرق المساعدة على الوصول إلى أقرب التوقعات سواء بالتحليل الفني أم المالي أم النفسي وضرورة متابعة جميع الأسواق العالمية القوية التي لها الأثر في نفوس المتداولين وبالتالي ينعكس ذلك على السوق بشكل عام.

والخلاصة مما تقدم

لا يزال السوق بحاجة إلى استقلالية ذاتية ولا تكون إلا بنتائج إيجابية للشركات القيادية وحتى الآن الثقة مهزوزة نسبياً في كثير من نفوس المتداولين وقد لا يعيدها سوى الأخبار الإيجابية والنتائج الإيجابية واستقلالية السوق نوعا ما عن غيره بناء على نتائج شركاته وفنيا نقطة 4450 نقطة مهمة كسرها غير جيد خصوصاً بالإغلاق تحتها.

(*) محلل فني


alshahry55@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد