تونس - فرح التومي

أكد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أن بناء المغرب العربي حتمية تاريخية ومصيرية للشعوب المغاربية وقال: (وهو خيار إستراتيجي بالنسبة إلينا يعبر عن طموحات شعوبنا في التكامل والوحدة). ولاحظ في حديث صحفي نُشر في العدد الأول من مجلة (المغرب الموحد) أن أي تأخير في استكمال بناء صرح المغرب العربي له كلفته على أكثر من صعيد، مضيفاً أنه على المستوى السياسي لم يعد خافياً على الجميع أن عدم بروز تكتل مغاربي قوي ومتماسك يحد من القدرة على مواجهة التحولات العميقة والمتسارعة التي يشهدها العالم اليوم والتي لا تقوى الدول منفردة على رفع تحدياتها. وقال في هذا الصدد: (لا مكان اليوم في الفضاء الكوني المعولم إلا للكيانات المتحدة والمتكتلة. فاستقرار الدول ومناعتها ورخاؤها تتوقف إلى حد كبير على مدى اندماجها في محيطها).

وقال الرئيس التونسي مبيناً الكلفة الاقتصادية لتأجيل بناء المغرب العربي: (إن الأرقام والمؤشرات تدل على أن غياب الاندماج الاقتصادي المغاربي يفوت على دول المنطقة فرصة نمو سنوي تناهز 2 في المائة في الوقت الذي تتعاظم فيه رهانات التنمية وتتزايد الضغوط على المستويات الوطنية خصوصاً فيما يتعلق بالتشغيل وتشغيل الشباب تحديداً. كما أن نسبة المبادلات التجارية بين الدول الأعضاء ظلت ضعيفة حيث لا تتجاوز 4 في المئة من مجموع المبادلات مع الخارج.

وإذا كانت هذه أبرز عناوين الكلفة الاقتصادية لتأخير بناء المغرب العربي فإن شمولية التشخيص تقتضي الإشارة إلى الكلفة السياسية أيضاً والمتمثلة في محدودية التأثير الإقليمي والدولي للمجموعة المغاربية باعتبار أن عدم الاندماج يضعف قدرتنا التفاوضية مع التجمعات.