ثامر بن فهد السعيد
اختتم مؤشر السوق تداولات الأسبوع عند مستوى 4,542 نقطة ليواصل السوق بهذا الإغلاق تراجعاته للأسبوع الثاني على التوالي وبلغت نسبة تراجع السوق في الأسبوع المنصرم 4.85%، 231 نقطة, سجل المتعاملون الأسبوع الماضي قيمة تداول تجاوزت 20.4 مليار ريال كما تداولوا كميات أسهم قاربت 1.1 مليار سهم، نفذت جميعها بعدد صفقات بلغت 738.223 صفقة لم تنجح سوى 18 شركة بأن تختتم الأسبوع على ارتفاع، في حين أن عدد الشركات المتراجعة بلغت 105 شركة وحافظت 3 شركات على مستوى الثبات وعلى خلاف الأسابيع الماضية لم تحتو قائمة الشركات الأكثر ارتفاعا على أسهم حققت مكاسب كبيرة بل كانت شركة الصادرات السعودية على رأس هذه القائمة بعد أن أغلقت عند مستوى 30 ريال مرتفعة بنسبة 9.09% تلتها شركة اسمنت الجنوبية التي أغلقت عند مستوى 52.25 ريالا محققة مكاسب بلغت 8.4% وجاءت شركة اسمنت العربية ثالثا مرتفعة بنسبة 7.41% بعد أن توقف السهم عند مستوى 34.8 ريالا, وفي قائمة الشركات الأكثر تراجعا جاءت شركة التأمين العربية التي اختتمت الأسبوع عند مستوى 22 ريالا متراجعة بنسبة 16.35%, تلتها شركة نادك التي انخفضت بنسبة 15.48% بعد أن أغلقت عند مستوى 34.4 ريالا وجاءت شركة سابك ثالثا في قائمة الشركات المتراجعة التي اختتمت تعاملات الأسبوع أدنى من مستوى 40 ريالا منخفضة بنسبة 14.38%, وجاء مصرف الإنماء على رأس قائمة الشركات الأكثر نشاطا بعد أن بلغ حجم التداول في السهم 117.4 مليون سهم وكان الإنماء قد تراجع خلال الأسبوع الماضي بنسبة 3.51% مغلقا عند مستوى 11 ريالا جاءت شركة زين ثانيا في هذه القائمة بحجم تداول بلغ 87.9 مليون سهم وأغلق سهم زين عند مستوى 10.9 ريالات متراجعا بنسبة 4.39%, وجاءت شركة معادن ثالثا في قائمة الشركات الأكثر نشاطا بحجم تداول تتجاوز 75.3 مليون سهم وأغلق سهم معادن عند 12.2 ريال متراجعا بنسبة طفيفة لم تصل 1%، وجاءت شركة سابك على رأس قائمة الشركات الأكثر تداولات بحسب القيمة فقد سجلت قيمة التداول في سابك ما قيمته 2.1 مليار ريال وبحسب الإغلاق الأسبوع الماضي يكون المؤشر قد تراجع منذ بداية العام بنسبة 5.4% وجاء قطاع الفنادق والسياحة على رأس قائمة القطاعات الرابحة بنسبة بلغت 18.14% وسجل قطاع التشييد والبناء أعلى نسبة تراجع بين قطاعات السوق حيث بلغت نسبة تراجع هذا القطاع 11.04% وسجل قطاع التطوير العقاري أقل نسبة تراجع بعد أن بلغت انخفض هذا القطاع بنسبة 4.82%، وبهذا الإغلاق يكون مكرر أرباح السوق الكلي قريب من 10 مضاعفات.
قراءة في أداء السوق
سجل مؤشر السوق السعودي الأسبوع الماضي تراجعا قارب 5% وذلك بعد أن افتتح السوق تداولات الأسبوع على تراجع ليعود بعد ذلك في جلستي الأحد والاثنين إلى الارتفاع إلى أن السوق سجل أكبر تراجع يومي له خلال الأسبوع الماضي يوم الثلاثاء متأثرا بالبيع القوي الذي شهده سهم سابك والذي أغلق قريبا من النسبة الدنيا عند مستوى 40.2 ريال ليعود بعد ذلك السوق في جلسة الأربعاء ليغلق في المنطقة الخضراء مدعوما بارتفاع قطاع المصارف والخدمات المالية إلا أن سابك عادت لتغلق أدنى من مستوى 40 ريالا ليكون هذا الإغلاق الأول لسابك أدنى من مستوى 40 ريالا منذ تراجع السوق في فبراير 2006، ويعكس التراجع القوي في سابك وسيطرة قوى البيع في السهم عدم تفاؤل المتعاملين بالنتائج الربعية القادمة لسابك أيضا لازال السوق يتفاعل مع الأنباء السلبية عن استمرار تداعيات الأزمة المالية على عدد من الاقتصاديات والشركات حول العالم ولابد من الإشارة إلى أن تراجع أسعار النفط في الفترة الماضية كان لها الأثر الأكبر على قطاع الصناعات البتروكيماوية بسبب تراجع مشتقات النفط وأسعار المواد البتروكيماوية إلا أن النفط كان قد وصل لمستوى 35 دولارا لثلاث مرات وفي كل مرة تعاود أسعار النفط للارتفاع لما يقارب 50 دولارا وفي هذا إشارة إلى أن مستوى 35 دولارا يشكل دعما لأسعار النفط يفصلها عن العودة إلى ما دون مستوى 30 دولارا وهي إشارة جيدة خصوصا إذا ما أخذ بالاعتبار تفاعل أسواق النفط العالمية مع قرار منظمة أوبك خفض الإنتاج تفاعلا إيجابيا بعود أسعار النفط إلى الارتفاع لما فوق 40 دولارا وجاءت تصريحات حاكم المركزي الفدرالي حول إمكانيات انتهاء تداعيات الأزمة المالية مع نهاية العام 2009 إذا ما استجابت الأسواق والاقتصاد الأمريكي مع خطة الإنقاذ التي أقرت سابقا بقيمة أجمالية تقارب ترليون دولار.
توقعات الأسبوع
بعد عدم قدرة السوق تفادي أثر التراجع الذي حدث الثلاثاء الماضي يتوقع أن يعود المؤشر إلى اختبار مستوى الدعم والذي سبق الإشارة له في تقرير الأسبوع الماضي كونه الدعم الأساسي الذي يفصل المؤشر عن العودة لما دون القاع السابق عند 4.223 نقطة فلازال هذا المستوى يشكل منطقة دعم هامة لتداولات الأسبوع عند 4.440 والإغلاق أدنى من هذا المستوى قد يكون من شأنه زيادة وتيرة الهبوط لاختبار القاع السابق الذي يتوقع أن يكون أقل قوة ومقدرة في دعم السوق وبعد هذه العودة لتسجيل قاع جديد للسوق السعودية أدنى من مستوى 4.000 نقطة قد يقارب المنطقة الواقعة عند 3.860 نقطة، يلغي هذه السلبية مقدرة مؤشر السوق العودة خلال الأسبوع الحالي الإغلاق أعلى من مستوى 4.626 نقطة ليعود بعد ذلك مؤشر السوق لمحاولة تجاوز مستويات المقاومة والتي يقع أولها عند مستوى 4.785 نقطة يليها مستوى المقاومة الثانية الواقعة عند مستوى 4.870 نقطة. نظرا لضعف ثاني أكبر سهم مؤثر على مؤشر السوق سابك فإن الدعم يتوقع أن يأتي للسوق من خلال قطاع المصارف والخدمات المالية وقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات خصوصا مع وصول سهم الاتصالات للحاجز السفلي لمساره الهابط الممتد منذ منتصف عام 2007 لذلك يتوقع أن يشهد سهم الاتصالات استقرارا في الفترة القادمة مما يشكل دعما إضافيا للمؤشر، بالإضافة إلى دعم قطاع المصارف والخدمات المالية لمؤشر السوق أيضا, ويتوقع أن يستمر التراجع في سهم سابك حتى يصل منطقة دعمه الواقعة بين المستوى 35 و33 ريالا ما لم يستطع السهم العودة مطلع تداولات الأسبوع أعلى من مستوى 42 ريالا.
محلل أسواق مالية
Thaerfalsaeed@Gmail.com