Al Jazirah NewsPaper Saturday  28/02/2009 G Issue 13302
السبت 03 ربيع الأول 1430   العدد  13302
الأزمة المالية تقلل من مساعدات بالمليارات لفقراء العالم

 

الرياض – الجزيرة:

كلفة ميزانيات المساعدات من جراء الأزمة المالية العالمية في سبيلها لأن تبلغ مليارات الدولارات مما يقلل من المعونات لأفقر فقراء العالم حيث ازدادت صعوبة جنيهم أموالاً بأنفسهم.

في الولايات المتحدة قال رؤساء أكثر من 50 جماعة في ائتلاف انتراكشن والذي يدير أعضاؤه وعددهم 175 مبلغاً قدره تسعة مليارات دولار سنويا انهم يتوقعون انخفاض التبرعات من الأفراد والشركات التجارية والمؤسسات بنحو مليار دولار هذا العام.

وقال سام ورثينجتون رئيس ائتلاف انتراكشن لرويترز (إذا استمر هذا (الكساد) حتى عام 2010 سنشهد انخفاضاً كبيراً في تنفيذ البرامج بأفقر مناطق العالم).

وتعاني المؤسسات الخيرية التي تتخذ من بريطانيا مقراً لها معاناة إضافية بسبب تراجع الجنيه الإسترليني مما يقلل من قيمة أموالها في الخارج.

وجاءت الأزمة في الوقت الذي تتزايد فيه احتياجات الكثير من المجتمعات التي تواجه أزمات مثل تلك الموجودة في زيمبابوي وسريلانكا ومنطقة دارفور التي تمزقها الحرب بالسودان.

وقال جون لو الرئيس التنفيذي لمؤسسة تشاريتيز أيد (كاف) التي تساعد المؤسسات الخيرية في إدارة الأموال (المشكلة في دارفور لم تتغير بمقدار ذرة بسبب إخفاقات البنوك الغربية. لقد حذفت من على جدول الأعمال).

وأظهرت دراسة مسحية أجرتها مؤسسة (كاف) في يناير كانون الثاني على 322 مؤسسة خيرية بريطانية بينها جماعات تعمل في المساعدات خارج البلاد أن نصفها توقع انخفاض دخله في العام القادم وأن 41 في المائة شهدت انخفاضاً في دخلها في الأشهر الثلاثة الماضية.

ويساور جماعات في إفريقيا القلق من أثر هذا في نشاطها حيث تتلقى معظم تمويلها من مؤسسات خيرية دولية ومانحين حكوميين.

ومن بين هذه الجماعات شبكة التوجيه الوطني والتمكين للأشخاص الذين يعيشون بفيروس (أتش.أي.في) المسبب للإيدز أو مرض نقص المناعة المكتسب وهي جماعة أوغندية.

وقال مديرها الميجر روباراميرا رورانجا (مع أتش أي) في الأثر الأكبر للمشاكل المالية العالمية هو الخوف... الخوف من أن تقل الأموال التي تم الالتزام بتقديمها للحملة والخوف من أنه قد يكون هناك نقص في الضروريات مثل العقاقير والواقيات الذكرية).

في جنوب آسيا المزاج أكثر هدوءاً ويرجع هذا جزئياً إلى أن معظم الدول أقل اعتماداً على المانحين الدوليين من إفريقيا حيث تمثل المساعدات ما يقرب من نصف بعض الميزانيات الوطنية.

وذكرت وكالات في الهند لرويترز أنها أمنت موارد للعام القادم لكنها حذرة.

وقالت سارة كرو المسؤولة الإقليمية للاتصالات بصندوق الأطفال التابع للأمم المتحدة (من المهم دق أجراس الإنذار التي تعبّر عن الشعور بالقلق في هذا التوقيت لأنه في أنحاء جنوب آسيا هناك أشخاص على حافة الهاوية ووجود جرح مستديم في الرأس سيكون مميتاً).

وحذر البنك الدولي من أن نحو 40 في المائة من 107 دول نامية معرضة بشدة إلى آثار أزمة القروض وأن ما يصل إلى 53 مليون آخرين محاصرون في الفقر مع تداعي النمو الاقتصادي.

وتشير منظمة اوكسفام التي تتخذ من بريطانيا مقراً لها إلى أن تراجع التحويلات من العمال المهاجرين سيكون له أثر هائل في دول مثل بنجلاديش، حيث تعتمد أسرة واحدة في كل قرية عليها.

ويقول خبراء إن من الصعوبة بمكان توقع مدى تأثير الأزمة المالية العالمية في ميزانيات المساعدات.

وخفضت إيطاليا مساعداتها للعام الحالي 2009 إلى النصف بينما خفضت أيرلندا 17 في المائة من مساعداتها لخارج البلاد على ثلاث مراحل منذ يوليو تموز.

وقال نيك هايتون من معهد أوفرسيز دفلوبمنت وهو مؤسسة بحثية مقرها لندن إن مساهمات المساعدة من دول الاتحاد الأوروبي التي كان ينتظر أن تبلغ ذروتها لتصل إلى 92 مليار دولار عام 2010 قد تقل ما بين 15 و25 مليار دولار بسبب ضعف العملة وانخفاض النمو.

وأضاف: (الدول الغنية ستقلل من إنفاقها في الوقت الذي ستكون فيه الدول الفقيرة في أمس الحاجة إليه).

وتقول مؤسسات خيرية بريطانية تعمل خارج البلاد إن أكثر آثار الأزمة ضرراً حتى الآن هو ضعف الجنيه الإسترليني.

وتقدر الوكالة الكاثوليكية للتنمية عبر البحار أن القيمة الدولارية للمساعدات الحكومية البريطانية قد تنخفض بما يصل إلى 41 مليار دولار بين عامي 2008 و2014م.

وشهدت جماعات تمولها الوكالة الكاثوليكية في دول نامية انخفاض القيمة الدولارية للمنح التي يحصلون عليها بالجنيه الإسترليني بما بين 25 و30 في المئة مقارنة بمنتصف العام الماضي.

وقال جورج جيلبر وهو استشاري في السياسات (نحن ننقل المشكلة لشركائنا مع أسفنا العميق).

ويرى بعض جامعي التبرعات للمؤسسات الخيرية أن الأيام العجاف ستُسفر عن مزيدٍ من المسؤولية.

وتتوقع كارولاين اندروود مديرة الشراكات بمؤسسة أنقذوا الأطفال أو سيف ذا تشيلدرن في بريطانيا أن تمارس المؤسسات التجارية مزيداً من الضغط على جماعات المساعدات لاستغلال تبرعاتها بحكمة وإبداع.

وأضافت (سيكون على المؤسسات الخيرية العمل بطريقة أذكى).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد