Al Jazirah NewsPaper Saturday  28/02/2009 G Issue 13302
السبت 03 ربيع الأول 1430   العدد  13302
خبراء: الحروب وأزمة الفكر الاقتصادي سببان رئيسيان للأزمة الحالية

 

القاهرة - مكتب الجزيرة - علي البلهاسي:

أكد خبراء اقتصاديون أن الأزمة المالية العالمية الحالية سببها الرئيس هو وجود أزمة في الفكر الاقتصادي والحروب التي خاضتها أمريكا على مدار ثمانية أعوام كاملة جاء ذلك خلال الندوة التي نظمتها جامعة القاهرة أمس الاول حول (الأزمة الاقتصادية العالمية وآثارها الاجتماعية ودور الدولة في مواجهتها).

وقال الدكتور سلطان أبوعلي وزير الاقتصاد المصري الأسبق أن احد الاسباب الرئيسية للأزمة الحالية هي الحروب التي خاضتها أمريكا على مدار ثمانية أعوام كاملة خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش مما أدى إلى هجر الكثير من الأموال والتي شكلت عبئا على الاقتصاد الأمريكي، بالإضافة إلى معدل الاستهلاك المرتفع للمواطنين الأمريكيين والذي بلغ نسبته 84% من الناتج الاجمالي المحلي للولايات المتحدة.

وأوضح أن النظام المالي العالمي كان قد أفرز نظما مالية جديدة مثل صناديق التحوط والصناديق السيادية مما أسفر عن خروج الدول العاملة بهذه النظم عن القواعد الاستثمارية والتمويلية السليمة مما أدى إلى تحولها للخسارة الشديدة. وأشار إلى أنه يجب على الدولة أن تلعب دورا مؤثرا فى الإشراف والتوجيه للسوق حتى لا يتم خلق تكتلات اقتصادية تحتكر السوق وتخل بقواعد المنافسة، موضحا أن سبب الأزمة المالية العالمية أيضا هو أزمة الرهون العقارية والقروض غير مستوفية الشروط والضمانات.

وقال إن أي نظام مالي في العالم يشتمل على جانبين جانب عيني يتضمن سلعا وخدمات وجانب نقدي يشتمل على الأوراق المالية والنقود ويجب أن يكون هذان الجانبان متساويين وينموان مع بعضهما البعض حتى لا يحدث في نهاية الأمر إلى الدخول في فقاعة تضخمية كبيرة.

من جانبه أوضح الدكتور مصطفى السعيد رئيس اللجنة الاقتصادية بالبرلمان المصري أنه بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق سادت فكرة الرأسمالية وساد معها ارتفاع كبير في اقتصاديات رؤوس الأموال فى الدول الكبرى مثل أمريكا وانجلترا في ذلك الوقت.

وأشار إلى أن ذلك أدى إلى تحكم رؤوس الأموال بشكل كامل في آليات القطاع المالي الامر الذي جعلهم يتخذون ما يرونه مناسبا من القرارات وقتما يشاؤون، وكان نتيجة لذلك أن قاموا في الآونة الأخيرة بالتوسع في عملية الإقراض لأفراد لا يملكون ضمانات كافية لرد هذه القروض، بالإضافة إلى وجود (أزمة توريق) والتي اتسمت بوجود سندات وأوراق مالية كثيرة بدون ما يقابلها من قيمة فعلية لأصول أو ثروات مما أدى في نهاية الأمر إلى انهيار النظام المالي كله وحدوث الأزمة المالية التي يشهدها العالم حالياً.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد