قطرة ماء هي المسافة بين الغيمة والخيمة؛ فإذا انقطع القطْر طويت الأعمدة والأشرعة، ولم تعد البلاقع مرابع ولا مراتع ولا مهاجع.
* إنها معادلة الحياة والأحياء، تخلق الانتماء، وتحقق الارتواء متى ما انتظم الخيط الواصل بين الخدمة والمصلحة، والراية والنصر، والحقيقة والمعنى.
* هكذا نقرأ شؤون الإدارة وشجون السياسة، ونظريات الإعلام، وفلسفة المناطقة، وتحديات المثاقفة؛ إذ تتماهى الشخصنة والشيأنة؛ فتغيم الرؤى بما تحقق وما تعلق، ومن صدق ومن تملق.
* وتجيء الكتابة هماً حيناً ووهماً أحياناً، ونبحث عمن يضع الطرف الآخر من المعادلة: أهي المنفعة الذاتية أم العامة؟ وهل هي من أجل الثابت أم المتحول؟ وكيف يجيء المقابل: عرضاً عند الناس أم أجراً عند رب الناس؟
* ويتصل السؤال: فهل هم واضعو اللافتة الدينية أو الوطنية من يُحرَق لهم البخور ولو جاروا واستجاروا؟ وهل الإعلان عن الذات بالهيئة الشكلية والبلاغة القولية كاف لمنح صك النزاهة والمصداقية؟ أم أن التقوى (ها هنا) حيث لا يحاسِب إلا الحسيب؟
* لن نجد إجابة مادمنا نقرأ الظواهر والمظاهر دون أن ترتبط النتائج بالأسباب، والخواتم بالمقدمات، والبحث عن الثراء والثناء بالداخل المنطفئ والمضاء؟
* الحكاية ليست تهويماً في التجريد بل هي تأمل في الجديد والتجديد، وليت باحثي الإعلام المقروء - على وجه التحديد - يرصدون الأحداث والأصداء، ويواجهون الكتاب والكاتبات بما امتلأت به طروسهم من تناقضات ثم يسائلونهم عنها: إن كانت من مرحلية الفكر المتطور أم في مدار المصلحة المتبدلة؟
* القطرة هي الخيمة، والكلمة هي الحقيقة؛ فإذا لم تلتق هذه بتلك فإن للأقلام أن تصمت كما كان للخيمة أن تطوى.
* أما كيف؟ فحين نحاسب المسؤول على تصريحاته وإنجازاته، والكاتب على التواءاته وانحناءاته، وعندما لا يكون لطول السيارة وعرض العباءة وارتفاع الإزار دور في الأحكام أو سلطة على الأفهام.
* الحياة سجل وسجال.
Ibrturkia@hotmail.com